على رصيف وسط البلد

عم أحمد يبيع السبح بالتاريخ والصبر

الإثنين، 16 فبراير 2009 02:32 م
عم أحمد يبيع السبح بالتاريخ والصبر عم أحمد يروى تاريخ السبح للمارة بوسط البلد
كتبت شيرين الجمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على أحد أرصفة منطقة وسط البلد، تجد عم أحمد الشيخ المسن يحنى (80 عاماً) عمره منكباً على وجهه .. تتشابك أصابعه مع أنواع عديدة من السبح، يرفق بها ويداعبها أثناء مرور الناس بجواره.

فور أن وقعت عينى على سبح الحاج أحمد الشيخ، وجدته مرعوباً من شرطة التسول التى تهجم بين حين وآخر، تسلبه مورد رزقه الوحيد وتأخذ منه السبح، التى تعددت أشكالها، وبدت سهلة الصنع.

للوهلة الأولى ظننت عم أحمد يصنعها بنفسه ويبيعها هو صانعها، ففكرتها بسيطة ولا تحتاج إلا لخامات بسيطة أيضاً، ولكنى أحبطت كثيراً، عندما أخبرنى بأن منها ما هو إيطالى وآخر يابانى، وهما أغلى وأقيم ما لديه وأيضا صينى (حتى السبح)، وعندما سألته عن السبح المصرية، أجاب: سوق السبح فى مصر تجدينه فى منطقة خان الخليلى والحسين، وهناك تجار متخصصون فى بيعها داخل المحلات والبازارات، ومن ورائهم ورش تصنيع السبح، وعن أنواع السبح فهى لا حصر لها فى الشكل أو النوع أو اللون، وتبعاً لذلك يختلف سعر كل منها بما يناسب كافة الأذواق والمستويات والأعمار.

ويضيف أن صناعة السبح فى مصر لها أكثر من 40 عاماً، وخلال هذه الأعوام تطورت صناعة السبح مع مرور الوقت، ففى البداية كانت تصنع من البذور والحجارة والقواقع والعظم، ثم تطورت إلى الفضة والبرونز والذهب والأبنوس والبلاستيك، وأخيراً السبح الماسية وهى الأغلى.

ويضيف أيضا أنه إلى جانب التسبيح، كان الناس فيما مضى يستخدمونها كتعويذه أو تميمة لإبعاد الشياطين وطرد الأرواح الشريرة ولمنع الحسد، كذلك يستخدمها البعض كزينة فى المنازل أو السيارات.

ومع مضى الوقت تغيرت صناعة السبح فى أنواعها وأشكالها، فاستبدل العمل اليدوى بالماكينات، وهو ما ساعد على سرعة إنجاز السبح، فهناك سبح تأخذ فى تنفيذها يوماً كاملاً، وهناك سبح تأخذ أياماً وقد يستغرق صنع الواحدة منها دقائق معدودة وأخرى ساعات، لكن فى النهاية تظل صناعة السبحة فن وذوق.

ويؤكد أن مصر كانت رائدة فى صناعة السبح وتصديرها إلى الدول العربية والإسلامية، لكن انقلبت الآية الآن وأصبحنا نستورد السبح من الخارج، خاصة الصين وتركيا وباكستان وسوريا، حيث غطت على الأنواع المصرية! فهى تباع بنصف ثمن السبح الأصلية، لأنها تصنع بخامات بلاستيكية أو بتقليد للكهرمان والمرجان.

عن أجود الخامات فى صناعة السبح، أفاد بأنه المرجان الأبيض والأحمر، وهذه السبح نادرة جداً وتباع بأسعار مرتفعة، وهناك أيضا اليسر وسن الفيل، ثم تأتى الخامات الشعبية الرخيصة مثل البلاستيك والخشب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة