لعبة الكر والفر بين الباعة الجائلين والبلدية لا تنتهى

الثلاثاء، 24 فبراير 2009 12:02 م
لعبة الكر والفر بين الباعة الجائلين والبلدية لا تنتهى البلدية تقوم بشغلها والباعة يفقدون مصدر رزقهم
كتب محمد عبد العاطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل من لم يجد عملاً أو باباً مفتوحاً خرج، ليبيع أى شىء محتلاً أحد الأرصفة، يفرش الملاءة يرص بضاعته وينادى عليها، البعض يشترى بعد التقليب والفصال.

ينتهى اليوم، يلملم جنيهاته مع ما بقى من بضاعته المأخوذة بالأجل من أحد التجار وينصرف إلى بيته، بعد أن يحاسب ذلك التاجر على ما باعه، بالطبع قد تأتى البلدية بما لا يشتهى الباعة.

رجال الأمن والبلدية يقومون بدورهم فى إزالة إشغالات الطريق التى تعرقل المرور، حتى يتوفر حق المارة فى رصيف آمن، وفى المقابل نجد الباعة الجائلين استوطنوا الرصيف، فى محاولة لكسب الرزق بطريق مشروع بعيداً عن الانحراف والحرام.

فرج السيد، يرص الأحذية بطريقة معينة ليس بهدف العرض فقط، ولكن أيضا مع بعض العقد فى آخر الملاءة، لتصبح جاهزة لسحبها والجرى بها فى حالة إذا ما لاحت عربة البلدية فى الأفق، يقول فرج: "بيجوا يقلبونا فى البضاعة، مرة ياخدوها أو ياخدوا إتاوة عشان يسبونا، أو مقابل رنه على الموبيل عشان نجرى قبل ما العربية توصل، لأن البضاعة لو أتاخدت مش بترجع إلا ناقصة وبعد أما كل عسكرى أو أمين ياخد منها حاجة ليه".

وبالطبع لا ينجح فرج فى كل مرة فى الفرار وكثيرا ما تضيع منه بعض الأحذية أثناء الهروب، ولكنه لم يجد عملاً آخر بعد أن حصل على دبلوم الصنايع، وكل ما يرجوه أن تتركه البلدية ليأكل عيش بدلا من أن يمد يده أو يسرق.

"أجرى ياض" الصيحة الشهيرة يطلقها من يرى سيارة البلدية أو قد يطلقها أحد على سبيل الاستظراف و"بعت" الآخرين.

سامح ومحمود يقسمان "مش لعبة والله"، فكثير ما يصطدما بأحد المارة أثناء هروبهم بالطاولة الطويلة التى تراصت عليها ما يبيعونه من ملابس، فيتحول الهروب لمشاجرة معهم يقول سامح "هى الناس فكرانا بنلعب، ونسمع تعليقات سخيفة, واللى حبكت يشترى منا فى الوقت دا أكنهم مش شايفين اللى بيجروا ورانا" هناك أماكن للاختباء فى مداخل بنايات معينة بعيد عن مرور البلدية حفاظاً على البضاعة والكرامة معاً.

"بندفع بس مبيشبعوش" يقولها محمود الذى لم يجد بديل لوقفة الشارع بعد أن تخرج من معهد التعاون ولم يجد عمل أو وظيفة، ففضل الكر والفر ببضاعته على الجلوس على قهوة أو فى بيته "يقشر بصل مع الحاجة".

ويستمر مسلسل الكر والفر بين البائعين الجائلين أو بائعى الأرصفة وأمناء الشرطة والبلدية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة