"خدشوا حيائى فى الطريق العام" هو العنوان الذى خطته آسر ياسر على مدونتها لتسرد فيها محاولة التحرش التى تعرضت لها. لم تتخيل آسر أن ذهابها لشراء الحلوى لصغيراتها من الكشك الذى لا يبعد عن منزلها أكثر من 200 متر يمكن أن يعرضها للتحرش من مجموعة من الشباب لا تتجاوز أعمارهم الـ 19من العمر.
ارتدت آسر ملابسها السوداء استعداداً لأداء واجب العزاء فى أحد أقاربها، إلا أن طفلتيها طلبتا منها قطعتين من الحلوى فاصطحبت معها ابنة أخيها، واتجهت نحو الكشك، وعند عودتها فى اتجاه المنزل، لاحظت مجموعة من الشباب الذى تفوح منه رائحة الحشيش يقفون على ناصية الشارع، وفجأة التف أحدهم بسيارته إليها، بينما حاصرها هى وابنة أخيها باقى أصدقائه وبدأوا يوجهون إليها سيلاً من السباب والإهانة الخادشة لحياء الأنثى.
لم تملك آسر إلا الصياح عسى أن يسمعها أحد سكان المنطقة، ويبادر إلى إنقاذها، إلا أن السكان اكتفوا بمشاهدة تلك الأحداث دون أن يفكر أحد الاتصال بالشرطة. وأمام صرخاتها المتعالية، خلع أحد هؤلاء الشباب حزامه "بشكل عنترى" ورماه فى وجهها فى محاولة لتخويفها وتهديدها بالضرب.
استطاعت الاتصال بالشرطة باستخدام هاتفها المحمول لتأتى الدوريات الراكبة التى تلقى القبض على أحدهم، وتحرر محضر وتم ترحيله إلى النيابة التى وجهت له تهمة خدش حياء أنثى، والتى أخذت رقم 3038 لعام 2009 جنح الخليفة.
احتج والد الفتى على توجيه مثل هذه التهمة إلى ابنه بدعوى أنها ليست فى مثل سنه لكى يعاكسها، بل وتمادى واتهمها بالاعتداء والافتراء على الصبى. ولم ينته الأمر عند ذلك الحد، فقد تلقت أسرة آسر العديد من المكالمات الهاتفية من لواءات شرطة لتوقيع محضر صلح، ولكنها أصرت على الحصول على حقها.
ورغم إصرارها على أن ينال هذا الطالب عقابه، إلا أن أسرته مازالت تضغط عليها للتنازل بدعوى أنه "مجرد عيل"، وأن عقابه سيؤدى إلى ضياع مستقبله. حيث تنص المادة 306 من قانون العقوبات رقم 95 لسنة 96 على التالى، "يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن مائتى جنيه ولا تزيد عن ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين لكل من تعرض لأنثى على وجه يخدش حياءها بالقول أو بالفعل فى طريق عام أو مكان مطروق".
أنشئ على الفيس بوك فريقان للتضامن مع آسر، الأول يحمل اسم "تضامناً مع آسر ياسر وكل ضحايا التحرش"، أما الفريق الثانى فيحمل اسم "كلنا آسر ياسر"، كما طالبت بلوجرز تايمز لسان المدونين العرب بمساندة آسر، وتضامن جميع المدونين معها بهدف أن تعود شوارعنا آمنة كما كانت.
صرخة مدونة مصرية:
خدشوا حيائى فى الطريق العام
الجمعة، 13 فبراير 2009 05:39 م