غياب وابتعاد حنان ترك عن الشاشة الصغيرة لم يقلل من حب جمهورها لها، بل جاء مقياسا لمدى اشتياق الجمهور لها، وها هى تعود إلى الجمهور من خلال مسلسل "هانم بنت باشا" الذى بدأت تصويره يوم السبت الماضى، وتؤكد من خلاله أنها كفنانة ليست منفصلة عن مجتمعها وعن الضعفاء وأن عودة المحجبات ليست للوعظ، وإنما حبا فى الفن الذى يعد رسالة فى حد ذاته، وأنكرت كل الشائعات التى طاردتها خلال الفترة الماضية.. اليوم السابع التقى حنان وتحدث معها فى الحوار التالى.
ـ ما سر غيابك لمدة 3 سنوات عن الساحة الفنية؟
قالت ضاحكة: "كنتم دايما بتقولوا كل ما نفتح الحنفية نلاقى حنان قلت أريحكم شوية"، لذلك اعتبرتها فترة مهمة لى لكى أقيم نفسى بعد الحجاب، وأتخلص من حيرتى وأجيب على تساؤلاتى التى كانت تمثل لدى حالة من التذبذب، كما أردت أن أبحث عن عمل يناسبنى وأنا محجبة، خاصة أن تلك الأعمال قليلة جدا، وكنت أريد نصا مقنعا يجعل المشاهد يشعر فعلا بأن الحجاب متصل بالأحداث، وعند قراءتى "هانم بنت باشا" بهرنى المؤلف ياسر عبد الرحمن بشدة، ولم أحس وأنا أقرأ السيناريو أن الشخصية ترتدى حجابا.
ـ هل بحثك عن هذا النص للانتقادات الواسعة لكِ بعد مسلسل "أولاد الشوارع"؟
أولاً أنا تعودت على النقد والرأى والرأى الآخر واعتبره صحيا، ثم أن دورى فى مسلسل "أولاد الشوارع " كان ضروريا به الحجاب، لأنها فتاة تعيش فى الشارع، وهؤلاء الفتيات طوال الوقت يضعن حجابا على رؤوسهن فى الحقيقة كما نراهم فى أغلب شوارعنا، وحتى لو لم أكن أعلنت ارتدائى الحجاب كنت سأضع "الإيشارب" وأترك خصلة تظهر عدم هندمة الشعر من تحته، ثم أن اختفائى له علاقة بماذا سأقدم فى مجال الدراما التليفزيونية، خاصة أن السينما لا تتوافر بها فرص للظهور بالحجاب.
بعد غياب 3 سنوات.. هل انتهت حالة التذبذب التى تتحدثين عنها؟
ظللت لمدة 7 سنوات قبل إعلانى ارتداء الحجاب أتمنى أن أضع قطعة الإيشارب، ولم أستطع وكان هذا الوازع يطاردنى ولو لم أكن ارتديته فى وقتها لم أكن سأرتديه أبدا، وبعد إعلانى ارتداء الحجاب بيوم واحد بدأت تصوير مسلسل "أولاد الشوارع"، وكنت شديدة الارتباك وسعيدة بتحقيق أمنيتى فى ارتداء الحجاب ولا أعرف فعليا أين هو الحلال من الحرام، صحيح أنه بيًن إلا أننى كنت حريصة طوال الوقت أن يكون حجابى صحيحا فى أكثر التفاصيل دقة.
ـ تعودنا خلال الفترة الماضية أن تحتوى مسلسلات المحجبات على وعظ مباشر ويقدمن الخير المطلق، فهل ستفعلين ذلك؟
أنا ضد أن يرتبط الحجاب بالوعظ، لأننا لا نقدم قديسين على الشاشة، وإنما نقدم دراما، وفى مسلسل "هانم بنت باشا" أقدم نموذجا لفتاة مصرية من طبقة أقل من المتوسطة تخرج للعمل وتكافح من أجل أسرتها وهو نموذج موجود، وأغلب فتيات تلك الطبقة يرتدين الحجاب، ولكنها لا ترتديه فقط لأنه شكل اجتماعى، بل لأنها إنسانة متدينة فعلا، ولكن التدين الصحيح الذى لا يحرم عليها إنسانيتها.
حدثينا أكثر عن رؤيتك لشخصية "هانم" فى المسلسل، ولماذا تم اختيار هذا الاسم تحديداً؟
لم يتم اختيار اسم الشخصية كعنوان للمسلسل، لأننى نجمة العمل كما سيظن البعض، ولكن لأن الاسم ملفت وتجارى، كما أن مساحة دورى ليست كبيرة مقارنة بأبطال العمل، فكلنا والحمد لله متساوون فى المساحات، ولكن هانم هى الشخصية الرابطة بينهم فقط، وهانم بالمناسبة شخصية مركبة شديدة الصعوبة من "زنقة الستات" وهى بنت جدعة جدا مسئولة عن إخوتها، وتلك المسئولية جعلتها قوية مثل الرجال، إلا أنها بداخلها مشاعر وأحاسيس كانت تقمعها طوال الوقت إلى أن تعرفت على شاب غريب لفت انتباهها وتعارفا وأحبته بشده.
ـ هل تسعين لأن يعرض مسلسلك على الشاشة فى رمضان، ولا تخشين المنافسة وسط كم النجوم؟
كل ما على أن أجتهد فى أداء دورى، وأن أقوم بواجبى على أكمل وجه وهذا ما أحاوله دائما، صحيح أننى كنت خائفة فى بداية التصوير من العودة للكاميرا، وظللت أذاكر الشخصية وأمزح مع المخرج سعيد حامد، وأقول له إننى ما زلت فى "التليين" والنجاح والفشل من عند الله سبحانه وتعالى. أما عن العرض فى رمضان فأنا ليست لى علاقة بذلك، فهذا اتفاق بين جهات الإنتاج المختلفة ليس لى دور فيه.
ـ حدثينا عن جو العمل فى "اللوكيشين" خصوصا أنها التجربة الأولى للمخرج سعيد حامد فى مجال الدراما والثانية معكِ؟
فعلاً عملت مع سعيد حامد فى فيلم "جاءنا البيان التالى" وسعدت بمعرفتى أننى سأعمل معه مرة أخرى، لأنه مخرج متميز له تاريخه السينمائى، محب للفن ونحن كلنا نتعامل كأسرة كبيرة، يرأسها سعيد حامد فهو يحب الممثل ويحاول إخراج أفضل ما لديه، إضافة إلى امتلاكه لأدواته.
ـ ألم تمرى بأية أزمات، خاصة أنك كنت من نجمات الصف الأول والآن تراجعت نجوميتك؟
لم أحس بأية أزمات، خاصة أننى عندما أخذت قرار الحجاب فى بدايته كنت أعرف أننى لن أظل نجمة، خاصة أنه ليست هناك فرص للمحجبات، ولم يكن يمثل ذلك لى أية مشكلة، فالحجاب بالنسبة لى أهم من النجومية بكثير.
ـ ألا تعتقدين أن مشكلة النصوص ليست فقط مشكلة المحجبات ولكنها مشكلة نصوص نسائية؟
كان ذلك منذ فترة فعلا، أما الآن فلدينا مجموعة من الكتاب تتحدث أعمالهم عن المرأة ومشاكلها وهمومها بشكل متميز، والدليل أننى لدى أكثر من مشروع سينمائى، الأول تكتبه شهيرة سلام، والثانى مع الكاتب بلال فضل.
ـ ظهرت فى الفترة الأخيرة فى الدراما التليفزيونية ظاهرة انتقال المخرجين السينمائيين وعملهم بتقنية الكاميرا الواحدة، فما رأيك؟
أنا ممثلة قادمة من عالم السينما، ومن السهل على أن يتم التصوير بكاميرا واحدة، لأننى أستطيع من خلال ذلك التحكم فى انفعالاتى، ولكن لكل مخرج طريقته التى يعمل بها والفنان عليه أن يلتزم بتكنيك المخرج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة