الموت والفرح واحد فى مصر بس السرادقات مقامات

الثلاثاء، 10 مارس 2009 12:52 م
الموت والفرح واحد فى مصر بس السرادقات مقامات سرادق العزاء فى مصر الجديدة غير سرادق العزاء بالمطرية
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الفراشة خدمة عامة مثل المياه والكهرباء، لا يستطيع أحد الاستغناء عنها"، هكذا يتكلم مصطفى عبده حامد (25 عاماً) صاحب فراشة الإخلاص، والذى فضل العمل بالفراشة عن العمل كمهندس كيميائى، "يعنى فرح أو ميتم أو أى مناسبة لازم الفراشة".

السبب فى إقامة الأفراح فى الشارع ليس نقص المال، ولكن لحضور أعداد كبيرة لا تسعها الفنادق والنوادى، ويزيد عدد المدعوين فى بعض الأفراح على 3 آلاف شخص، كما أن العائلات الكبيرة والأسر ذات الجذور تعشق إقامة أفراحها فى الشارع، وتصل التكلفة فى بعض الأماكن التجارية إلى 50 ألف جنيه، ولكن صاحب الفرح يجمع ضعفها من النقوط.

يحصل صاحب الفرح على إذن من مأمور القسم ورئيس المباحث فى دائرته، ويسجل فى دفتر الأفراح، وبدونه لا تنصب الفراشة فى الشارع، ويختلف سعرها حسب المكان، فالفراشة التى تنصب فى الأماكن الشعبية مثل الوايلى والمرج والزاوية تختلف عن أسعار السيدة عائشة، التى تختلف عن فراشة الفنادق ومدينة نصر ومصر الجديدة.

"الفراش" يراعى حالة المكان الموجود به، فمثلاً فى مصر الجديدة صاحب الفراشة يقدم خدمة تتلاءم مع المكان، "أطباق وكاسات ومعالق وسيرفيسات ومفارش ستان" أما المناطق الشعبية فيقدم فيها الكراسى واللمبات والكشافات والصوان، أما عن أكبر عائلات الفراشة فى مصر فهى عائلة "خضر" بشبرا، وهى فراشة خاصة بالحفلات الكبيرة والفنادق والنوادى.

تبدأ الأسعار فى منطقة شعبية مثل الوايلى من 800 جنيه حتى 1500 جنيه، وتكون التكلفة كما يلى: دستة الكراسى بـ 3 جنيهات، 1000 لمبة بـ 80 جنيهاً، كشاف الإضاءة بـ 5 جنيهات، وفى الفرح الكبير يجهز مسرح خاص ويتولاه نجار مسلح وينصبه من الخشب.

للفراشة أصولها الخاصة، "محدش ينزل فراشة على فراشة حد، وكل معلم ليه دايرة محدودة" لكن حاليا بدأت تتغير هذه الأصول ـ كما يقول الحاج على بيسو صاحب فراشة "بيسو" - بسبب دخول بعض أصحاب الديجيهات إليها، بسبب ربحها الوفير، حيث يحصل صاحب الفراشة على المقابل المالى، وفى نهاية الفرح يسترجع فراشته، كذلك أثرت كثرة دور المناسبات على المهنة.

"رابطة الفراشين" هى رابطة خاصة بأصحاب الفراشة ويرأسها الحاج محمد فوزى ومقرها بالسيدة زينب، وتنقسم فى داخلها حسب المناطق، ولها دور كبير فى حل المشاكل بين أصحاب المخازن والصنايعية وعلاج المصابين من العمال لأنها مهنة "مخاطرها كتير"، وتقدم الرابطة راتباً شهرياً لفقراء المهنة.

أكبر مستفيد فى هذه المهنة، كما يقول مصطفى عبده حامد، يطلقون عليه "الصاروخ" شغله من الباطن، يأخذ العدة من صاحبها بسعر معروف ويتفق مع صاحب الفرح على سعر كبير ويحصل على الفرق .. مهنة يعمل بها الآلاف ما بين صاحب مال وصاروخ، والعمالة بدأت فى الاختفاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة