طبيب نفسى يشخص أمراض المصريين

"تخيل واحد بيديك على قفاك، باستمرار كل ساعة وكل يوم، طول حياتك، يقلل من شأنك، يسبك بأمك وأبوك يسرق عرقك وفلوسك يتعامل معك بالقلم والشلوت وبعدين ياخد لقمتك المغموسة بالعرق والدم، ناس معروفة ومستخبية لابسة جوانتيات جلد، بتدخن سيجار كوبى!! وبعدين تغرقك فى قاع البحر أو تحرقك فى قطر أو تغرقك فى سفينة وبعدين تهرب"
ذلك هو حال المصريين كما وصفه دكتور خليل فاضل الطبيب النفسى فى كتابه "وجع المصريين" والذين يحاول المصرى التغلب عليه من خلال لعبة "التلصيم" و"الترميم"

الإحصائية الصادرة عن أجهزة الأمن خلال عامى 2003 و2004 عن حالات الانتحار تشير إلى تلقيها 3000 بلاغ عن انتحار شباب تتمحور أسبابها حول اليأس المطلق والبطالة وقلة الحيلة.

"معظم الشباب أصبح عاجزا عن تحقيق أى من أحلامه أو توقعاته فى الحياة "قالتها دكتورة إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية وأضافت هذا ينتج عنه انعدام فرص العمل وبالتالى عدم القدرة على الزواج الأمر الذى يدفع الشباب إلى الانتحار.

وتؤكد دكتورة انشراح أن هناك العديد من الأعراض الخطيرة التى قد تقود الشخص إلى الانتحار أهمها عدم شعور الشخص بأهمية وجوده فى الحياة والاغتراب داخل المجتمع والاضطهاد والعزلة.

دلائل الانتحار عرضتها لنا الدكتورة انشراح، حيث قالت إن لكل شكل من أشكال الانتحار دلالة خاصة، حيث إن الشباب الذى يلقى بنفسه فى البحر تحت مسمى "الهجرة غير الشرعية" يمارس نوعا من الانتحار لعجزهم عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.

الشنق من الوسائل التى يقدم الشباب عليها عندما لا يجد معنى أو هدف لحياته.

أما تناول جرعات من السم أو الدواء فتخفى وراءها نية مبيتة للانتحار حيث يتخذ عدة خطوات قبل الانتحار ويكون لديه فرصة كبيرة للتفكير فى التراجع.

"الانتحار كما يقول فرويد رغبة فى الموت تتحول إلى رغبة فى موت الآخرين ثم إلى رغبة فى قتل النفس، وهو ما يفسر معظم حالات الانتحار التى تسبقها حالات قتل الأقارب سواء الزوجة أو الأولاد".