مجرد شعور بالانتصار تسرب إلى المواطنين فى أواخر عام 2005، معركة ضارية انتهت بنتائج لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع واحدة منها على الأقل، تحدى المواطنون الدولة وربحوا المعركة الانتخابية بـ88 نائبا إخوانيا أجلسوهم على مقاعد البرلمان عندا فى نظام خلقت ديكتاتوريته كراهية خالصة له فى قلوبهم.
ومن بعدها بدأت مرحلة جديدة اقتنع فيها المواطن بأن المعارضة أصبح لها رأس تناطح رأس النظام وليس مجرد عدة أحزاب ديكورية، هكذا خلق المواطنون الصورة، وبروزوها وعلقوها خلفهم على الحائط، وجلسوا فى انتظار صوت الجماعة الذى سيعلو فى وجه النظام إذا تحرك عكس اتجاه مصلحة المواطنين، ولكن المعارك تكررت ولم يجدوا من الإخوان سوى بضع من بيانات الشجب والاستنكار وكثير من طلبات الإحاطة داخل البرلمان.. تماما مثلما تفعل الأحزاب والحركات الصغيرة الأخرى.
وجاءت الضربة القاضية باعتقال 44 من قيادات الجماعة على رأسهم نائب المرشد الثانى خيرت الشاطر وعدد من أعضاء مكتب الإرشاد أعلى هيئة تنفيذية فى الجماعة- وإحالتهم للمحكمة العسكرية فى 14 ديسمبر 2006، وانتظر الناس وانتظرنا معهم أن ينتفض ماردهم الذى صنعوه وألبسوه الشرعية بالعباءة البرلمانية ويشعل الساحة السياسية نارا.. غير أن الرد الإخوانى لم يرق لمستوى توقعات الناس.. والخبراء أيضا.
وقتها توقع ضياء رشوان والدكتور عمرو الشوبكى والدكتور وحيد عبدالمجيد الخبراء بمركز الاهرام الإستراتيجى أن الصدام بين النظام والإخوان يتجه نحو التصعيد واستبعدوا اتجاه كل من الجماعة والنظام نحو الحوار، مؤكدين على أن جميع الاحتمالات مفتوحة بعد تلك الأحكام، خاصة أن خيرت الشاطر رجل الإخوان القوى والمهم على رأس قائمة المعتقلين».
توقعات الخبراء ذهبت هباء مثلما ذهبت آمال الناس بوجود تيار معارضة قوى ومنظم، كلاهما التوقعات والآمال تم شطبها بأستيكة الارتباك الإخوانى، الذى سرعان ما تحول إلى تحركات نشطة أغلبها إعلامية لمواجهة المحاكمة العسكرية لقيادات الإخوان، وكأن الجماعة تخلصت من دوار الصدمة ومفاجآتها، وشهدت الفترة من ديسمبر 2006 إلى إبريل 2008 نشاطا غير عادى لعناصر الجماعة سواء من الطلاب أو أسر المعتقلين على وجه التحديد، غير أن صدور الحكم العسكرى فى 25 أبريل من العام الماضى بسجن 18 قياديا إخوانيا على رأسهم النائب الثانى ورجل المال الأول فى الجماعة خيرت الشاطر كان كفيلا بأن يتوارى النشاط والتحركات الإخوانية للدفاع عن معتقلى المحاكمة العسكرية قليلا.. قليلا حتى اختفى وكأن خيرت الشاطر سقط من أجندة الإخوان سهوا، أو كأنه كان مجرد بند من البنود التى تكتب بالقلم الرصاص على هامش الصفحات.
عودة سريعة إلى ماقبل صدور الحكم تكفى لمعرفة حجم التحركات التى كانت تتم على عدة محاور من أجل إنقاذ خيرت الشاطر ورفاقه من السجن، وتكفى أيضا لصنع علامات استفهام كثيرة بسبب اختفاء تلك التحركات الإخوانية بشكل غريب على مدار الشهور الماضية بطريقة أوحت للجميع أن وجود خيرت الشاطر وبقية قيادات الإخوان فى السجن أصبح مثل وجود أصحاب الجرائم الجنائية لا حس.. ولا خبر، مجرد سجين سيقضى العقوبة ويخرج على أنغام زفة حسب الله مؤدبا ومهذبا ومنصلحا أيضا.
عقب صدور أحكام السجن على خيرت الشاطر ورفاقه تحركت مظاهرات شارك فيها الآلاف من طلاب وطالبات الإخوان المسلمين فى جامعات القاهرة، الأزهر، الزقازيق، المنصورة، المنوفية؛ تؤكد أن الحكومة لن تتحمل حالة الاحتقان والغليان الموجودة فى المجتمع. وعلى نفس المسار قالت كتلة الإخوان فى البرلمان أن هذا الحكم يشير إلى احتمال انفلات الأمور فى أى لحظة.
وحذر المرشد وقتها الذين حكموا على خيرت الشاطر ورفاقه فى المحكمة العسكرية من السير فى الشارع؛ لأنهم لو فعلوا ذلك سيبصق عليهم كلُّ المصريِّين، وقال إن الإخوان يعلنون غضبتَهم فى كل وقتٍ وكل حين وأنه يجب تغيير هذا النظام بكل الوسائل.
قد تكون قرأت هذه التصريحات فى شهر أبريل الماضى، ولكنك مثلى تماما تسأل نفسك الآن وبعد أكثر من 10 شهور أين تلك الخطوات والتهديدات التى أطلقها الإخوان ردا على سجن الشاطر ورفاقه؟ ولماذا صمت الإخوان بعد صدور الحكم واستسلموا لفكرة سجن قيادات الجماعة بما فيها من إهانة لتيار قدم نفسه للناس بأنه صاحب الحلول وأنه يقف رأسا برأس مع النظام ولكن من أجل مصالح الناس؟
قبل أن تبحث عن الإجابة تعال نستكمل الخطط التى وضعها الإخوان على أجندة عملهم للدفاع عن خيرت الشاطر ومعتقلى المحكمة العسكرية والتى يبدو أن أحدهم قد اقطتع تلك الصفحة من الأجندة وأسقطها من جدول أعمال الجماعة عمدا تاركا من فى السجن يعانون ظلم السجان وقهر الغدر بهم.
تدويل القضية كان النغمة الأكثر عزفا للإخوان المسلمين فى محاولة لإرعاب النظام، ولكنهم توقفوا عن عزفها تماما بعدما كانت أخبار كثيرة تتردد عن اتفاق مكتب الإرشاد على ضرورة التصعيد فى الخارج بعد نجاح فكرة استضافة وفود لمنظمات حقوقية دولية وشخصيات دولية بارزة مثل رمزى كلارك، وزير العدل الأمريكى السابق، للاحتجاج على محاكمة المدنيين أمام محكمة عسكرية، وقتها ترددت أنباء قوية عن قيام الإخوان بالضغط على النظام المصرى بورقة تضامن المنظمات والحكومات الدولية، وكثر الحديث عن تنظيم مسيرات بالخارج وتحديدا أمريكا، وحث أعضاء البرلمانات الخارجية على مراسلة حكوماتهم للضغط على الحكومة المصرية، غير أن كل الخطط تبددت ولم نشاهد منها سوى عدة مظاهرات قام بها عدد من المهتمين بحقوق الإنسان فى الخارج دون أن يكون لهم علاقة بالإخوان أو غيره.
حتى الأطفال الصغار الذين أسسوا رابطة «أطفال من أجل الحرية».والتى ضمت وقتها أبناء الإخوان المحالين للمحاكمة عسكرية وغيرهم، للمطالبة بعودة آبائهم إليهم.. اختفوا!
ومن بعد تظاهرات مستمرة لزوجات معتقلى الإخوان وأهلهم أمام المجلس القومى للمرأة ومطالبات للسيدة سوزان مبارك بالإفراج عن الآباء المعتقلين رحمة بالأسر ومذكرات لا تتوقف للمجلس ولمنظمات حقوق الإنسان فى مختلف الدول تندد بالمحاكمات العسكرية للقيادات الإخوانية، اختفت الأخوات تماما، وقل نشاطهن فى الوقت الذى تسمرت فيه تظاهرات زوجات معتقلى الجماعات الإسلامية رغم مرور عشرات السنين على وجود أزواجهن خلف القضبان.
ومن الأرض إلى الشبكة الافتراضية التى امتلأت بنشاط تدوينى إخوانى تلى الاعتقال وسبق صدور الحكم مدافعا عن خيرت الشاطر وجميع المعتقلين لدرجة أنه حول الإنترنت إلى حنفية تفتحها تنزل لك منها صورة خيرت الشاطر بمليون شكل وشعار.. كل هذا اختفى هو الآخر وكأن المدونات والمجموعات البريدية التى احتلت الإنترنت لفترة وأزعجت الناس برسائل متواصلة عن أخبار المحاكمة، وطرق التضامن مع المعتقلين، كان مجرد شهقة أخيرة لكمبيوتر ميت.
حتى الأفكار التضامنية الخفيفة التى ظلت الأسر الإخوانية تصنعها للتضامن مع أسر المعتقلين ذهبت بلا رجعة، فلم نعد نسمع عن ظهور أفكار مثل حملة «مش هنصيف» التى أطلقتها الأسر الإخوانية للتضامن مع أسرة الشاطر وغيرها من أسر المعتقلين، وكأن الحكم بسجن الـ18 قياديا كان يشمل حكما آخر مرفقا به بضرورة صمت الإخوان ورضاهم على وجود قياداتهم فى السجن.
هذا التخاذل الإخوانى الواضح فى الدفاع عن خيرت الشاطر اعتبره الدكتور جمال نصار المستشار الإعلامى للمرشد اتهاما فى غير محله، مؤكدا أن الجماعة تتحرك بشكل قانونى للدفاع عن الشاطر ورفاقه، ولم ينس أن يشير إلى أن الإخوان يستخدمون الطرق السلمية فى الدفاع عن أنفسهم، غير أن النظام يعتبر خيرت الشاطر ومن معه فى المعتقل رهائن يستخدمهم للضغط على الجماعة، وبالتالى من المستحيل أن يقوم بالإفراج عنهم.
تبرئة جماعة الإخوان لنفسها من دم خيرت الشاطر وبقية القيادات الشابة الموجودة فى السجن، بحجة الدفاع عنهم بالطرق القانونية وكأن القضية قضة نفقة أو شيك بدون رصيد، تبرئة غير مقبولة على المستوى الشعبى والمستوى النخبوى أيضا، فكما يؤكد الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المحكمة العسكرية وأحكامها، ليست لها صلة بالقضاء وأحكامه، لأنها مسألة سياسية بحتة، وبالتالى فهى تحتاج إلى معاملة بالمثل.. أى تحرك فى اتجاه سياسى وليس قانونى.
كلام الدكتور سيف يدفعك للإيمان بأن تعامل الإخوان مع قضية سجن خيرت الشاطر بشكل قانونى هو وسيلة تحفظ بها الجماعة ماء وجهها أمام تلك الهزيمة التى نالتها بشكل غير متوقع من النظام، ولك أن تتخيل أن الجماعة القوية التى تفخر بمليونية كشوف أعضائها، وجذورها الراسخة فى الشارع خفضت سقف دفاعها عن خيرت الشاطر وبقية قادتها فى السجن، مستكينة لفكرة الاعتماد على الطرق القانونية، بينما جميلة إسماعيل، زوجة أيمن نور، الرئيس السابق لحزب الغد تملأ الدنيا ضجيجا وصخبا دفاعا عن زوجها، وفى الوقت الذى لم يعد يتذكر فيه الناس خيرت الشاطر، لا تفارق خيالهم صورة أيمن نور التى تحرص جميلة على تواجدها فى معظم وسائل الإعلام فى عملية إحياء مستمر للقضية بهدف إحراج النظام المصرى للإفراج عن نور.
جميلة التى تعمل منفردة وتواجه مشاكل عدة بداية من الصراع على الحزب حتى حرقها داخل مقره، دافعت عن زوجها ورئيس حزبها ومعها مجموعة من الشباب المتحمس، بداية من مظاهرات الشموع، وبوستر أيمن نور الذى يقابلك على الإنترنت أينما ذهبت بك شاشة كومبيوترك الخاص، بالإضافة إلى تدويل حقيقى للقضية، يبدأ برسائل لأعضاء البرلمان الأوروبى واستضافة للمنظمات الحقوقية وتنتهى بزيارة رسمية للرئيس بوش تسأله فيها عن وضع نور وتطالبه بالتدخل لرفع الظلم عنه.
كل هذا تفعله جميلة اسماعيل، تلك المرأة الوحيدة، وتعجز عنه جماعة الإخوان المسلمين صاحبة أعضاء البرلمان والآلاف من الطلاب فى الجامعات، والمئات من رجال الإعلام المنتشرين هنا أو هناك.
ألا تدفعك تلك المقارنة لأن تسأل عن السبب الحقيقى الذى سقط بسببه خيرت الشاطر من حسابات مكتب الإرشاد، واختفى من جدول أعمال الجماعة طوال الشهور الكثيرة الماضية؟
هذا التساؤل لا تطرحه فقط حالة الهدوء التى تعيشها الجماعة رغم تأجيل دعوى الطعن ضد استثناء عدد من المحالين للمحاكمة العسكرية من قرار رئيس الجمهورية بالعفو عمن قضوا نصف المدة إلى 24 فبراير المقبل وهو تأجيل للمرة الثالثة على التوالى، ولكن عدة رسائل مختلفة يتداولها شباب الإخوان أو محبون للإخوان أو واحد من أولئك المواطنين الذين تخيلوا أنهم صنعوا فى 2005 بعد معركة الإنتخابات قوة سياسية قادرة على مواجهة نظام مبارك، هذه الرسائل تدور أغلبها فى فلك الذهول من تخاذل القيادات الإخوانية فى الدفاع عن خيرت الشاطر الرجل الذى كانت تتفاخر الجماعة بقوته وذكائه قبل اعتقاله بأيام، واحدة من هذه الرسائل كتبها صاحبها كتعليق على موقع الإخوان فى أواخر عام 2008 يقول: (هذا النداء أوجِّهه إلى جماعة الإخوان المسلمين؛ التى تعد من أعظم وأعرق الجماعات الموجودة على الساحة الإسلامية؛ أقول لهم: لقد ارتضيتم بحكم المحكمة العسكرية الجائر الظالم؛ التى حكمت على رموزكم وقادتكم بالسجن والاعتقال، وقلتم إن هذا هو قدركم ومن طبيعة دعوتكم وابتلاء من الله عز وجل ليختبركم وليمحِّص صفَّكم، وهذا كله ليس عليه خلاف ولا غبار عليه، ولكن كم من الإخوان، خاصة الشباب يعرف الشاطر وإخوانه هؤلاء الذين دفعوا الثمن غاليًا من حرياتهم وحرمانهم من ذويهم وأهلهم، مَن هم؟ أشياء كثيرة لا بد أن تُعرَف عنهم، أنتم تتحاكون وتفاخرون بأجيالكم الأولى والرعيل الأول.. جميل.. ولكن أين هؤلاء؟ أليسوا فى السجون والمعتقلات؟ أعتقد أن رسالتى وصلت؛ فالمثل والنموذج الحى يؤثر أكثر وأكثر).
مجرد إحياء ذكرى من ذهبوا خلفوا السجون، هذا هو ما فكر به هذا الرجل الطيب، الذى تذكر ما نسيه قيادات الإخوان، فلماذا هذا الصمت؟ لماذا يتخاذل الإخوان عن استغلال الفرص للدفاع عن خيرت الشاطر أو الدفاع عنه؟ لماذا لم تستغل الجماعة فترة مرض الشاطر داخل السجن مثلما فعلت جميلة إسماعيل وكسبت بقصص مرض نور وضعف صحته المزيد من التعاطف؟ ولماذا لم تستغل الجماعة قياداتها التى حصلت على البراءة فى المحكمة العسكرية ولازموا خيرت الشاطر بالسجن لمدة عامين، فى تدوين شهادتهم، وخلق جبهة شعبية تحت قيادتهم للدفاع عن خيرت ورفاقه؟ أم زيارة هؤلاء لمكتب الإرشاد عقب الإفراج عنهم، هى أجل ما يمكن أن يفعلوه؟، بالطبع لا، لأن منهم قيادات كبرى وتتمتع بحب واحترام المواطن العادى، وكافة التيارات السياسية الأخرى مثل الدكتور خالد عبد القادر عودة وعبد الرحمن سعودى والدكتور أمير بسام؟
بسطاء الشارع لديهم تبرير لاختفاء اسم الشاطر ومعتقلى المحاكمات العسكرية من بيانات الجماعة ورسالة المرشد الأسبوعية، هم يعتقدون أن هناك صفقة ما بين الحكومة والإخوان، بالطبع يبقى تبرير رجل الشارع ملكا خاصا له، تقرأه على مدونته الخاصة، أو تسمعه منه على المقهى حينما يستمتع بوظيفة المحلل السياسى بعد فنجان القهوة، ولكنك لا يمكن أن تغفل النظر إليه، لتدرك كيف تسبب ضعف تحرك جماعة الإخوان فى الدفاع عن خيرت الشاطر الرجل المفضل لدى الشارع المصرى فى خلق صورة للجماعة مغايرة تماما عن الصورة التى خلقها خيرت الشاطر نفسه فى أذهان الناس أثناء الانتخابات البرلمانية فى 2005.. صورة تيار معارض قوى، تحولت إلى صورة جماعة تشبه الأحزاب مجرد قطعة ديكور فى فناء السلطة.
التبرير الآخر لموقف الجماعة المتخاذل تجاه قضية الشاطر ستجده لدى كثير من خبراء الجماعات الإسلامية والعديد من المراقبين، الذين يرون أن عدم تقديم مكتب الإرشاد الدعم الكافى لخيرت الشاطر يرجع إلى الصراعات الدائرة داخله، وحالة الخوف والكرة التى تتملك البعض تجاه خيرت الشاطر، الذى يعرف القاصى قبل الدانى حجم قوته وأهميته داخل الجماعة، ومدى شعبيته لدى التيار الأقوى فيها.. الشباب.
قد يكون الشاطر أقل حضورا داخل التنظيم إذا تمت مقارنته بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، ولكنه الأكثر جماهيرية وشهرة، هذه الجماهيرية وهذه الأهمية التى حصل عليها الشاطر داخل الجماعة جعلت الكثير يروج لفكرة إعداده لانتخابات الرئاسة فى 2011 بالإضافة إلى تنصيبه متحدثا رسميا للجماعة بدلا من المرشد بسبب حالة الارتباك التصريحية التى تنتاب مهدى عاكف مع كل حوار أو تصريح، كل هذه المميزات بالإضافة إلى وضعه الاقتصادى، رشحت الشاطر لأن يكون مثار غيرة الكثيرين داخل مكتب الإرشاد وهو ما اتضح من رسائل القيادى البارز فى الجماعة عبد الستار المليجى الذى لم يترك فرصة إلا واتهم فيها الشاطر بالسيطرة على الجماعة والإنفاق ببذخ لاستقطاب شباب الجماعة بالمال بحثا عن نفوذ أقوى داخل مكتب الإرشاد.
هذه الرسائل بجانب الأنباء الواردة عن صراع بين تيارين داخل مكتب الإرشاد الأول يقوده نائب المرشد الأول محمد حبيب، والثانى يقوده خيرت الشاطر، جعل تفسير موقف الجماعة الهادئ من سجن خيرت مقبولا فى ظل الرسالة التى وجهها أحد عناصر الإخوان لخيرت الشاطر و نشرت على موقع الإخوان أون لاين وقت اشتعال أزمة عبد الستار المليجى مع الشاطر وجاء فيها التالى: (أخى الحبيب لقد تألمت كثيرًا لما يُثار من كذبٍ وافتراءاتٍ حول شخصكم الكريم، من أناسٍ أقلَّ ما يوصفون به أنهم مرضى النفوس والعقول.. واعلم أن السفهاء سبُّوا الخالق الرازق جلَّ فى علاه، فماذا نتوقع نحن؟ ولا تحزن من إيذاء أهل الباطل والحساد حتى ولو كانوا من أبناء جماعتك.
ربما كانت موجة الحب هذه هى سبب اختفاء اسم خيرت الشاطر من جدول أعمال الإخوان المسلمين، وربما أشياء وأسباب أخرى كثيرة وراء هذا الدعم البهتان الذى تقدمه الجماعة لخيرت ورفاقه، وربما يكون الامر أخطر من ذلك ويكون هذا هو كل ما تستطيع أن تقوم به جماعة الإخوان المسلمين للدفاع عن نفسها.. بمعنى أن الجماعة التى كان الناس يطلبونها درعا للمعارضة وسيفا لمواجهة النظام لا تملك من وسائل الدفاع عن نفسها ورجالها سوى المطالبة بالعفو الرئاسى!
لمعلوماتك...
◄1995 التحق الشاطر بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان
◄5 فبراير 2007 حصل على حكم بالسجن سبع سنوات.
◄سلسبيل هى قضية كبرى بدأت عام 1992، وسميت بهذا الاسم نسبة لشركة السلسبيل للمشروعات التى أسسها المهندس محمد خيرت الشاطر وحسن عز الدين مالك، للعمل فى مجال الحاسبات ونظم المعلومات وقد داهمتها قوات الأمن واستولت على كل الأجهزة وقد نسبت إليها أجهزة الأمن إعادة خطة جماعة الإخوان المسلمين التى عرفت وقتها بخطة «التمكين».
حينما تشاهد تحركات جميلة إسماعيل ونضالها الفردى للدفاع عن أيمن نور ستسأل عن سر ضعف دفاع الجماعة عن رجالها
لماذا اختفى الشاطر ورفاقه من أجندة الإخوان المسلمين؟
الجمعة، 06 فبراير 2009 12:20 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة