السبب الرئيسى وراء معظم أمراض العصر الذى نعيشه الآن هو الحضور الطاغى لثقافة الإهمال فى مقابل غياب ثقافة الفحص الطبى الدورى والمبكر عن الأمراض. ويرجع عدم الاهتمام بإجراء الفحوصات الطبية إلى غياب الوعى والثقافة الشعبية فى مصر، كما أن التأمين الصحى لم يسمح فى أى بند من بنوده بإجراء هذا الفحص وإجراء التحاليل الدورية, هذه الأسباب وغيرها أوضحها الدكتور أشرف رياض وصفى استشارى القلب والأمراض الباطنية، حيث أشار إلى أنه فى حين يتبارى الناس فى أنحاء العالم كالولايات المتحدة الأمريكية، لعمل هذا الكشف بشكل منظم والذى يوفره لهم التأمين الصحى حتى يتجنبوا الوقوع فى الأمراض، وإن وقعت يتجنبون مضاعفتها.
الدكتور أشرف يؤكد أن اشتمال التأمين الصحى على بند للفحص الطبى قد يكلف الدولة مبالغ عالية، ولكنه سيعود على الاقتصاد القومى بالفائدة مما يرفع إنتاجية الفرد، حيث يتم اكتشاف المرض مبكرا وعلاجه العلاج السليم أو تجنبه تماما بمجرد اكتشافه، وعلى رأس هذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم والذى يسمى "القاتل الصامت" لما يسببه من مضاعفات على القلب والكليتين، والضعف العام للمريض مما يسبب خطرا على الاقتصاد القومى، ويكون المريض عبئا على الدولة من حيث تكلفة العلاج، وما يتطلبه من عمل أسطرة قلبية، وربما يصل الأمر إلى عمليات قلب مفتوح عند الإهمال فى التشخيص والعلاج الخطأ، أيضا ارتفاع السكر فى الدم ومضاعفاته المتعددة لكل أجهزة الجسم، وكلها أصبحت من أمراض العصر الحالى، وكذلك الأورام خاصة أورام الثدى التى لابد من اكتشافها مبكرا، لأن الاكتشاف المبكر للمرض يلعب دورا رئيسيا فى العلاج، والإهمال ولو لعدة أسابيع يؤدى لمضاعفات شديدة، وينصح الدكتور وصفى، النساء بإجراء الفحص لأنفسهن فى منطقة الثدى باستمرار.
الدكتورة رابحة أباظة خبيرة التغذية ترى "أن كل مرض فى أوله يسهل علاجه" وأن التأخير يجعل العلاج غير مجزى ويؤدى لأمراض أخرى قد تكون مستعصية، وهنا تكون نفقة العلاج أعلى من الفحص نفسه، فمثلا إجراء تحاليل الدم يجنبنا بعض أمراض الدم منها مرض السكر والكولسترول والدهون الثلاثية، كما تؤكد أن قلة النظافة وضعف ثقافة الوقاية فى مصر وانعدام الثقافة الغذائية فى الشرق الأوسط سبب الكثير من الأمراض، حيث تم اكتشاف أن 90% من الطلبة الذين قاموا بالفحص الطبى فى الكليات والمدارس يعانون من أمراض سوء التغذية سواء أغنياء أو فقراء.
الدكتورة رابحة تنصح بالغذاء المتوازن والوقائى والفحص الطبى الدورى الذى يمكن إجراءه على مراحل فى العام، حتى لا يكون مكلفا فمثلا تقسيم السنة بين تحليل للدم ووظائف الكبد والكلى، ومرة أخرى للكشف عن الأورام وأخرى عمل إشاعات، وكل حسب حالته وإرشاد الطبيب، بجانب النظافة، وحملات التوعية بالتليفزيون، مما يجنب الكثير من الأمراض، كما أن نجاح حملة سرطان الثدى القائمة الآن يرجع إلى انتشارها فى كل المراكز وانطلاق الحملات الإعلامية وجعلها بالمجان، وهو ما نفتقده فى الفحص الدورى، الدكتورة رابحة تشير إلى أن هناك العديد من الوجبات الغذائية غير المكلفة، ولكنها تقى من كثير من الأمراض منها "تناول الجبن القريش مع الجرجير وكوبا من عصير الليمون، طبق كشرى ومعه طبق سلطة، العسل والطحينة" وأخيرا تناول برتقالة وموزه يوميا تقى من هشاشة العظام.
الفحص الطبى المنتظم ضرورة قبل "وقوع البلاء"
الأربعاء، 11 فبراير 2009 03:15 م