أكد الدكتور على السلمى وزير التنمية الإدارية السابق وأحد مؤسسى مشروعات تطوير التعليم العالى، أن هناك الكثير من جوانب القصور تشوب أسلوب التعامل، وذلك أثناء انعقاد المؤتمر العلمى الأول لتحسين جودة برامج الدراسات العليا فى جامعة المنوفية، بمشاركة 5 جامعات مصرية.
أوضح د. السلمى، أن هناك إهمالا لمرحلة ما قبل تطبيق الجودة بالجامعات وتهيئة النظم والعقول لاستيعاب فكر الجودة من الأساس، حيث يتم بصورة نمطية، لافتا أن هناك العديد من المحاور التى يجب العمل عليها قبل التفكير فى تطبيق نظم الجودة، منها محور الدارس نفسه بوضع معايير موضوعية للدراسات العليا التى تتوفر فيها صفة التميز والجدة وتقليص إعداد الدارسين لتحقيق استفادة أكبر ومحور الأستاذ، فلا يوجد أستاذ متفرغ للدراسات العليا ويتم الإشراف بشكل روتينى نمطى، والمناهج مكررة وبعيدة عن متطلبات المجتمع، حيث يهتم الدارس بالحصول على الشهادة دون تحقيق مردود لها على المجتمع، إضافة إلى عدم وجود تقنيات التعليم التى تحقق التواصل مع المصادر الخارجية، فمعظم الرسائل والدراسات تتم بأسلوب القص واللصق والنقل من على شبكة الإنترنت، لأن الأستاذ المشرف ولجنة الفحص لا توجد لديها آلية أو اهتمام للبحث عن مدى جدة الموضوع من عدمه.
ويحصل الدارس على الشهادة دون أى إضافة للعلم أو تحقيق إنجازات ملموسة فى اكتشاف علاجات أو طرق إنتاج جديدة تعود على المجتمع بالفائدة. وأكد وزير التنمية السابق أن معظم الإنتاج البحثى أصبح "ورقيا" مركونا على الأرفف بسبب الميزانيات الشحيحة وضعف الإمكانيات المعملية، أيضا محور الإدارة الذى تحكمه لوائح وقوانين ومراجعات من لجان بعضها غير مختص، مما يدفع الإدارة بالجامعات إلى الاستسلام للأمر الواقع، وليبقى الوضع على ما هو عليه، إضافة إلى غياب المرونة ووضع حواجز بين التخصصات المختلفة حتى داخل القسم الواحد رغم ما يتطلبه البحث العلمى من تشكيل فرق عمل تحقق نتائج أفضل.
وأشار السلمى إلى وجود 5 تحديات تواجه برامج التطوير بالبحث العلمى بالجامعات، أولها عدم القدرة على ملاحقة التطور العلمى لعدم وجود آليات لتحقيق ذلك، وصعوبة ملاحقة التطور التقنى بالجامعات الخارجية فى ظل نظم روتينية نمطية وعدم مواكبة الدراسات لمتطلبات المجتمع والبيئة المحيطة فى أغلب الأحيان، والتى تعد أساس قيمة وجدوى أى بحث أو دراسة.
أيضا عدم إتاحة الفرصة للأكثر تميزا إضافة إلى تحدى أخير وهو إدارة الوقت، فلا يعلم الدارس متى ينهى دراسته إلا فى بعض التخصصات المحدودة. وأكد د. على السلمى على ثلاثة توجهات لعلاج الحالة المتردية للبحث العلمى أولها: توجه استراتيجى يركز على الاحتياجات الحقيقية للمجتمع من خلال برامج محددة تكون فيها فرص النجاح مضمونة بنسبة كبيرة .
والتوجه الثانى مستقبلى يراعى احتياجات المستقبل من خلال رؤية واضحة للهدف من هذا الكم من الأبحاث والدراسات والتوجه الأخير عولمى منفتح على العالم، وأهم انجازاته حتى نبدأ من حيث انتهى الآخرون. وأنهى د. السلمى كلمته بتوصية بإنشاء كلية مختصة فقط بالدراسات العليا فى مختلف التخصصات بنظم عمل وأسلوب إدارة مستقل بما يحقق استفادة أكبر من تلك الأبحاث والدراسات.
كشف عورات البحث العلمى فى مصر
السلمى: معظم الأبحاث قص ولصق من الإنترنت
الأربعاء، 25 فبراير 2009 04:30 م
معظم الإنتاج البحثى أصبح مركونا على الأرفف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة