تجمع عدد كبير من أهالى الجمالية حول الوزير فاروق حسنى وزير الثقافة أثناء تجوله بالجمالية، لتفقد مشاريع ترميم الآثار بالمنطقة، الأهالى انتهزوا فرصة مروره بشارعهم وقدموا إليه العديد من الشكاوى الشفهية.
واستوقفه رجل فى الثلاثين قائلا: "يا دكتور ألم يكن لك معرض بالمسافر خانة؟"، فضحك الوزير قائلا: "لأ"، فقال له الرجل: "سواء أكان لك معرض بها أم لا فقد كانت مكانا جميلا، وهل يرضيك أن يتحول هذا المكان الجميل إلى "غرزة" لتعاطى المخدرات ومأوى للحشاشين وأصحاب الكيف، فأجابه الوزير لا طبعا ميرضنيش، والوزارة وضعت خطة لتطوير المسافر خانة، وسنقوم بتطويرها"، كما استمع الوزير إلى شكاوى أخرى للجماهير، كان أهمها تواجد الورش الصناعية بالشارع التى تعمل ليلا ويصدر عنها تلوث بيئى وسمعى.
كما اشتكى الأهالى من انتشار القمامة فى الأماكن غير المسكونة، ورد عليهم حسنى قائلا إن هذه الورش تابعة للحى وأن الوزارة تعمل على نقلها من الشارع بعد أن تقيم لأصحابها ورش فى أماكن أخرى، وهو المقرر ضمن خطة تطوير شارع الجمالية، وطوال جولة حسنى التف حوله العديد من الأهالى الذين تراوحت أسئلتهم وطلباتهم ما بين الاستفسار عن مصير المحلات، والشكوى من الأحوال المتردية للآثار وتفاقم القمامة حولها، بينما طلبت منه سيدة "أوضة" لتسكن بها.
وقام وزير الثقافة صباح اليوم، الأربعاء، بجولة فى شارع المعز لدين الله الفاطمى، وشارع الجمالية المقرر تطويره وترميمه، وتحدث الوزير فى جولته عن المحلات الموجودة بشارع المعز، حيث اقترح نقلها للشارع الذى يليه وتطوير كل الأبنية والبيوت المحيطة بالشارع، حتى تناسب الشكل الحضارى الذى سيكون عليه، مؤكدا أن تطوير هذه المنازل جزء من خطة الوزارة، موضحا أنه تم ترميم 33 أثرا بالشارع الذى يعد قيمة تاريخية كبيرة.
وقال حسنى إن أهم ما قابل الوزارة من مشاكل أثناء عملية الترميم هى البنية التحتية، من صرف صحى ومساكن جديدة ومياه وكهرباء، موضحا أن هناك ثلاثة جهات كانت مسئولة عن ترميم شارع المعز، لكن فى شارع الجمالية سوف تقوم الوزارة بتكليف جهة واحدة لترميمه الذى يحتاج من 18 إلى 20 مليون جنيه، ستتحملها وزارة الثقافة وحدها.
وأضاف حسنى أن أهم مشكلة ستواجه الوزارة فى ترميم شارع الجمالية هى الـ 41 ورشة ومحل الموجودين بالشارع، وتحتاج الوزارة لنقلهم لأماكن أخرى، مؤكدا أن الوزارة لن تقوم بنقل المحلات إلا بعد إقامة محلات جديدة للعمال، موضحا أن هناك العديد من المناطق الخالية بالمنطقة، ومنها ما هو تابع للأوقاف وستحاول الوزارة شراء هذه الأماكن المناطق لبناء المحلات عليها، وأثناء جولته تفقد حسنى "خانقاه سعيد السعداء" وأعلن حسنى أنه سيتم ترميمها وتحويلها لمركز للإنشاد الدينى.
يذكر أن "المسافر خانة" أثر تاريخى إسلامى نادر يعود إلى أكثر من خمسمائة عام، كان يقع فى منطقة قصر الشوق التاريخية الشهيرة، جعله محمد على مكانا مخصصا لاستقبال كبار زوار مصر من دول العالم لفترة طويل وتحول فى السنوات الأخيرة قبل احتراقه فى العام 1998 إلى مزار سياحى ومرسم للعديد من الفنانين.
وكانت نتائج هذا الحريق هائلة حيث شن المثقفون هجوما عنيفا ضد "فاروق حسنى" متهمين إياه بالتراخى وعدم حماية وتأمين مثل هذه الأماكن الأثرية بالشكل الأمثل .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة