تحولت الأفراح من مصدر للبهجة إلى عبء يثقل كاهل العريس الذى يضطر تحت ضغط المجتمع إلى الاقتراض والاستدانة ليحصل على رضا المحيطين الذين لا يهتمون إلا بالمظاهر والشكليات المبهرة، دون الاعتراف بالأوضاع الاقتصادية التى يمر بها الشباب المقدم على الزواج.
وهو ما جعل الأفراح تتحول إلى "بيزنس" يتسابق الجميع لنيل أكبر نصيب منها، فما بين أسعار القاعات المرتفعة وما تتضمنه من بنود كالبوفيه الذى يتكلف الآلاف، ويتم القضاء عليه خلال دقائق والكوشة والزفة والتورتة وغيرها من المصاريف التى لا تهدف إلا للتباهى.
فساتين الأفراح تدخل السباق، فكل عروس تبحث عن التميز فى هذا اليوم، ورغم أن فستان الفرح لا يتكلف الكثير، إلا أن المحلات تتنافس على بيعه بأغلى الأسعار، وفى ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية ظهر تأجير الفساتين كحل عملى لارتفاع أسعار فساتين الزفاف، كما ظهرت فكرة "التأجير لأول مرة" حيث تقوم العروس باختيار التصميم الذى يناسبها وينفذه المحل لتكون العروسة أول من يرتديه ثم يعود للمحل ليؤجر لآخرين.
ومع تمسك عدد من الفتيات بارتداء الحجاب فى حفل الزفاف، ظهرت موضة لفات الطرح التى تحولت إلى بيزنس أيضاً حيث تصل أسعارها فى بعض الأحيان إلى ألف جنيه، هذا بالإضافة إلى المكياج الذى لن يقل عن 500 جنيه.
قرر الكثير من الشباب التخلى عن المظاهر المبهرة المرتبطة بالأفراح، والتى لن تجلب عليهم إلا مزيد من الديون التى سيظلون مكبلين بها طوال سنوات زواجهم الأولى.
فاكتفى البعض بتقديم قطعة جاتوه وكوب من العصير لكل مدعو متخلين عن فكرة البوفيه المفتوح الذى يتكلف الكثير دون أن يحظى برضا المدعويين.
البعض الآخر قرر إلغاء فكرة حفل الزفاف والاكتفاء بتأجير إحدى قاعات المساجد لكتب الكتاب ومن ثم يتناولان العشاء معاً فى أحد المطاعم.
"فرح بتذاكر" ذلك هو الاسم الذى أطلقه أصدقاء العروسين "عمرو ورضوى" على فرحهما، حيث قررا أن يكتبا الكتاب فى قاعة مسجد الشرطة ويتوجها بعدها إلى حديقة الأزهر، حيث احتشد المدعوون على باب الحديقة ليشتروا تذاكر الدخول إلى الحديقة.
وهى فكرة قريبة الشبه لتلك التى طبقها عروسان آخران أرادا أن يقيما فرحهما على أحد البواخر النيلية، فوجها الدعوة إلى كل الأقارب والأصدقاء، مع الإشارة إلى أن كل مدعو سيدفع حسابه الخاص.
توفير الأموال المهدرة فى إقامة الأفراح قد يمكن العروسين من إتمام تجهيز عش الزوجية أو قضاء شهر العسل خارج مصر، وهو الأمر الذى لن يتاح لهما كثيراً بعد ذلك.
ومن الأفكار الجيدة أيضاً، تكفل المدعوون بتكاليف حفل الزفاف كبديل للهدايا التى يمنحونها للعروسين، كما يمكن أن يتكفل أحد أثرياء العائلة بمصاريف حفل الزفاف كهدية منه للعروسين.
النقطة فى الأفراح تعيد تكاليف الفرح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة