معوض جوده

أكثر كبرائنا هم أكبر بلائنا

الإثنين، 07 ديسمبر 2009 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا نحاكم حلاق الصحة عندما يجرى عملية جراحية لشخص ما ويقتله؟ وما العيب فى أن يقوم المكيانيكى بفتح بطن المريض وزرع عضو له ولو حتى أدى الأمر لوفاة المريض! أليس من يشرع للوطن 50% منهم عمال وفلاحون تجرى لهم اختبارات فى محو الأمية أحيانا؟
لماذا نعارض إذن إجراء عملية جراحية على يد جزار أو ميكانيكى يقع الضرر فيها على شخص واحد ولا نعارض قيام هؤلاء الأعضاء بالتشريع لأمة تعيش فى القرن الواحد والعشرين؟ كيف يمكن لرجل يفك الخط بصعوبة أن يناقش الموزانة العامة أو اتفاقية الجات أو قانون زراعة الأعضاء ويدلى بصوته على تشريعات تخطط لمستقبل الوطن؟

إن نسبة العمال والفلاحين فى مجلس الشعب لم تحفظ حقوق العمال ولم تراع مصالح الفلاحين، وإنما هى نسبة الجهل التى تتمسك بها الحكومة كى تضمن تمرير مشاريعها المشبوهة وسط بلاهة الأميين من الأعضاء، وتصر عليها كى تضمن الموافقة على ما تراه عندما تطلب منهم أن يرفعوا أيديهم دون معرفة على ماذا يرفعون أيديهم!

أما إذا تركنا المجلس فى عمومه ورأينا قادته، فإنك تعجب كثيرا من رجل بحجم فتحى سرور أستاذ القانون الجنائى والعلامة القانونى كيف يطاوعه ضميره عندما يلوى عنق القوانين ليمرر للحكومة ما تريد ويعفى وزيرا ما من التقصير؟ وإلا فليحدثنا عن وزير واحد سحب المجلس منه الثقة على مدار عشرين عاما هى عمر جلوس الدكتور سرور على منصة الرئاسة بالمجلس.

وتعجب أكثر وقتما تقرأ لرجل بحجم وقامة الدكتور مفيد شهاب ذى الفكر الراجح والخلق القويم وهو رجل على المستوى الشخصى يزن برجاحة عقله مئات الرجال كيف يبرر للفاسدين فسادهم وينطلق فى مجلس الشعب يذود بقوة حجته عن كشف عورة النظام الذى تآكل من جنباته؟؟

والأدهى والأمر أن رجال القانون هم أول من يفرش مواد القانون كسجادة وقتما تريد الحكومة أن تمر، فلم يعرف عن الدكتور فتحى سرور أن عنف وزيرا أو ضيق الخناق على رقبة أى حكومة وهو رجل يجيد مسك العصا من المنتصف حتى فى الحوار معه إن تحدثت إليه أسبوعا كاملا فلن تخرج منه بشىء! ولولا أن سيف الإعلام والرأى العام الداخلى يجبرانه أحيانا على أن يضغط بعض الشىء على صغار الفاسدين ما كنا قد لمسنا له أثرا فى التصدى لأى مظهر من مظاهر الفساد.

أما أستاذ القانون الدولى مفيد شهاب فإنه يضطر بحكم المنصب للدفاع عن خطايا الحكومة ولو بالباطل ليبقى مجلس الشعب هو آخر مكان على سطح الأرض المصرية يمكن أن يمثل حقيقة الشعب لكنه لا يمانع أبدا فى التمثيل عليه.

ترى ماذا سيقول هؤلاء الناس للتاريخ؟ أو ماذا سيقول التاريخ عنهم بعدما يزول عنهم سلطانهم؟ ماذا سيقولون؟ وماذا سيقال عنهم؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة