ناصر حسين سيد أحمد سنادة يكتب: رسالة حب واعتذار لمصر

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2009 07:43 م
ناصر حسين سيد أحمد سنادة يكتب: رسالة حب واعتذار لمصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مكانة مصر بين دول العالم لا تخفى على أحد رغم جهل المنكرين، وإنكار الحاقدين المتطاولين، فقد حبا الله مصرهذه المكانة العالية والمنزلة الرفيعة إكراما لها ولأهلها، فهم خير الشعوب إذ يحفظون العهود ويراعون الجوار، كما أنهم فى الحرب رجال وفى النزال أسود، ومن الدلائل التى يستدل بها على حفظهم للعهود والود والصداقة والإخاء أنهم يجعلون حرمة لمن أكل معهم أكلة أو لقمة، فيقول قائلهم ((أكلت معه عيش وملح)).

وعليه فإن مصر بلا شك هى أم لكل المصريين وأم لكل من يحبها، وقد تعلمنا أن الأم تحترم وتصان كرامتها، خصوصا إذا كانت هذه الأم رحوما مثل مصر، فلا أحد يرتضى أن تهان أمة أو يساء إليها!! لأن ما قد حدث من حرق للعلم المصرى أساء إلينا جميعا مصريين وغير مصريين.

ولا يستطيع أحداً أن ينكر على مصر ما هى فيه من خير وعز وكرامة وذلك لا يخفى على أصحاب البصيرة ولا حتى على أصحاب البصر، فأصحاب البصر يرون على أرض مصر الأمان والطمأنينة التى حباها الله بها والتى أخبر القرآن عنها فى قوله تعالى ((ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)) فمن يزر مصر يجدها بلد الأمن والسلام كما يجد من شعبها الحفاوة وكرم الضيافة و((العشرة الطيبة))، لذلك يقصدها الناس من كل حدب وصوب وتتعدد غاياتهم.

ومصر كما يقال ((ولادة)) يكفى أنها أنجبت أحمد زويل وأحمد شوقى ونجيب محفوظ وحافظ إبراهيم الذى غنت أم كلثوم رائعته ((مصر تتحدث عن نفسها)) التى جاء فيها:
وقف الخلق ينظرون جميعا ** كيف أبنى قواعد المجد وحدى
وبناة الأهرام فى سالف الدهر ** كفونى الكلام عند التحدى
أما فى ميادين السياسة فلم تبخل مصر بل كانت كريمة جداً إذ أنجبت ثلاثة من القادة الحكماء الأشاوس عبد الناصر والسادات ومبارك، الذى لا يستطيع أحد إنكار دورهم وريادتهم حرباً وسلماً، وفوق هذا وذاك كان من أبنائها العلماء الأتقياء الأوفياء سادة الدين والدنيا الذين كانت تهفو إليهم القلوب وترتجيهم البصائر وتراقبهم الأبصار، فهم أطباء القلوب وسليلو بيت النبوءة السادة الأقطاب الكبار سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى وسيدى أبوالحسن الشاذلى وسيدى أحمد البدوى وكل من جاء منهم وبعدهم فالخير فيه.

أما أصحاب البصيرة فيعرفون أن الله قد خبأ فى مصر سراعظيما، فقد استودع الله أرض مصر خير الأجساد والدماء والأنساب حينما جعل بيت أهل النبى يأتون إليها يقيمون بها ويدفنون فيها، لتحفظهم ويحفظونها ذلك السر الإلهى العظيم الذى خص الله به مصر فأصبحت مصر ((محروسة)) ومحفوظة من كل سوء، رغم كيد الحاسدين وظلم الظالمين، ونجد على رأس بيت أهل سيدنا النبى (صلعم) بمصر مقام سيدنا ومولانا الإمام الحسين ومقام أخته السيدة الكريمة زينب ومقام سيدنا على زين العابدين كما تنتشر مقامات آل بيت النبى (صلعم) فى كثير من مدن ومحافظات مصر رضى الله عنهم أجمعين.

ومصر لمن لا يعلم هى السيف والدرع الذى يذود عن المسلمين وحمى الإسلام، فبعلمائها الأتقياء الأوفياء يصح تعلم الدين وبجنودها يأتى النصر المبين فهم خير أجناد الأرض كما قال النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وعليه فلا كرامة للعرب والمسلمين إذا لم يكن لمصر كرامة، فهى الاحتياط الاستراتيجى الذى لا يجب المساس به، فمن جيش قوى متطور وجنود بواسل وقيادة رشيدة إلى علماء أتقياء أوفياء يعلمون الناس أن الدين يحض على احترام الأوطان والشعوب وأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولكن ماذا نقول وأكثر الناس لدينهم يجهلون وعلى مصر كثيرا ما يتطاولون.

فلا تحزنى يا مصر يا قرة العين ويا عزة النفس لما أصابك وأهان علمك وحاول التقليل من احترامك وانتقاص منزلتك فقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم، شفاهم الله وحفظكِ من كل سوء ودمتى بكل شموخك وكبريائك لنا جميعاً ذخراً وفخراً.

*سودانى عاشق لمصر ومتيم بحبها









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة