اظهر استطلاع للرأى العام أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، قسوة الوضع الاقتصادى والاجتماعى والنفسى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، نتيجة الصراع الذى استمر لمدة ثلاثة أسابيع. ويظهر استطلاع الرأى الذى أجرى عبر الهاتف، ارتفاع نسبة البطالة منذ بدء الأزمة فى ديسمبر من 36% إلى 43%، أى ارتفاعها بنسبة سبع نقاط. أما نسبة التوظيف الكامل فقد اتخذت منحنى آخر وانخفضت إلى 45%.
ولأن الاستطلاع تم عن طريق الهاتف، فلم يكن بالإمكان الوصول إلى كافة المنازل المدمرة كما هو الحال بالمنازل المدمرة جزئيا. وتبين النتائج أن 45% ممن استطلعت آراؤهم قد أفادوا بأن منازلهم دمرت جزئيا، إما بسبب الرصاص أو قذائف المدفعية أو الزجاج المحطم. بالإضافة إلى ذلك، فإن 38% من الذين استطلعت آراؤهم أصبحوا بدون مأوى بسبب القتال فى المناطق المجاورة لهم (67% كسبب رئيسي). كما أظهر الاستطلاع الذى نفذ من خلال عينة عشوائية تمثل 1815 منزلا فى المحافظات الخمس فى قطاع غزة، إلى أن 75% من السكان لا يشعرون بالأمان وذلك بسبب الصراع الإسرائيلى الفلسطينى (42%) وسيطرة إسرائيل على المعابر (27%).
وأوضح أن ثلثى العينة فى حاجة إلى مساعدات نفسية وعاطفية كأهمية قصوى (28%) ومن ثم العمل (16%) والمأوى (15%) والمساعدات المالية (14%) والطبية (10%). وأكد أن نصف الذين استطلعت آراؤهم إلى أهمية الدعم العاطفى والنفسى للأطفال خاصة بعد ظهور مؤشرات بسبب الضغوط كالتبول أثناء النوم والكوابيس والتصرفات العدوانية والقلق. كما وأوضح الأهالى أهمية عودة الطلاب إلى مدارسهم وممارسة حياتهم اليومية بأمان.
وقد قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائى "برنامج مساعدة الشعب الفلسطينى" بهذا الاستطلاع لمعرفة أولويات الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة فى مرحلة الانتعاش. وسيندرج هذا الاستطلاع فى التقرير الذى يقوم به برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والشركاء الوطنيين والدوليين لتقييم الأضرار والاحتياجات فى قطاع غزة. "ينظر هذا التقرير إلى ما هو أبعد من المساعدات الإنسانية الطارئة ونحو إعادة بناء حياة 1.4 مليون نسمة هم سكان غزة".
وصرح السيد ينس تويبرج فراندزن، الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى الأرض الفلسطينية المحتلة. " ستساعد نتائج التقييم فى بناء خطة الإنعاش المبكر وإعادة الإعمار فى غزة التى ستقدمها السلطة الفلسطينية إلى مؤتمر المانحين بخصوص غزة، والذى ستستضيفه القاهرة فى شهر مارس المقبل".
وتبين النتائج الأولية لتقييم الأضرار الذى يقوم به برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أن الاقتصاد الفلسطينى فى قطاع غزة بحاجة ماسة إلى المساعدات ولسنوات عديدة للانتعاش. ويعيش ثلثا قطاع غزة تحت خط الفقر خاصة بعد الأزمة الأخيرة كما أن القطاع الزراعى والخاص قد تضررا بشدة، فقد دمرت حوالى ألفى منشأة تجارية (56%) فى الأحياء التى استهدفت بقوة.
كما أصاب الضرر الشديد القطاع الزراعى بسبب تداعى البنية التحتية الزراعية مما يهدد بالأمن الغذائى فى قطاع غزة. وقد أسفرت العمليات العسكرية أيضا عن تدمير العديد من الأراضى الزراعية (18%) والدفيئات والمواشى (8%) والطيور وآبار المياه الجوفية (13%) وشبكات الرى.
يذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى (UNDP) هو شبكة التنمية العالمية للأمم المتحدة، يشجع التغيير ويربط البلدان من خلال المعرفة والخبرة والموارد لمساعدة الشعوب على بناء حياة أفضل. ويتواجد فى 166 دولة يعمل معها لمساعدتها على الوصول إلى حلول للتحديات العالمية والمحلية التى تواجهها.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى غزة يظهر..
البطالة والصحة النفسية أهم أولويات الإعمار
الأربعاء، 11 فبراير 2009 12:59 م
استطلاع يؤكد أن ثلثى العينة تحتاج دعما نفسيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة