مشروع لإنتاج الطاقة النظيفة من النفايات العضوية بالقاهرة

الأحد، 06 ديسمبر 2009 08:27 م
مشروع لإنتاج الطاقة النظيفة من النفايات العضوية بالقاهرة مشروع لإنتاج الطاقة النظيفة من النفايات العضوية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تختبر مجموعة من العائلات من الأحياء الفقيرة فى القاهرة طريقة مبتكرة لصنع الغاز المنزلى من النفايات العضوية للحصول على طاقة نظيفة من جهة والتخلص من جزء من التلوث الذى يخنق العاصمة المصرية من جهة ثانية.

نشأ مشروع "بيوغاز" فى منشية ناصر التى تشكل تجمعا لجامعى القمامة المعروفين باسم "الزبالين" فى مصر.

وفى هذه المنطقة يعيش عشرات الآلاف من "الزبالين" ومعظمهم من الأقباط الذين يعتاشون من الفرز اليدوى لأطنان الزبالة التى تجمع من شوارع ومنازل القاهرة وبيع ما ينجحون فى معالجته أو يصلح كخردة.

وبدأ الأمريكى توماس كولهان مؤسس منظمة "سولار سيتيز" (المدن الشمسية) غير الحكومية العاملة على إيجاد حلول محلية لإنتاج الطاقة المتجددة، اعتبارا من 2007 بتركيب ألواح شمسية لتسخين المياه بفضل مساعدة بقيمة خمسين ألف دولار حصل عليها من وكالة المعونة الأمريكية (يو اس ايد).

وانطلق المشروع فى البدء فى حى الدرب الأحمر المجاور وأغلب سكانه من المسلمين قبل أن يقترح توماس كولهان وحنا فتحى وهو من سكان منشية ناصر على الأهالى أجهزة تخمير لإنتاج الغاز العضوى للاستخدام المنزلى، أو "بيوغاز".

وتنتج هذه الماكينات المصنعة من صفائح وخراطيم الغاز النظيف من النفايات العضوية المنزلية.

ويقول فتحى إن النفايات المحولة بفضل عملية بيوكيميائية باستخدام بعض البكتيريا تتيح إنتاج ما يغطى حاجة ساعتين من غاز الميثان المنزلى للطبخ وسماد يعاد بيعه.

ويقول توماس كولهان الذى أمضى شهورا فى الحيين ويعود إليهما باستمرار أن "نفايات البعض تشكل مصدر رزق للآخرين".

وتتيح الألواح الشمسية لعائلة من عشرة أفراد اقتصاد حوالى ثلاثين جنيها مصريا (5 دولارات ونصف) فى الشهر، والبيوغاز عشرة جنيهات، وهو مبلغ غير قليل بالنسبة لهؤلاء الفقراء، حيث لا يتجاوز دخل الأسرة مائة دولار فى الشهر.

وقامت "سولار سيتيز" فى الإجمال بتركيب ثلاثين لوحة شمسية وسبعة أجهزة "تخمير" البيوغاز.
وتقول الجمعية التى تبحث عن التمويل، إن الصعوبة الأكبر تكمن فى كلفة تركيب هذه التجهيزات والتى تبلغ 2400 جنيه (430 دولارا) للألواح الشمسية و700 جنيه (127 دولارا) للبيوغاز فى مصر حيث تدعم الدولة البنزين والغاز.
ولكن فتحى يقول إن "النظام جيد جدا وله مستقبل هنا خصوصا الآن بعد أن قتلوا كل الخنازير التى كنا نربيها".

وقررت السلطات فى الخريف قتل 250 ألف خنزير كان الزبالون يربونها بعد ظهور الأنفلونزا الجديدة التى أصبحت تعرف باسم أنفلونزا "الخنازير" رغم أن منظمة الصحة العالمية، أكدت أن لا علاقة للخنازير بانتشارها.

وكانت الخنازير تعتاش على النفايات العضوية التى يجمعها الزبالون من منازل القاهرة وتسهم فى إعادة تدويرها مع تامين مصدر دخل لمربيها.

ويقول فتحى "اشتاق إلى أصوات الخنازير"، ويضيف مشيرا إلى سطوح منشية ناصر، حيث بات الزبالون يربون الماعز والفراخ، "هذه الحيوانات لا يمكنها أن تبتلع ما كانت تلتهمه الخنازير".
حتى أجهزة البيوغاز التى لا تزال تجريبية لا يمكنها الحلول محل الخنازير، ولكنها لو انتشرت على نطاق واسع فإنها ستسهم "فى حل خمسين فى المائة من مشكلة التلوث فى مصر وكذلك مشكلة النفايات العضوية"، كما يقول كولهان.

وتسعى جمعيات محلية أخرى للتعاون مع "سولار سيتيز" مثل جمعيات حماية البيئة أو جمعيات الزبالين بهدف الترويج للمشروع.

ويقول حنا فتحى "لن ننجح فى إقناع الناس إن لم يختبروا ذلك بأنفسهم".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة