سعيد الشحات

هل يكره العرب مصر؟ "4"

أبو العربى والتونسى وعبد النبى

الأحد، 06 ديسمبر 2009 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرحت سؤالى: "هل يكره العرب مصر؟، وأستكمل ما بدأته فى الأيام الثلاثة الماضية.

أشرت فى الأيام الثلاثة الماضية إلى ما سمعته من رئيس تحرير صحيفة إماراتية، وما شاهدته فى سوريا، ودور الفن، وأتوقف هنا عند ثلاثة نماذج من التعليقات على ما كتبت، قاموا بالرد على بعضهما، ويستحق التوقف أمامهم لأنهم يعبرون عن لغة متبادلة نجدها على لسان كثيرين كلما هبت عاصفة من الخلافات بين مصر ودولة عربية.

التعليق الأول جاء من شخص أطلق على نفسه لقب "أبو العربى"، وظنى من اللقب أن صاحبه من مدينة بورسعيد المصرية.

قال أبو العربى إن الإحصائيات تفيد بأن لمصر أكثر من مائة ألف عالم فى مختلف الدول المتقدمة، يتقلدون أعلى المناصب، فمنهم الأطباء ورؤساء الجامعات والعلماء والمهندسون فى كندا وأمريكا وانجلترا وأستراليا وغيرها، وتساءل أبو العربى: "هل لباقى الدول العربية عشر هذا العدد؟".

بعد أن يسأل أبو العربى سؤاله يقول، "إن العرب لا يرون فى مصر إلا المشاكل الاقتصادية والفقر، ونسوا أن أموال الدنيا لا تصنع عقولا، والدليل أننا لم نرَ منهم أى تفوق يبهر العالم فى أى شىء".

الأخ محمد التونسى.. غضب من تعليق "أبو العربى"، فرد عليه قائلا إن الإخوة فى مصر لا يعرفون البلدان العربية الأخرى، وإنه ليس لديهم فكرة دقيقة عنها ولا على تاريخها ولا إنجازاتها، ويضيف أن المصريين لا يعرفون حجم إنجازات بلده تونس فى مجال العلماء والاقتصاد والعلوم والتطور التكنولوجى والرياضة، ويتهم إعلامنا بأنه يعملق مص ويقزم الدول العربية.

بين التعليقين تكمن مأساة المعايرة التى تختبئ تحت الجلد، حتى تخرج فى الأوقات العصيبة كما حدث بعد مباراة مصر والجزائر، والمأساة تبدأ من عدم معرفة عطاء كل بلد عربى للآخر، وكذلك عدم معرفة عطاء كل بلد عربى للعالم.

ومع عدم المعرفة يتحول الأمر إلى نحن وأنتم، فالمصرى يعتبر نفسه الأعظم، والتونسى يرى نفسه كذلك، ومن حق الجزائرى والمغربى والليبى والسورى والخليجى واللبنانى والسودانى والعراقى واليمنى والفلسطينى والأردنى، من حق كل واحد من هؤلاء أن يرى بلده الأعظم، طالما يتم الأمر على نحو معايرة بعضنا البعض، وطالما لا يجمع الدول العربية مشروع قومى واحد تجتمع عليه.

وبالتروى والمعرفة، سنرى أن مصر بالفعل لديها فى الخارج علماء وأطباء وآخرون ناجحون فى مجالاتهم، لكن فى المقابل وفى غياب المعرفة، لا يجب علينا كمصريين أن نتصور أننا مركز الكون، وأنه لا توجد نجاحات لكفاءات عربية تعيش فى العالم المتقدم، وتعمل فى مجالات العلم والاقتصاد والفكر، وإذا ارتضى أحد أن يستخدم هذه اللغة فعليه أن لا يلوم الآخرين لو استخدموا نفس اللغة.

وإذا كان عدد الكفاءات المصرية فى الخارج أكثر من أى دولة عربية أخرى، فهذا ليس نتاجا لتفوق عرقى مصرى فى مقابل فقر عربى، وإنما لأن مصر الأكثر سكانا فى المنطقة، والأقدم فى نظامها التعليمى، وهو النظام الذى كان مقصداً للطلاب العرب لزمن طويل.

التعليق الثالث جاء من الصديق محمد عبد النبى الذى قضى نصف عمره فى دبى، ولم أره منذ سنوات، ويحكى تجربته الإيجابية بين أهل الإمارات الطيبين، وكذلك احتكاكه مع أهل البلدان العربية الأخرى، ويقول إنه قضى نصف عمره فى دبى، ويلقى فيها معاملة أفضل مما يلقاها فى بلده.

وأخيرا فلنتذكر مثلا أن الراحل محمود درويش أكبر شاعر عربى فى السنوات الأخيرة هو فلسطينى الجنسية، وحين سافر إلى أمريكا آخر مرة لإجراء جراحة فى القلب، كان الطبيب الذى سيجريها طبيب أمريكى من أصول عراقية، أما إدوارد سعيد المفكر العالمى الراحل وأستاذ الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، فكان فلسطينى الجنسية أيضا، وظل درويش وإدوارد حتى موتهما عاشقين لمصر وعاشا فيها سنوات، وكتبا عنها شعرا ونثرا، وهى الكتابة التى لو تمت قراءتها ربما يكون بمقدورها أن تجعل المشاعر العربية هائمة فى حب مصر الفتية بدورها وإبداعها فى شتى المجالات، وليس بالمعايرة..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة