كغيره من الآباء، صدم المهندس حسين نور الدين عندما علم أن ابنه الذى لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره مصاب بداء السكرى، أسرع إلى الأطباء لتحديد جرعات الدواء والنظام الغذائى الذى سيصاحبه طوال حياته وكانت النصيحة الأساسية للطبيب أن يعرف ابنه على حالته الصحية جيداً.
وفوجئ بأنه ليس فى حاجة أن يعلم ابنه شيئاً عن مرض السكر، فقد استطاع الابن خلال فترة وجيزة أن يجمع أكبر قدر من المعلومات عن مرض السكر ومضاعفاته والأجهزة المستخدمة فى القياس، واستطاع تكوين شبكة علاقات بشباب مرضى السكر من خلال الإنترنت.
فكر الأب فى كيفية تحويل طاقة الابن إلى طاقة أكثر إيجابية فجاءت فكرة إنشاء جمعية رعاية شباب مرضى السكر التى توجه طاقتها لتوعية المجتمع، وخاصة الشباب إلى خطورة هذا المرض وكيفية الكشف المبكر عنه "كل جنيه ينفق على التوعية بمرض السكر يوفر 100 جنيه تنفق على مضاعفات المرض".
استغل المهندس حسين نور الدين تخصصه فى مجال الاتصالات ليحول الفكرة إلى موقع إلكترونى يهدف إلى تقديم كل المعلومات الطبية اللازمة لمريض السكر إلى جانب الحوار الحى مع بعض الأطباء الأخصائيين من خلال المنتدى.
ولأن غالبية المصريين لا يستخدمون الإنترنت، فكان على الجمعية أن تحتك مباشرة بالجمهور من خلال عدد من الندوات فى النوادى ومراكز الشباب والمدارس وأن تقدم لهم المعلومة فى أشكال مختلفة ومتنوعة.
حولت الجمعية المعلومة الطبية المعقدة إلى معلومات مبسطة حتى يسهل على الأطفال والشباب تلقيها، فقدمت فيلم يوم فى حياة طفل سكرى، وهو فيلم تسجيلى يصور كيف يتعايش الأطفال مع هذا المرض إلى جانب 3 أفلام كارتونية تشرح أنواع مرض السكر من خلال حوار كوميدى بين البنكرياس والأنسولين.
تتعاون الجمعية مع عدد من استشاريين فى مرض السكر الذين يتطوعون بالكشف المجانى على المرضى خلال الندوات التى تعقدها الجمعية فى النوادى المختلفة إلى جانب تطوعهم بعلاج عدد من الحالات شهرياً.
استطاع حسين نور الدين وابنه من خلال الإنترنت والجمعية معا أن يكونا مجتمعاً صغيراً من شباب مرضى السكر يتبادلون فيه تجاربهم وخبراتهم الشخصية ليساندوا بعضهم البعض فى التعايش الآمن مع مرض السكر.
حملة توعية لمرض السكر بأفلام كارتونية وتسجيلية
الأحد، 01 مارس 2009 02:21 م
الأطفال المصريون يجهلون التعامل مع مرض السكر