دائما ما تتسم لقاءات القمة التى تجمع بين الأهلى والزمالك بالندية والإثارة، إلا أن دربى القمة "104" الذى يشهده ستاد القاهرة اليوم، الثلاثاء، من المتوقع أن يختلف كثيرا عن جميع لقاءات الفريقين السابقة لأنه يدور فى إطار الصراع بين القيادة الفنية الشابة المصرية لأول مرة منذ فترة طويلة، فحسام البدرى المدير الفنى للأهلى يبحث عن إثبات ذاته فى تقمص شخصية دور "الرجل الأول"، يصطدم بطموح "العميد" حسام حسن الذى يأمل فى اجتياز أزمة "الأبيض" على حساب "الأحمر" تحديداً.
اليوم السابع حرص على استطلاع آراء خبراء الكرة فى قمة اليوم، وأكد معظمهم بأن كفة الأهلى هى الأرجح بواقع الخبرة والتفوق على مدار السنوات الماضية، إلا أنهم توقعوا أن القمة هذه المرة لها مذاق من نوع خاص، فى ظل الروح الجديدة التى يتمتع بها الزمالك تحت قيادة حسام حسن.
قال طارق العشرى المدير الفنى للحرس، إن مباريات القمة دائماً ما تكون خارج الحسابات وتتسم بالندية بين الأهلى والزمالك، ومن الصعب التكهن بنتيجة أى مواجهة بين الفريقين، لأنها فى كثير من الأحيان تشهد مفاجآت ونتائج على عكس سير الأحداث السابقة لها، إلا أن الفترة الماضية يتضح من خلالها مدى تفوق الأهلى على مدار السنوات الأربع الأخيرة.
وأضاف العشرى: "أرى أن كفة الفريق الأحمر هى الأرجح فى ظل الاستقرار الذى يتمتع به النادى وتربع الفريق الكروى على قمة الدورى، لكن يجب أن التأكيد على أن الزمالك قادر على تحقيق الفوز لكونه فريقا كبيرا ويضم بين صفوفه كوكبة من اللاعبين الأكفاء، فضلاً عن الروح الجديدة التى بثها حسام حسن فى نفوس اللاعبين عقب تولى مهمة تدريب الفريق وهو ما لاحظته من خلال مباراة الحرس أمام الزمالك فى الأسبوع قبل الماضى، بأن لاعبى الفريق الأبيض يرغبون فى تخطى الكبوة التى يمر بها الفريق حالياً".
وأشار العشرى إلى أن الإدارة الفنية والتكتيكيك الجيد من جانب الجهازين الفنيين للفريقين لهذه المباراة سيكون لها الكلمة العليا، فى تأرجح كفة فريق على حساب الآخر،كما أن الخبرة بين صفوف لاعبى الفريقين سيكون لها دور فعال أيضاً.
واختتم العشرى تصريحاته، بأنه يتمنى أن تخرج هذه المباراة بشكل راق، خاصة أن القيادة الفنية مصرية خالصة حتى يثبتوا للجميع أن المدربين المصريين يستحقون الاهتمام وقادرون على إنهاء عقدة "الخواجة" التى تسيطر على الأهلى والزمالك.
ويرى على أبو جريشة نجم الإسماعيلى والمنتخب الوطنى الأسبق، أن الأهم من توقع نتيجة اللقاء أنه يجب تقديم صورة حضارية للكرة المصرية والجماهير أمام الرأى العام العالمى، خاصة فى ظل المعلومات المغلوطة المتناثرة عقب مباراتى المنتخب الوطنى أمام نظيره الجزائرى فى تصفيات المونديال العالمى.
وأضاف أبوجريشة أن المباراة ستكون صعبة للغاية على الأجهزة الفنية للفريقين، حيث يعد هذا اللقاء هو أول محك حقيقى لحسام البدرى منذ توليه مسئولية الإدارة الفنية للأهلى، وهو نفس الأمر بالنسبة لحسام حسن الذى يطمح فى تقديم شهادة ميلاده كمدير فنى كفء أمام الجميع.
وأشار أبوجريشة إلى أن الثبات الانفعالى والقدرة على القراءة الجيدة للمباراة من خارج حدود المستطيل الأخضر سيكون لها دور كبير فى إنهاء المباراة لمصلحة فريق على حساب الآخر، وفى النهاية أوضح أن مباراة الأهلى والزمالك لا يمكن التنبؤ بنتيجتها، ومن يظن أن المباراة سهلة للأهلى مخطئ، لأن كرة القدم لا تعترف بالنظريات ولكن بالجهد والعرق داخل الملعب.
وقال هانى رمزى نجم المنتخب الوطنى السابق والمدرب العام لمنتخب الشباب السابق، إن مباراة القمة اليوم صعبة على كلا الفريقين اللذين يواجهان صعوبة مختلفة عن الآخر، فالأهلى أفضل نفسيا من الزمالك الذى يعانى لاعبوه من انكسارات نفسية بسبب الهزائم المتتالية التى تعرضوا لها فى الفترة الماضية .
أما بالنسبة للحالة الفنية، فإن ثبات التشكيل وطريقة اللعب بالنسبة للأهلى فهى مصدر القوة للفريق، وأوضح هانى أن الأهلى يلعب بـ 4/4/2 منذ بداية الدورى أما الزمالك فإن كثرة تغيير المديرين الفنيين، وكذلك طريقة اللعب تفرض نوعا من عدم الاستقرار بالنسبة لطريقة اللعب .
ومن ناحية اللاعبين قال رمزى إن الأهلى يعانى من غيابات كثيرة للإصابة مثل محمد بركات وعماد متعب ومحمد أبو تريكة وهى المشكلة التى ستظهر فى مباراة الغد فى حين أن هذه المشكلة غير متواجدة فى الزمالك الذى يتميز قبل لقاء اليوم بكثرة الجاهزين وقوة دكة البدلاء أكثر من الأهلى.
واختتم رمزى كلامه بأن حسام البدرى تبدو مهمته أسهل لأنه سبق وخاض أكثر من لقاء قمة وهو مدرب عام مع مانويل جوزيه فى حين أن حسام حسن مهمته أصعب نسبيا لأنها أول مرة يخوض فيها لقاء قمة كمدير فنى، فضلا عن أنه تولى قيادة الفريق منذ أسبوع واحد فقط وتوقع رمزى أن تنتهى المباراة بالتعادل الإيجابى 1/1 .
فيما قال محمد عبد المنعم "شطة" نجم الأهلى السابق والمدير الفنى للاتحاد الأفريقى لكرة القدم إن مباراة اليوم نقطة فاصلة فى تاريخ الزمالك الذى يمر حاليا بأسوا مرحلة فى تاريخه والخسارة ستؤدى إلى عدم قيام الفريق مرة أخرى وسيدخل فى مستنقع الهاوية، ولاعبو الزمالك سيتملكهم شعور الخوف من الهزيمة وهو الذى سيؤدى إلى وجود عصبية كبيرة فى أدائهم داخل الملعب، أما بالنسبة للأهلى فإن لاعبيه سيلعبون بعصبية أيضا، ولكن لسبب آخر وهو رغبتهم فى عدم الخسارة من الزمالك وهو بهذه الحالة.
وحذر شطة لاعبى الأهلى من رد فعل الأسد الجريح وهو فريق الزمالك الذى يعانى من جرح عميق وستكون ردة فعله كبيرة داخل الملعب، مؤكدا أن فريق الزمالك سيؤدى اللقاء للفوز فقط لأنهم لم يعد لديهم شىء يبكون عليه وتحقيق الفوز سيعيدهم للطريق الصحيح مرة أخرى.
أما عن الفنيات، فقد أكد شطة أن المباراة لن تشهد أية فنيات على مستوى الكرة بسبب العصبية التى ستسيطر على اللاعبين وكذلك الجمهور.
ورفض شطة التكهن بنتيجة المباراة، مؤكدا أن مباريات القمة دائما خارج التوقعات، ولكن الفريق الذى سيصاحبه التوفيق هو الذى سيحقق الفوز.
خبراء يتوقعون "القمة" أهلاوية.. وآخرون يحذرون من "انتفاضة" الزمالك
الثلاثاء، 08 ديسمبر 2009 01:13 ص