إذا سمعت هذا الحوار بين مجموعة من الشباب فى الجامعة فلا تندهش:
الأول: عندك إيه النهاردة؟
الثانى: الله يسهلها رايح ينحت
الثالث: يا ساتر يارب بصوا لنا بقى فى "النحتاية"
الثانى: ما انت مش راحم طالع تنحت نازل تنحت
هذا الحوار كثيراً ما يتردد بين طلبة الجامعات، وفى أول مرة سمعت فيها الكلام عن النحت سألت بكل براءة:
أنت بتدرس فى فنون جميلة ولا النحت ده هواية؟
وطبعاً فى ضجيج من الضحكات والسخرية قالوا لى لأ هواية.
فقلت بكل براءة وأنا لا أفهم سبب الضحك: ده إنت فنان بقى .. حاجة جميلة قوى.
وبعد فترة فهمت يعنى إيه نحت وإيه هى "النحتاية" والفرق ما بين النحتاية اللى تستاهل والنحتاية اللى "ابلها وأشرب مايتها" وإليكم التفاصيل:
يعنى إيه نحت؟
أقولك يا سيدى "النحتاية" هى مرادف "للسبوبة" يعنى باختصار بتطلع بقرشين مقابل خدمة معينة، وطبعاً دى مش ظاهرة جديدة ولكن الجديد أنها انتشرت أوى فى الجامعات لدرجة أنها بقت دخل شهرى يمكن الاعتماد عليه.
ما هى أشكال النحت؟
والله دى حاجة بتختلف من شخص لآخر، على حسب مهاراته، ومهما تعددت الأشكال فالنتيجة واحدة "الفلوس يا معلم"، والنحت متوفر لكل الطلبة، فلو كنت بتحب المذاكرة ممكن تنحت من الملازم قبل الامتحانات، ولو مالكش فيها ممكن تنحت من الرحلات، ولو بتحب الفن ممكن تنحت من مسرح الجامعة وأشكال أخرى كثيرة يعنى من الآخر كده كلنا عندنا فرصة للنحت.
وإليكم طرق النحت بالتفصيل من خبرات أصحابها:
"والله أنا باحب المسرح واشتغلت فى الجامعة مسرح كتير قوى، وبما أنى بقالى 7 سنين فى الجامعة ما ينفعش أهلى يصرفوا عليا كل ده، فلازم أصرف على نفسى ..فقررت أعمل كده".. "أنا بعرف أصمم وانفذ ديكور مسرحى وده بيجبلى فلوس كويسة وخصوصا فى الموسم".
وهذا النوع من النحت يعنى مهرجان الجامعة للمسرح فى الفصل الأول والثانى، "أروح أنفذ الديكور وأخدلى على كل عرض مبلغ كويس وساعات تبقى ميزانية الكلية كبيرة وتبقى نحتاية محترمة أطلع فيها بمبلغ وقدره، واللى بيساعدنى إن كل فرق الجامعة أصحابى فأنفذ الديكور لـ 5 أو 6 كليات على الأقل، ويمكن أكتر، وطبعا ممكن أنفذ لكليات تانية مش فى جامعتى وكله بثمنه، كما يقول "خالد" (24 سنة).
أما معتز (20 عاما) فيقول "أنا باحب أنظم رحلات جداً، فى البداية كنت بعمل كده علشان ننبسط بعد كده، لقيت الموضوع بيجيب فلوس حلوة، يعنى فى مرة نظمت رحلة 8 أتوبيسات لمدينة الملاهى دريم بارك، طبعا أنا اشتريت التذكرة بـ 25 جنيهاً وساعات أقل"، وأنظم الرحلة بـ 40 جنيهه والأتوبيس فيه 50 فرداً، يعنى مش بيطلعلى أقل من 3000 جنيه بعد حجز الأتوبيسات"، وطبعا أنا كده مش بضحك على الطلبة لأن ده حقى، أنا اللى بتعب وأعمل مشاوير وأحجز التذاكر والأتوبيسات، وهما بيطلعوا على الجاهز ولا هتعب لله وللوطن؟ وكل لما أحتاج أشترى بنطلون أو تى شيرت أو أجيب هدية لصاحبتى أعمل رحلة أجيب منها ثمنه".
محمد (19 سنة) ملتزم جدا فى الكلية، ويحضر كل المحاضرات ويجلس فى أول صف، "فى الأول كان كل زمايلى يصوروا منى قبل الامتحانات عشان أنا الوحيد اللى بكتب كل حاجة ورا الدكاترة، بعدين بدأت أعمل زى ملخصات للمناهج وأسيبها فى مكتبة بجوار الكلية"، وبعد ذلك أصبحت المكتبة تطلبه بالاسم "عايزين ورق محمد"، وكما يضيف محمد "فبدأت المكتبة تتفق معايا أنا أكتب وهما يبيعوا الورق وأخد نسبة ومن ساعتها وأنا بعمل كده".
"أنا بحكم دراستى فى كلية ألسن قسم لغة إنجليزية كويسه قوى فى الترجمة"، فى البداية كنت أترجم حاجات لأصحابى فى كليات تانية عشان أساعدهم، وفى نفس الوقت تدريب ليا" بعد ذلك احترفت مى الترجمة، "يعنى لو حد عنده بحث مفروض يترجم بدل ما يروح مكتب ترجمة، ممكن أنا أترجمه وأخد منه فلوس أقل، وكمان أنا بشتغل فوتوشوب كويس فبدأ يجيلى أصحابى يبقوا عايزين أصمم لوجو أو إعلان، محتاجينه عشان نشاط عندهم أو مشروع تخرج وأيضاً بفلوس أقل"، هكذا استخدمت مى مهاراتها وتكسب منها فلوس أيضاً.
طلبة الجامعة "بيقلبوا عيشهم" عشان الحياة تمشى ويطلعوا مصاريفهم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة