"المعاقات" يعانين من البطالة والعنوسة والتحرش الجنسى

الجمعة، 04 ديسمبر 2009 04:57 م
"المعاقات" يعانين من البطالة والعنوسة والتحرش الجنسى المعاقات يعانين من مشاكل بالجملة - صورة أرشيفية
كتبت رانيا فزاع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصعوبة بالغة فى التحرك تقضى فاطمة أحمد (30 سنة) حياتها وحيدة فى غرفة بشقة أخيها وزوجته وأبنائه، فلم يتبق لها بعد وفاة والدتها سوى تليفزيون صغير وشرفة تشاهد منها ما أصبح يربطها بالحياة.

فاطمة التى تعبر عن مئات الفتيات والسيدات المعاقات ولدت مصابة بشلل أطفال فى قدميها،
ولم تتوقف معاناتها عند هذا الحد، فقد حرمها والدها من التعليم لأنها معاقة، كما عاشت طوال حياتها بدون فرصة فى الخروج مع أصدقائها أو التنزه بسبب صعوبة الحركة وعدم مناسبة الطرق لتحرك المعاقين بها ولو إلى أقرب مسجد، بالإضافة إلى وسائل المواصلات التى يكتفى فيها بكتابة عبارة " المقاعد الأمامية مخصصة لكبار السن والمعاقين" بلا أى جدوى.

وإزاء هذه الصعوبات لم تجد فاطمة التى رفضت التصوير سوى أن تلجأ إلى أحد جيرانها ليوفر لها أى فرصة عمل تدر عليها دخلا، فعملت عاملة نظافة فى مصنع للملابس الجاهزة، وبسبب المعاملة السيئة وتعرضها للسخرية من العاملين بالمصنع تركت العمل به واستطاعت بمساعدة أحد أقاربها أن تأخذ كشك صغيرا من الحى لتبيع فيه الحلوى، ولكنها وجدت سخرية ونظرات مهينة من جيرانها وصعوبة فى العمل بدءا من عدم قدرتها على جلب البضاعة أو الوقوف ، والبيع.

وبسبب استمرار معاناتها من معاملة إخوتها الذكور السيئة وتعديهم عليها بالضرب لجأت إلى إحدى الجمعيات لمساعدتها، وهناك فقط استطاعت أن تتعرف على أصدقاء وتكون لها حياة اجتماعية تسكن ألمها بسبب عدم الزواج ، تقول:" لم يرغب أحد فى التقدم لخطبتى حتى الآن فقط لأنى معاقة".

فاطمة ليست المعاقة الوحيدة التى تعانى، فهناك فتحية محمد (45 سنة) مصابة بإعاقة ذهنية وعانت بصورة كبيرة من أخويها بعد أن تزوجت وأنجبت طفلاً عمره الآن 15 سنة، فاستولى أخواها بعد وفاة والديها على نصيبها من العقار، وعندما لجأ زوجها إلى القضاء قاموا بتبديد الميراث، وفى نفس الوقت رفعا قضية ضدها بأنها هى التى قامت بتبديد الميراث، وقاما بتزوير توقيعها، وبسبب قيام أخويها باستخدام سلاح الرشوة تم حجز فتحية فى مستشفى العباسية لمدة عام للتأكد من صحة قواها العقلية على الرغم من حكم القاضى ببراءتها، مما تسبب فى تدهور حالتها الصحية، ولم يقف بجانبها فى تلك الفترة سوى أخت زوجها التى كافحت لإخراجها من المستشفى.

أما "ن و" الطالبة فى الفرقة الثانية بكلية الآداب فتعانى من إعاقة بصرية وتتركز المشاكل النفسية التى تتعرض لها فى النظرات السيئة للكثير من زميلاتها، حيث يرفضن مصادقتها فى أغلب الأحيان، أو حتى مساعدتها فى الدروس اليومية، فضلا عن عزوف الشباب عن التفكير فى الزواج منها.

ومن جانبه، يرى حسن يوسف رئيس مجلس إدارة جمعية شموع للمعاقين أن الفتاة المعاقة تتعرض لمشاكل بصورة يومية أكثر من الرجل المعاق وأهمها العنف المجتمعى الذى يقع من الأسر نفسها التى تستغلها للحصول على أموال وتبرعات من الجمعيات، خاصة فى المناطق الفقيرة، بالإضافة إلى الاعتداءات الجنسية التى تتعرض لها طول الوقت حتى من داخل الأسرة نفسها أو داخل مراكز التأهيل، كما تواجه الفتاة المعاقة نوعاً من الحصار فى الخروج والتحرك فيصعب عليها الذهاب للتنزه أو التمتع بحياتها كفتاة طبيعية، وبالتالى فهى تحرم من المشاركة السياسية أو الاجتماعية بكل صورها.

ويضيف حسن أن البطالة هى المشكلة الأخطر التى تعانى منها الفتيات المعاقات فالكثير منهن يحصلن على مؤهلات عالية ولا يستطعن العمل خاصة مع إلغاء نسبة الـ5% للمعاقين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة