اهتمت صحيفة لوموند فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء، بالحديث عن التيار الشبابى الجديد الذى ظهرت ملامحه مؤخراً داخل تنظيم الإخوان المسلمين، والذى تعكسه الأفكار الإصلاحية التى يدعو لها شباب تلك الحركة فى مدوناتهم.
فيما مضى كان الراديكاليون، أنصار مبدأ القتال المسلح ضد النظم العربية الكافرة، ومن بعدهم مؤيدو أسامة بن لادن وحركة الجهاد الإسلامى، هم من كانوا يعارضون أسلوب قيادة الإخوان المسلمين التى كانت تتسم من وجهة نظرهم بـ "عدم الشدة"، أما اليوم فيأتى انتقاد الحركة من جانب قيادة أخرى أكثر شباباً، أكثر تقدمية، وأكثر انفتاحاً على العالم.
وهو الأمر الذى يؤكده بدوره الخبير فى شئون الإسلام السياسى والباحث فى مؤسسة الأهرام خليل العنانى، مشيراً إلى أنه إذا كان تنظيم الإخوان المسلمين، وهو بالأحرى حركة اجتماعية أكثر من كونها دينية، يشهد نوعاً من الانفتاح بداخل صفوفه، فإن ذلك قد يعصف بالجناح المحافظ الذى يدير تلك الحركة، التى نشأت قبل 80 عاماً تحت قيادة حوالى 12 شخصاً، يبلغ أصغرهم سناً 56 عاماً.
يسعى هذا التنظيم، والذى يضم فى صفوفه ما لا يقل عن 100 ألف شخص فى مصر والملايين من مؤيديه، والذى نجح فى الفوز فى انتخابات 2005 بـ20% من مقاعد البرلمان، إلى تجاهل هذا التيار من الانتقاد والرفض. يضيف خليل العنانى أن الشباب، خاصة هؤلاء الذين يوجهون انتقادات للقيادة على صفحات المدونات، كاشفين بذلك الستار عن أسرار المداولات التى تدور داخل الحركة، يرغبون بكل تأكيد بالاحتفاظ بالمرجعية الإسلامية للحركة، إلا أنهم يأملون فى انتهاج نظام داخلى أكثر ديمقراطية. ويتمتع هؤلاء الشباب، أنصار التكنولوجيا الحديثة، بعقل متفتح، فهم أكثر تسامحاً تجاه الآخرين، المسيحيين والنساء والمسلمين الذين لا يمارسون دينهم، كما أنهم لا ينظرون إلى الغرب بأكمله كقوة إمبريالية ضخمة تمثل تهديداً لهم، فهم يميزون بين الدول ويدركون جيداً تعقد الأوضاع الدولية.
وترصد الصحيفة أحد نماذج هؤلاء الإصلاحيين الجدد على شبكة الإنترنت، وهو مصطفى النجار البالغ من العمر 29 عاماً، تتلخص مطالب هذا الشاب وزائرى مدونته الذى بلغ عددهم فى 2008، سبعين ألف شخص، فى المساواة بين الرجل والمرأة، وفصل الدولة عن الدين كما يحدث فى تركيا، بالإضافة إلى إصلاح التعليم الإسلامى من خلال إدراج مادتى الفلسفة وعلم النفس فى مناهجه، كما يرغب هؤلاء الشباب فى تحقيق الديمقراطية وممارسة حرية التعبير وكذلك حرية ارتداء الحجاب.
ويضيف النجار أيضاً أملهم فى أن تختفى من برنامج الحركة فكرة منع المرأة أو المواطن المسيحى من أن يصبح رئيساً لمصر.
بيد أن النجار ومؤيديه (وهم حوالى خمسين شاباً يكتبون بشكل منتظم فى مدوناتهم) لا يزالون يمثلون أقلية داخل تنظيم الإخوان المسلمين، ولكن إذا كان المحافظون هم من يملكون زمام القيادة، فهؤلاء الشباب هم من يملكون الأفكار الإصلاحية، وهى التى ستنتصر فى يوم من الأيام، كما يقول مصطفى النجار.
مدونة مصطفى النجار نموذجاً..
لوموند: الإخوان المسلمون فى زمن المدونات
الثلاثاء، 24 مارس 2009 09:40 م
الإخوان على المدونات تتصدر الوموند الفرنسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة