كما فى الأفلام المصرية القديمة، كانت الجماهير العطشى تتنظر البطل، تنادى عليه، تهتف باسمه بلا كلل، تتمنى عليه الظهور، وكلما ظهر بطل آخر أبدت الجماهير استهجانها بالصفير، وفجأة ظهر البطل من وسط القاعة، وليس عبر الشاشة ظهر، ضجت القاعة بالتصفيق، هتفت باللغة العربية "يحيا أردوغان .. عاش أردوغان"، أضاءت أنوار القاعة وزادها نوراً، تحدث للجماهير بلغة قومه التى لا يعرف سواها، وكلما تحدث زاد حماس الجمهور وازدادت ابتسامته، فجأة تلاشت الأضواء، اختفت الأشباح والصور، وحده بقى نور البطل، حاول القائمون على السينما إثناء المشاهدين عن الهتاف ومتابعة الفيلم .. استمر الجمهور فى الهتاف "سينما أونطة هاتوا فلوسنا .. سينما أى كلام عايزين أردوغان .. سينما فانتازية عايزين تركية". أغلقت الأبواب واستدعيت الشرطة، يا لها من ورطة.
عبر مكبر الصوت، أعلن كبير العسس إدانته للجمهور الذى خرج عن النص المرسوم، وتساءل فى براءة: لماذا تهاجمون زعماء العرب، ولماذا تتهمون حكامنا بالعمالة، أليست هذه نذالة؟، لن يسمح لكم بالخروج قبل أن تحيوا حكام العروبة .. صمتت الجماهير المصدومة، نحن لم نشتم حكامنا الكرام، نحن لم نتهم أصحاب الفضيلة، من أين جئت بهذه التهم الرذيلة .. لن نهتف لأحد .. لن نهتف لأحد.
سمع الجميع صوت إطلاق الرصاص، دخلت أعداد غفيرة من العسكر .. هرج ومرج .. تكبير وتهليل .. صراخ وعويل، كرر كبير العسس مطلبه "الهتاف باسم القادة .. أو البقاء رهن الاعتقال" (السجن أحب إلينا مما تدعوننا إليه)، ألقيت فى القاعة قنبلة دخان .. هتفت الجماهير "أردوغان .. أردوغان".
أضيئت أنوار القاعة، انسحب الجنود فى سلام، وعبر مكبر الصوت أعلن قائد الشرطة تأييده لأردوغان، وقال "أنا مثلكم معجب بأردوغان، لكننى وكما تعلمون أعول "قرطة عيال"، سأعلن الآن فض الاعتصام، وأنتم رأفة بى عليكم الخروج بسلام .. هذا اتفاق جنتلمان .. عاش أردوغان .. عاش أدروغان".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة