د.حمزة زوبع

يا وابور(الوطن) قل لى عطلان ليه؟

الأربعاء، 25 مارس 2009 10:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما إن نلتقط أنفاسنا من انهيار عقار حتى نفاجأ بحريق عقار آخر، وما إن نضمد جراحنا من حادث تصادم حتى تأتيك الأنباء بحوادث أشد فتكا.. هل كتب علينا البقاء فى خانة الأحزان؟ وإلى متى؟

سأحاول الخروج بكم من هذه الخانة وأذهب بكم إلى قارئة الفنجان التى زارها موظف ( كحيان ) على رأى عمنا أحمد رجب ليعرف ماذا يخبئ له القدر، وعندما دخل عليها الباب استقبلته استقبال العارفين، وقالت له: "اقعد يا محمد يابن عبد العظيم، يا موظف فى التعليم، وراتبك خمسميت جنيه وبتستلف عليهم ألف جنيه علشان تكفى مصروف مراتك وعيالك اللى فى المدارس"، دهش محمد واستبشر خيرا بالعرافة التى تعرف تفاصيل حياته وبالفعل استسلم لها وجلس على أريكة خشبية فى مواجهة الست بتاعة الفنجان.

ثم رفعت بيدها فنجانها وقالت له :"اسمع يا بنى انت بقى لك فى الحكومة 15 سنة موظف"، فأومأ برأسه صحيح وأردف قائلا "أنا من سنة أربعة وتسعين وأنا فى ديوان الوزارة".. ثم لفت الفنجان بيدها ورفعت رأسها من الفنجان ونظرت إليه نظرة من يشفق عليه وقالت له : "يا محمد يا بنى فاضلك فى الحكومة كمان خمستاشر سنة فى الهم اللى انت فيه ده؟"، استبشر محمد وتهللت أساريره وبانت نواجذه ومنى نفسه واندفع وعلى وجهه ابتسامة لم يستطع إخفاءها ؟ وبعدين يا ست العرافة بعد الخمستاشر سنة الجايين دول ح يحصل ايه ؟

طأطأت العرافة رأسها ولم تستطع مواجهة المسكين المتوسم خيرا فى الفترة المقبلة بعد خمسة عشر عاما .. امتدت فترة الصمت لدقائق وصاحبنا لا يزال يمنى نفسه بالأمل .. انفجرت فيه العرافة بعدما أدركت مدى غبائه وقالت له : "بعد خمستاشر سنة على الخمستاشر سنة اللى انت قضيتهم فى الحكومة حا تكون جتتك نحسِّت وتعودت على كده".

هيه عزيزى القارئ ؟ حاسس بحاجة ؟ نفسك تقول حاجة تعارض بها الست العرافة المحترمة ؟
هيه ! قل لى نفسك فى إيه ؟ لسه فاكر إن الأمانى ممكنة، لسة بتحلم إن بكرة ( بعد خمستاشر سنة) ح يكون أحسن من إمبارح قبل خمستاشر سنة؟

الرهان على المستقبل مطلوب، ولكن الرهان على من يديرون دفة الحكم والسلطة والحزب والحكومة مثله مثل انتظار كلمة حلوة من فم العرافة تزيل بها كابوس الواقع الذى عاشه ويعيشه الموظف الكحيان محمد عبد العظيم.
جميل أن تصبر ولكن الأجمل أن تعرف على أى شىء تصبر وكيف تصبر وإلى متى؟

الكوارث تتوالى والأزمات تنهال على رؤوسنا كما المطر، لاشىء يوحى من حولنا بأن القطار أو الوابور الذى نستقله قادر على المضى قدما، فلا السائق قادر على قيادته ولا القضبان قادرة على تحمله، وليس هناك ثمة إشارات أو مزلقانات تشير فى أى محطة نحن، وماذا لو تصادمت كل قطاراتنا مع بعضها البعض كما هو حادث الآن بين أفرع السلطة فى الحزب والحكومة؟

فى مصر يقال وزير مشهود له بالكفاءة ولا أحد يقدم تبريرا ؟ لأن التعيين والإقالة حق مطلق لشخص واحد؟

هؤلاء العلماء والأساتذة والمتخصصون الذين جيء بهم إلى الوزارة ليس من حقهم الكلام أو التعبير عن مواقفهم، عليهم أن يلوذوا بالصمت حتى الموت وعلى الشعب أن يتعود أن يلوذ بالصمت أيضا.
وابور الوطن لا يدرى إلى أى اتجاه يسير سوى أن يراوح مكانه، وكلما لاحت فى الأفق بارقة أمل للمشاركة الشعبية وبانفراجة يخرج علينا خفافيش الظلام، ليحذروننا من مغبة التعود على النور لأن أضرار النور أكبر بكثير من مخاطر الظلام.

وطنى أصبح قبوا تدفن فيه الكفاءات، وتكسر على أعتابه الإرادات، لم يعد الوطن حضنا دافئا لأبنائه بل صار ضمة كضمة القبر على ساكنيه من أصحاب الذنوب والمعاصى ..

هل مازلت غير مصدق عزيزى القارئ؟ حاول أن تفهم لماذا تم تعيين مشيرة خطاب فى منصب قالت هى عنه إنها لا تعرف اختصاصات وزارتها الجديدة؟

فى بلد يقال فيه وزير خبير وهو على أعتاب مؤتمر دولى وبعد أن يكلف بإلقاء كلمة مصر تأتى التعليمات : لا تمنحوه شرف إلقاء الكلمة لأنه مغضوب عليه.
أيها الوطن الرهينة
طالت لياليك الحزينة
نبكيك يا وطن الأحبة
نبكيك يا من عشت فينا
عزاؤنا أنك فى أسرك حر
ونحن رغم الحرية
أسرى لأمانينا








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة