فى طريقك من محطة مترو الزهراء وصولا إلى عزبة خير الله، شوارع غير ممهدة تعبرها بعربات متهالكة أو تستقل فيها " توك توك "، تلمح إعلاناتها من خلال ذلك الطريق تملأ الشوارع "مكتب زواج أم فتحى"، وكأنها تدلك على الطريق الذى تسلكه للوصول بسلام إلى شارع النجاح خلف مدرسة سوزان مبارك حيث تتواجد أم فتحى.
سؤال بسيط لأصغر طفل يقطن ذلك الحى، يدلك على مكتب أم فتحى السمسارة لتكتشف سريعا أن مكتبها ما هو إلا عمارة من طابق واحد تضم مكتبها وشقتها الصغيرة التى تسكن فيها.
انتظرتها أمام منزلها لدقائق حتى رأيت سيدة تتخفى وراء نقاب أسود تلوح لى من بعيد، لم تسمح لى أن أدخل بيتها اتقاء للشبهات وطلبت منى الجلوس على عتبة المسجد " عشان محدش يتكلم عليه ولا عليكى خصوصا إن الشغلانة دى بتستفز الشرطة"، حيث لا يمر يوم إلا وتزورها دورية الشرطة لاستكشاف طبيعة النشاط الذى تمارسه.
بدأت تفرغ ما فى جعبتها من صور العرسان، تحمل كل صورة وراءها حكاية مستقلة "ده نجار مسلح كسيب" وآخر متزوج ولكنه مضطر للزواج بأخرى لأنه يعمل فى القاهرة بينما تقيم زوجته وأولاده فى الفيوم.
الغريب أن معظم عرسان أم فتحى إما متزوجون ويبحثون عن الثانية أو مطلقون لعيب خطير فى الزوجة، فهذا الشاب سافر إلى السعودية ليعمل وترك زوجته فى القاهرة ليعود بعد عدة سنوات ويفاجأ بأنها حصلت على كل أمواله لتتزوج من ابن عمها وذلك بعد أن خلعته.
رجل أعمال فى العقد الخامس من العمر طلق زوجته لأنها منحت أولادها من زوج آخر الفيلا التى كتبها باسمها والكثير من القصص التى لا تنتهى، لزوجات خائنات وأزواج مظلومين.
"متفتكريش إنك حتتجوزى راجل تكونى أول بخته، مفيش واحد معملش علاقة قبل الجواز وكل ده بسبب الانترنت"، كان ذلك رأيها عندما طلبت أن أتزوج من رجل لم يسبق له الزواج.
معظم حديثها ينصب على خوفها من حديث الجيران عنها وخوفها أن يشيع عنها أنها تفتح منزلها للقاء الأثرياء العرب بالفتيات المصريات، ورغم ذلك ترفض أن تفتح مكتبا مرخصا وتكتفى بمقابلة زبائنها فى الشارع.
بمجرد أن تتلقى اتصالا من أحد الأثرياء العرب تهرول إليه ، "مرة أخدت واحد من العرب من على محطة مترو الزهراء وجوزته بنت دفع لها 30 ألف جنيه "، إلى جانب الشبكة الثمينة التى نصحتها أم فتحى أن تبيعها لتدخر الأموال فى أحد البنوك ضمانا لمستقبلها.
طلبت منها أن تبحث لى عن ثرى عربى فقالت:" العرب عاوزين واحدة ليومين أو شهر بالكتير وأنا من مصلحتى أنى أجيب لك واحد عربى وبدل ما خد 500 جنيه حاخد 5 آلاف بس أنا مقبلش على نفسى كدة ولا أقبل على أى بنت، وحياة العتبة الطاهرة اللى قاعدين عليها".
لم تكد تمر عدة ساعات على لقائنا حتى اتصلت بها وكررت طلبى فى الزواج من أحد الأثرياء العرب وفوجئت بأنها توافق على ذلك العرض وتطمئننى بأنها ستستعين بمحامى ليكتب ورقة الزواج العرفى، بحيث تضمن حقى فى الحصول على المبلغ الذى أريده " حجيبلك محامى يتفق مع العريس على كل التفاصيل بس أنا مش حظهر فى الصورة"، ولم تحدد المبلغ الذى ستحصل عليه حتى أحدد أنا أولا المبلغ الذى أريده مقابل ذلك الزواج المؤقت.
دارت بعدها بيننا الكثير من المكالمات الهاتفية التى كانت تؤكد فى كل منها أنها تتلقى الكثير من الاتصالات من عرب يبحثون عن زوجة لمدة أسبوع، ولكنهم يرفضون أن يحددوا المبلغ قبل أن يروا العروسة ليحددوا المبلغ الذى تستحقه.
صاحبة المكتب تقابل زبائنها فى الشارع لكى تنفى تهمة الدعارة عن نفسها بينما تسهل تزويجهن بأثرياء عرب - تصوير عصام الشامى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة