انشغلت الصحف العالمية بالحديث عن الثورة الخضراء فى إيران، ومظاهرات الإصلاحيين ضد النظام المحافظ. فى الوقت الذى اهتم فيه الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك أكثر بالحديث عن الرجل الذى وصفه بأنه يحمل مفاتيح المستقبل فى إيران، وهو آية الله محمد تقى مصباح يزيدى.
يقول فيسك إن هناك محاولات لجعل الرأى العام يعتقد أن المعركة من أجل إيران تجرى أحداثها فى شوارع طهران وأصفهان ونجف أباد، إلا أن هذا الاعتقاد غير صحيح. فمستقبل الجمهورية الإسلامية يتم تحديده فى مدينة قم الشيعية المقدسة، بين زعماء رجال الدين، وأحد أكثر هؤلاء الزعماء نفوذاً، والذى ربما يعد الأقرب من بين كل آيات الله إلى الرئيس محمود أحمدى نجاد، يلتزم الصمت إزاء ما يحدث.
ويرى فيسك أن أسباب امتناع محمد تقى مصباح يزيدى، عضو مجلس الخبراء، والذى يضم مجموعة رجال الدين المسئولين عن اختيار المرشد الأعلى فى إيران، عن التعليق على هذه الفترة الحرجة والعنيفة من تاريخ الجمهورية الإسلامية غير واضح. ورغم ذلك، يؤكد الكاتب على أن مصباح يزيدى على اتصال مستمر بالرئيس الإيرانى الذى أدى إعادة انتخابه المشكوك فيه إلى اندلاع المظاهرات فى الشوارع والقتل والتعذيب والموت فى إيران.
وإذا كان هناك ناصح أو مستشار لأحمدى نجاد فى إيران، فهو ليس آية الله على خامنئى المرشد الأعلى للبلاد، لكنه هو رجل الدين المحافظ البالغ من العمر 75 عاماً والذى يتمتع بسلطات متعددة على الحرس الثورى وميلشيات الباسيج.
وبالنسبة له، فإن وفاة آية الله على منتظرى الأسبوع الماضى، كان أمراً مريحاً مثلما كان الحال بالنسبة لكثير من رجال الدين المحافظين الذين خشوا من تأثير الرجل الراحل على المعارضة الإصلاحية فى إيران. وبعيداً عن كونه الشعلة الأبدية للإصلاحيين فى المستقبل، فإن رحيل منتظرى هو مأساة لهؤلاء الذين أرادوا خلق مجتمع أكثر مدنية وأكثر إنسانية فى بلدهم. وحتى الرجلين اللذين بقيا فى ظل منتظرى، وهما مير حسين موسوى والرئيس السابق محمد خاتمى يواجهان الآن مخاطر أكبر بكثير عن ذى قبل.
واعتبر الكاتب البريطانى أن القمع الوحشى للمظاهرات فى شوارع طهران أكد فقط عزم المحافظين على سحق معارضيهم. فإذا تم اعتقال موسوى وخاتمى، فإن النضال الأخير من أجل روح الجمهورية سيكون دراماتيكيا.
وإذا فشل خامنئى فى مهامه كمرشد أعلى، فإن الكثيرين يعتقدون أن هذا المنصب سيذهب إلى مصباح يزيدى. فعلى الرغم من حقيقة أنه يسيطر على فصيل صغير غاية فى المحافظة داخل مجلس الخبراء، إلا أن السياسة الإيرانية لا تقوم على مبدأ الغرب فى حكم الأغلبية.
ويذكر روبرت فيسك فى نهاية مقاله أن مصبح يزيدى فى يونيو الماضى قال للحرس الثورى إنه لا داعى للقلق من الزلزال السياسى الذى حدث بعد الانتخابات.
للمزيد اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به..
فيسك يتوقع تولى مصبح يزيدى لمنصب مرشد إيران الأعلى
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 05:10 م
مقال روبرت فيسك فى "الإندبندنت"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة