إذا أردت أن تعرف أنهن يعافرن وينجحن فتستطيع أن تقرأ "على الجس" لبنت الشاطئ، وإذا أردت أن ترى نماذج منوعة ما بين النجاح والفشل فلتشاهد فيلم "إجازة صيف" الذى عرض فى الستينات لسعاد حسنى وحسن يوسف، أو حديثاً أفلام "حريم كريم"، أو "فى شقة مصر الجديدة"، أو "ملك وكتابة".
وفى الصحف ربما تكون قد تعودت أن تقرأ "للأسف" مانشيت فى صفحة الحوادث يقول "القبض على شبكة آداب من الطالبات المغتربات فى شقة بجوار جامعة القاهرة"، وعلى النقيض تماماً مانشيت آخر يقول "طالبات منتقبات يتظاهرن ضد حرمانهن من الإسكان المدعم"، وهى المشكلة المشهورة التى أثيرت منذ أشهر قليلة.
أما إذا مشيت فى الشوارع فستجد إعلانات على شاكلة "مطلوب بنتين للسكن فى منزل مغتربات فى صقر قريش بالمعادى"، وفى صفحات الإعلانات فى الوسيط والإنترنت "يوجد شقة مفروشة بشارع العريش فى الهرم تصلح لسكن المغتربات، إحنا تلات بنات ومحتاجين بنت رابعة والإيجار 1500 جنيه، ح نقسمهم على بعض ويا ريت الرد بسرعة على رقم موبايل ...........".
وإذا أردت أن ترى صورة عن قرب من داخل إحدى الجدران التى يحتمين بداخلها من غربة المدينة الجديدة فستجد سباقاً صباحياً على الحمام، وصراعاً على حوضى المطبخ والحمام، وخناقات على العيون الأربعة للبوتاجاز، وتخزين للمياه صيفاً فى الجرادل، وأسماء على زجاجات العصير والمياه وعلب الأكل فى الثلاجة، ومشاكل بالجملة روتينية كل أسبوع على تنظيف المكان، حدوتة قبل النوم عن اضطهاد صاحب العمل التى تنساب من بعدها سلسلة من الحواديت يكون فيها القهر هو سيد الموقف، وفيما بينهن ستجد كل المتناقضات، وتكتلات، وسرقات، وذكريات خاصة فى أيام الامتحانات لو كانوا طالبات، وإعانات عائلية ممثلة فى خزين من البقوليات أو اللحوم على حسب الإمكانات المتاحة.. إنها دنيا المغتربات.
فلماذا تنجح البعض منهن ولماذا تسقط الأخريات، وما صورة المغتربة فى الرواية والإعلام.. أسئلة يجيب عنها السطور التالية..
موضوعات متعلقة..
د.عزة كريم: التغيير الذى يحدث للمغتربات يحدث لهن صدمة
د.هشام عطية: زمان اقترنت الغربة بالموت فى المواويل والآن مقترنة بالثراء والتقدم
د. محمد المهدى: المغتربة صاحبة الاحتياجات النرجسية تسقط والموهوبة تتفوق
د. عمرو أبو العزايم : الضمير فى بيوت المغتربات أهم من رقابة "التضامن الاجتماعى"
حكايات البنات المغتربات فى القاهرة
فتحية الهوارى بعد 18 سنة إشراف فى المدن الجامعية وبيوت الطالبات: سماسرة السكن أول طريق «اللى يروح مايرجعش»
مقدمة الملف ..
اليوم السابع يفتح ملف بيوت المغتربات و"التضامن" ترد
السبت، 26 ديسمبر 2009 12:37 م