عبر إذاعة البى بى سى وليس غيرها خرج صوته حزينا متألما بعض الشىء وهو يحكى قصة إصابته والإعاقة التى لحقت به فأقعدته.. وكيف واجه الحياة وتغلب على الصعاب ولكنه لم يستطع أن يجبر المجتمع على تغيير وجهة نظره تجاهه وتجاه غيره من الملايين من أصحاب الاحتياجات الخاصة.
فى اليوم العالمى لأصحاب الاحتياجات الخاصة (المعاقين) أجرت البى بى سى تحقيقا إذاعيا، سمعته وتألمت، لأننا ما زلنا ننظر إلى المعاقين نظرة متدنية وهى نظرة تنم عن تدنٍّ وتراجع أخلاقى وقيمى رغم أننا أمة تدعو إلى القيم والمثل!!
إلى عمر الذى فقد الحركة وهو فى سن الصبا ولا يستطيع أن يتحرك من مكان إلى آخر لأن الأتوبيسات ليست مجهزة لتنقل (معاقا).. والطرق ليست مؤهلة لتسمح بمرور (معاق) على كرسيه المتحرك، والناس ليسوا (مؤدبين) بقدر كاف ليقدموا يد العون والمساعدة وليس نظرات الشفقة و(مصمصة الشفاه) له ولغيره...
إلى عمر الذى ربما لم يجد سيارة معدة خصيصا لتناسب إعاقته وظل لسنوات يبحث عن وظيفة والأبواب تغلق فى وجهه... حتى فتح سوبر ماركت واستثمر هو بنفسه حتى يجد عملا.
إلى عمر وإخوانه من أصحاب الاحتياجات الخاصة ممن نقول لهم (معاقين) ... أعتذر إليكم جميعا عن كل لفظة خرجت من فم ممثل تافه يتندر على إعاقتكم.
أعتذر إليك عن كل كلمة كتبها كاتب يسخر من صاحب احتياج خاص ويعايره على إعاقته خصوصا وقت الخصومة.
أعتذر إليك يا (عمر) لأن أصحاب الاحتياجات الخاصة فى بلاد الغرب أصبحوا قامات طويلة.. ولأن كلمة المعاق قد محيت من القاموس الإنسانى وحل مكانها (أصحاب الاحتياجات الخاصة) بينما نحن لا زلنا نمارس الفكاهة على جثث إخوتنا وعلى ما تبقى لهم من إعاقتهم.
أعتذر إليك يا عمر فما زلنا متخلفين.. ولا يزال الأصحاء منا ينعتون بعضهم بعضا بأسوأ النعوت والصفات.
فى اليوم العالمى للمعاقين ... أعيد على نفسى السؤال القديم: من المعاق؟
وأترك الإجابة لك عزيزى القارئ ...
آخر السطر
نحن وليس غيرنا
سبب إعاقتنا
ونحن سر تخلفنا
لا تنظر خلفك ولا حولك
وانظر فى مرآتك
وستدرك بذاتك
سر إهانتنا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة