ماجدة عيد.. تحارب «الدبابير» بابتسامة رضا

الخميس، 31 ديسمبر 2009 10:44 م
ماجدة عيد..  تحارب «الدبابير» بابتسامة رضا ماجدة عيد
ناهد نصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ أسست أول جمعية لنساء الصوفية واعتبرت أن مهمتها غسيل الدين من الشوائب والشائعات والتشدد

ستبهرك السيدة ماجدة عيد مؤسسة أول جمعية للنساء الصوفيات فى مصر ببساطتها مع أول لقاء، لكنها تخفى خلف هذه البساطة الشديدة الكثير من الحماس والإصرار، وهى لا تعتبر نفسها مثيرة للجدل، لكنه فرض عليها فرضاً بسبب اختيارها الانغماس فى أكثر من عش للدبابير، تواجهها جميعاً بابتسامة هادئة وبساطة تخفى خلفها إدراكا عميقا بأنها تحارب على أكثر من جبهة فى آن واحد. حين تسألها عن الهدف من تأسيس «جمعية نساء الصوفية» فستجيبك بتلقائية شديدة «من حق المجتمع علينا أن ننظف سيرة الصوفية من الكثير من الشوائب التى التصقت بها، فنحن لسنا دعاة جهل، وإنما تسامح، ومحبة وهذا ما ينبغى أن يتضح للجميع».

لكن هذه الكلمات فى الحقيقة تلخص معارك كبيرة، فعلى كثرة الجماعات الصوفية فى مصر إلا أن نساء الصوفية اعتدن على ممارسة أدوار محدودة انحصرت كما تقول هى فى إعداد الطعام فى الموالد، وبعض الأدوار الأخرى البسيطة، لكنها وهى زوجة محمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية قررا التمرد على هذا الدور لتصبح للنساء الصوفيات أدوار أخرى «المرأة هى عماد الأسرة، وعلى قدر وعيها يتشكل وعى الأبناء وبالتالى وعى المجتمع» وهكذا فإن ارتقاء الوعى الدينى للأمهات، والزوجات، والبنات هو واحد من الأهداف التى وضعتها نصب عينيها حين قررت إنشاء جمعيتها التى قررت أن تكون جامعة لكل نساء الطرق الصوفية بلا استثناء.

وتلك معركتها الثانية، فبينما تتفق الطرق الصوفية فى الخط العام إلا أن الخلافات التى تجرى على رئاسة المجلس الأعلى للطرق الصوفية عكرت وحدة الصف، وأدت إلى خلق موالين لهذا أو لذاك، لكن تلك الخلافات لا تمثل عقبة أمام الهدف التوحيدى لجمعية نساء الصوفية، والسيدة ماجدة تشرح الأمر هكذا «مالناش علاقة بالمشيخة دى بتاعة الرجالة ولا يصح قانوناً ولا عرفاً الانضمام لها، فليختلف المشايخ كما يشاءون لكن ما بين الطرق وبعضها من تطابق فى الرؤى والأهداف يجمع بيننا نحن الصوفيات، فلماذا ننظر إلى الخلافات» وهكذا صمدت فكرة الجمعية أمام كل الأصوات التى شككت فى أن هدفها التحزب لطريقة على أخرى، وهى تقول «وجهنا الدعوة لنساء الصوفية من كافة الطرق، وكثير منهن رحبن بالفكرة».

المعركة الثالثة والأصعب كانت فى تصورات الجمعية ومؤسسيها عن التدين كما ينبغى أن يكون فى المجتمع، ففى حين تنتشر الأصوات المتشددة، التى تستهدف المرأة كأول ما يكون ترى السيدة ماجدة أن مظاهر كارتداء النقاب، والاهتمام بقشور الدين دون جوهره، والارتماء فى أحضان فتاوى الفضائيات تؤثر سلباً ليس فقط على أفراد المجتمع، وإنما على صورة الإسلام ككل، وهى تقول «أنا مؤمنة بأن الإسلام دين وسطى عمل الوهابيون والأصوليون بجد على تشويهه على مدى سنوات طوال، وآن الأوان لمواجهة هذه الحملة الظلامية» لكن هذه الحملة الظلامية بالذات لاحقت السيدة ماجدة منذ اللحظات الأولى لإنشاء الجمعية، فألحقوا بها وبجمعيتها كل الصفات التى لا تروق لهم فالتسامح بالنسبة لهم درب من الجهالة، والوسطية انحلال، ومحبة آل البيت بدع، وأنت حين تسألها عن كيف صمدت أمام كل محاولات التشويه تلك تجيبك بعبارة واحدة «ما يقال عنى هو جزء مما يقال عن الصوفيين جميعاً، وهذا ما أقصده بالشوائب العالقة بالصوفية والتى تضخمت لأننا صمتنا طويلاً، وآن الأوان للمواجهة وعلى الجميع البدء فى إشعال شمعات صغيرة، خيراً من الاستسلام لقوى الظلام».







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة