قال الدكتور عكرمة صبرى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك، إن هناك مخططا إسرائيليا لبناء 50 ألف وحدة سكينة فى القدس عام 2010، مؤكدا أن سلطات الاحتلال ماضية فى تنفيذ تلك المخططات، لأنها وجدت الفرصة سانحة نتيجة للانقسام الفلسطينى الداخلى وعدم وجود مواقف مشرفة للحكومات العربية.
جاء ذلك فى محاضرة ألقاها بمكتبة الإسكندرية صباح اليوم، الأربعاء، بعنوان: "آخر التطورات القائمة لتهويد القدس والأخطار التى تحيق بالمسجد الأقصى والمقدسات فى المدينة"، وحضرها نخبة من المفكرين والإعلاميين والشباب المصرى.
وقال عكرمة إن حق العرب والمسلمين فى القدس تاريخى ودينى، أما التاريخى فيكمن فى أن العرب هم أول من سكن أرض فلسطين والشام، وهو ما تدلل عليه نتائج الحفريات الإسرائيلية فى القدس، بينما يتمثل الحق الدينى فى أن سيدنا عيسى عليه السلام ولد فى بيت لحم ونشأ فى الناصرة ثم سكن القدس، كما أن حادثة الإسراء والمعراج جاءت لربط القدس بمكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأضاف أن القدس أصبحت تابعة للعرب والمسلمين سياسيا فى عام 15 هجريا، حين دخلها عمر بن الخطاب، ليعقد بعدها ما سمى بالعهدة العمرية والتى حافظ بموجبها على المقدسات غير الإسلامية التى كانت فى حينها المقدسات المسيحية، وهو ما يدلل على أنه لم تكن هناك كنسا يهودية آنذاك.
وأوضح أن التوثيق للقدس علميا بالوثائق والصور وغيرها من المواد ضرورة لا خلاف على أهميتها، كما أنه خدمة يمكن أن يقوم بها كل من يريد الدفاع عن المدينة المقدسة، وذلك كى يكون النقاش العربى فى هذا الموضوع نقاشا علميا مجرد من العواطف، وهو ما يضمن التواصل مع الغرب.
وتساءل الدكتور عكرمة: "لماذا ادعى اليهود مؤخرا أحقيتهم بما يسمى حائط المبكى (حائط البراق) دون أن يفعلوا ذلك قبل 15 قرنا من ظهور الإسلام؟"، لافتا إلى أن تلك الإدعاءات هدفها قطع روابط العرب والمسلمين بالقدس، وهو ما لن يحصل.
ونوّه إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على القدس تشمل الحجر والبشر، فالبيوت الفلسطينية فى المدينة مهددة بالهدم بحجة عدم وجود ترخيص للبناء، وتحديدا هناك 3000 بيت تم فتح ملفات لهدمهم خلال ثلاث سنوات، كما أن البشر مهددون بالنوم فى العراء.
وألمح إلى أنه فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك فإن هناك خطرين يهددانه، أولهما محاولة المتطرفين اليهود اقتحامه والصلاة فيه والعيث فيه فسادا، أما الخطر الآخر فيتمثل فى وجود الحفريات التى تنقسم إلى قسمين: حفريات فى البلدة القديمة تتجه ناحية الجدار الغربى، وحفريات أو أنفاق فى سلوان تتجه للجدار الجنوبى، وأضاف أن الهدف المعلن للحفريات هو البحث عن هيكل سليمان، فى حين أنهم لم يجدوا حجرا يؤكد مزاعمهم رغم أنهم ينقبون عن هذا الهيكل منذ القرن 18.
وشدد عكرمة على أهمية استثمار الانتهاكات التى تحدث فى فلسطين ومدينة القدس دوليا، مشيرا إلى أنه يجب نقل الاهتمام الذى يسود العالم العربى والإسلامى بتلك القضية إلى الغرب ومخاطبتهم، ذاكرا فى هذا الإطار الحريق الذى أشعله مستوطنون فى مسجد ياسوف قبل أسابيع.
وأعرب عكرمة عن عدم تفاؤله إزاء إمكانية وجود حل لقضية القدس فى الأفق، مضيفا أنه يتعين الآن العمل على الوقوف ضد هدم المنازل العربية فى المدينة، ورصد الميزانيات الكافية للحفاظ على الإسكان والمؤسسات التعليمية وغيرها.
وفى ختام المحاضرة التى شهدت العديد من المداخلات من الحضور الكثيف، أهدى فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبرى مكتبة الإسكندرية نموذجا للمسجد الأقصى منقوش على خشب الزيتون بأيدى فلسطينيين مهرة.
عكرمة صبرى فى محاضرة بمكتبة الإسكندرية..
مخطط إسرائيلى لبناء 50 ألف وحدة سكينة فى القدس
الأربعاء، 30 ديسمبر 2009 08:37 م
الدكتور عكرمة صبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة