"لو جوزك بيخونك، تحبى تعرفى؟"، فاجأتنى صديقتى الحميمة بهذا السؤال ونحن نتناول إفطارنا المعتاد صباح يوم الأحد، أجبت دون تفكير "أنا أه أحب أعرف، لكن ليه بتسألينى السؤال ده؟".
"أصلى شوفت جوز داليا امبارح مع واحدة فى مطعم فى الكوربة".
"يا سلام هو أى واحد قاعد مع واحدة يبقى بيخون مراته؟ ما يمكن قريبته أو زميلته فى الشغل".
"هو طبيعى إن الواحد يمسك إيد قريبته، ولا يأكل زميلته فى الشغل؟".
"طبعا لا"، ولكن بعد تفكير طويل وجدل استغرق معظم جلستنا الأسبوعية، والتى ننتظرها بفارغ الصبر لنهرب من جو العمل ونتبادل الأحاديث بحرية بعيدا عن أعين المراقبين، وأذن المتلصصين، اتفقت مع صديقتى ألا نبوح بشىء حتى نتأكد مما لديها من معلومات.
لكن هذا الحوار فجر بداخلى العديد من الأسئلة، الصداقة تحتم علينا إخبارها، ولكن ماذا إذا فقدت أعصابها واتهمتنا بالكذب وفسدت علاقتنا إلى الأبد؟ أو ماذا لو تصنعت العقل والرزانة ثم بدأت تتجنبنا بعد ذلك باعتبارنا مصدرا للإزعاج، أو إذا كانت تعلم بالفعل وفى حالة انكار واعتبرته تدخلا فيما لا يعنينا؟ ماذا لو تهورت وارتكبت حماقة فى حق نفسها أو فى حق زوجها أوفى حق المرأة الأخرى؟ وقررت ألا احتار بمفردى وأن أطرح سؤالى على فئات من السيدات والفتيات فى أعمار مختلفة وأن أنفذ رأى الأغلبية.
"لا توجد سيدة لا تشعر بخيانة زوجها، حتى لو لم تكن على يقين إلا أنها تشعر بفطرتها بأن هناك شىء غير طبيعى"، كما تقول ليلى إسماعيل (58 عاما)، وعن نفسى لن أقول شيئا لأننى سأجبرها على اتخاذ موقف أو تتجاهل ما سمعت و"تمشى أمورها، وفى الحالتين مش حتكون مبسوطة". لكن كما تؤكد ليلى، "لو علمت الخبر من أحد غيرى وجاءت لاستشارتى ساعتها سأقول لها ما لدى من معلومات، وغالبا الست فى مثل هذه الموضوعات لا تعلم كيف تتصرف تواجه أم لا؟ فربما تكون نزوة وتنتهى"، وفيما يخصها إذا كانت هى فى هذا الموقف أجابت "لا ماحبش أعرف لأننى لا أحب أن ينفضح زوجى أمام أى شخص مهما أخطأ حتى لو كان هذا الشخص قريبا منى".
أما هناء حسنى (41 عاما)، فترفض مبدأ المكاشفة تماما، لأن من وجهة نظرها الجهل يكون نعمة فى أحيان كثيرة، وممكن تكون عارفة وترفض مواجهة نفسها بالحقيقة وتعيش فى سعادة حتى لو كانت سعادة وهمية، فهى لديها معادلة خاصة بحياتها، ومهما كنت قريبة منها ستكرهنى لأنى كشفت الستر الذى كانت تدارى به عورات حياتها.
"لو صاحبتى قوى وأعرف جوزها كويس حكلمه هو الأول، حرصا منى على استمرار حياتهما الزوجية وعدم إشعال الموقف"، هذا رأى زينب حسن (61 عاما)، وتواصل "لو صاحبتى مش حاسة خالص لن أكون أنا أول من ينبهها، لكن لو لديها شك وأسرت إلى بشكوكها ساعتها سأؤكد لها هذه الشكوك، ولكن على المرأة أن تدرك أن الرجل فى مرحلة معينة من العمر يضعف، ويجب أن تكون واعية لهذا، وتتعلم كيف تغفر إلا إذا تفاقم الأمر وتعدى حدود النزوة".
ولكن يبدو أن السيدات والفتيات الأصغر سنا أكثر اندفاعا، حيث أكدت إيمان محمود (32 عاما)، " طبعا حقول لكن بطريق غير مباشر، ولو ضغطت على قوى حقول اللى شوفته، دى صاحبتى ويجب أن أنبهها إلى أن هناك خللا فى حياتها وتحاول إصلاحه، وإذا كانت تعلم فعلا فعلى الأقل تنبه زوجها أن يخرج فى أماكن لا يراه أحد فيها حتى لا يحرجها"، ولو أنا فى موقفها أحب "حد يقول لى".
دينا شاهين (28 عاما)، تؤكد أنها ستصارح صديقتها دون تفكير، ولكن بشكل تدريجى، وبعد أن تتأكد من معلوماتها، خاصة إذا كانت مازالت فى مرحلة الخطوبة وتستطيع التراجع. كما اتفقت عدد من الفتيات اللاتى يتراوح أعمارهن بين 17 و19 عاما على أن الصداقة تحتم عليهن مصارحة الصديقة بخيانة خطيبها وبشكل مباشر وصريح، وأنهن لو علمن فى يوم ما أن إحدى صديقاتهن أخفت عليهن مثل هذه المعلومات سيغضبن منها بشدة.
أما علم النفس، فكان رأيه بين الموقفين، حيث يقول الدكتور مكرم شاكر، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، إن من واقع خبرته من خلال الحالات التى أتت إليه فى عيادته، فكل حالة تختلف عن الأخرى، حسب الموقف وسيكولوجية الصديقة التى نريد إخبارها. فلو شاهدت ما يثير الشكوك حول زوج صديقتك تأكدى فى البداية من صدق شكوكك، وواجهى بها زوج صديقتك فى البداية، قد تفاجئين بأنه يريدها أن تعلم ولكن ليس عن طريقه، فى هذه الحالة يجب إخبارها، أو يعلن ندمه وتراجعه، فى هذه الحالة احفظى السر حفاظا على حياة صديقتك الزوجية وعائلتها. أما إذا أردت إخبار صديقتك مباشرة، فيجب أن تفكرى فى رد فعلها أولا إذا كانت متهورة وسريعة الانفعال فلا تخبريها شيئا، لكن إذا كانت هادئة ومتزنة أبلغيها ما شاهدت دون مبالغة وشجعيها، على أن تأخذ الأمر بحسن نية وتحاول حل الأزمة بهدوء.
ويمكن استخلاص عدة مبادئ من كل الآراء السابقة، الأول: أن من حق الزوجة المخدوعة أن تعلم بخيانة زوجها. المبدأ الثانى: على الصديقة أن تتصرف بحكمة حسب طبيعة صديقتها المخدوعة حتى لا تزيد الأمور اشتعالا. المبدأ الثالث: إذا كنت على علاقة طيبة بالزوج تحدثى معه أولا. وفى مثل هذه الحالة يجب تسليط الضوء على ما يفعله زوج صديقتك فى الظلام ولكن ليس بالضرورة أن تكونى أنت أول من يشعل هذا الضوء، لأن سيكون لك دور أهم فى دعمها ومساندتها لتخطى هذا الموقف.
كما أن معظم السيدات يكتشفن خيانة الأزواج دون عون من أحد، فإذا لجأت إليك كونى أذنا تسمع وصدرا حانيا وكونى حكيمة فيما تقولين لأنها فى الغالب مازالت تريد الاحتفاظ به، وكونى محايدة لا تقحمى نفسك فى شجار بين رجل وزوجته فهى ليست معركتك.
الخيانة الزوجية.. أحد مطبات الزواج!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة