لكل مجتمع ألعابه الخاصة به والنابعة من وحى بيئته التى تعكس طبيعة وأسلوب المجتمع فى الحياة، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من الموروث الثقافى والشعبى له.
الدكتور محمد حافظ دياب أستاذ الأدب الشعبى يقول إن هذه الألعاب بجانب كونها تدخل البهجة على الأطفال لها أهداف وقيم ومعانٍ سامية، فهى تربط الطفل ارتباطاً عميقاً ببيئته والأرض التى تربى بها كبعض الألعاب التى تعتمد على النخل والشجر والجماد، مما يساهم فى ترسيخ الانتماء، كما أنها تساهم فى معرفته بعناصر ومفردات بيئته وعلاقته بالأشياء وتعليمه المهارات الحياتية اليومية، كما تشجع على مهارة المشاركة والتعاون، وتساهم فى تكوين وتنمية الطفل ذهنياً وجسمانياً، خاصة الألعاب الحركية، وتنمية سلوكهم الجماعى فى التعامل مع الآخرين، وبعض هذه الألعاب ينمى القدرة على التمثيل وعلى تعلم الكلام واللغة خاصة الألعاب الغنائية.
دكتور دياب يرى أن هذه القيم يفتقدها طفل السنوات الأخيرة الذى بدأ فى هجر هذه الألعاب بفعل متغيرات اجتماعية وتكنولوجية واستبدالها بآلات حديثة مثل ألعاب البلايستيشن والكمبيوتر، وتغير فكرة اللعب لدى الأطفال وكذلك الأمهات والآباء.
كما يقدم الدكتور دياب دعوة للمؤسسات التى تعمل فى مجال الطفولة، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم، إلى إحياء هذه الألعاب بدلاً عن اندثارها، خاصة أنه توجد حصة للألعاب، ويمكن خلالها إعداد برنامج لألعاب الشعبية، كذلك المجلس القومى للأمومة والطفولة، ويشيد بدور المركز القومى للطفل الذى يحاول أن يساهم فى إحيائها عبر برنامجه "العب".
الشاعر الشاب سالم الشهبانى له دور كبير فى محاولة تسجيل بعض هذه الألعاب، ويقوم جزء كبير من تجربته الشعرية عليها، يقول "تختلف تسمية هذه الألعاب حسب المناطق التى تمارس بها، فمثلاً فى المناطق التى يمر بها القطار، أطلق الأطفال على إحدى الألعاب لعبة "السكة الحديد"، وتتكون من عدد من الأولاد يشبكان أيديهما وطفل آخر يحاول فتح أيديهما وهو يقول "سكة حديد" ويفوز إذا نجح فى ذلك.
ومن الألعاب التى ترتبط بالحارة ومفرداتها لعبة "فتحى يا وردة والاستغماية والأوله والسيجة ونطة الإنجليز" وغيرها من الألعاب التى هى بنت بيئتها، والتى لا تكلف أى شىء، والتى استبدلت بالألعاب البلاستيكية التى تكسر سريعاً وتلقى فى القمامة وبألعاب الكمبيوتر والبلايستييشن.
البلايستيشن يسحب البساط من فتحى يا وردة والاستغماية
السبت، 14 مارس 2009 12:10 م
لعبة "فتحى يا وردة" من ألعاب الحارة المصرية التى عفا عليها الزمن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة