أكثر ما يلفت النظر فى الجدل الخاص بعملية انتخابات مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، ليس فقط عدم فوز كل من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد حبيب فى الانتخابات، وترقب من سيفوز بمنصب المرشد القادم، وإنما التغطية الإعلامية الواسعة التى حظيت بها هذه الانتخابات، والتى أتاحت الفرصة لكل فئات المجتمع أن يتابعوا أدق التفاصيل حول الشئون التنظيمية الخاصة بالجماعة، بعد أن ظلت لسنوات طويلة من أسرارها الكبيرة والمقدسة، كما أعطت الفرصة لرجل الشارع أن يتعامل مع الجماعة وكأنها حزب سياسى يحدث فيه التربيطات الانتخابية.
وضعت التغطية الإعلامية جماعة الإخوان على قدم المساواة فى الاهتمام مع الحزب الوطنى الحاكم، الذى يسبق مؤتمراته التنظيمية تكهنات كبيرة حول من سيصعد إلى صفوفه الأولى ومن ستغرب عنه الشمس، وبذلك عرف الناس أسماء فى الجماعة لم يكن يسمع أحد عنها شيئا، ومن هذه المعرفة يمكن لأى متابع أن يجرى مقارنة بين الهياكل القيادية فى الحزب والجماعة.
ما بين انتخابات الوطنى والإخوان، تتم انتخابات أخرى فى بعض أحزاب المعارضة كلما تيسر ولا يلتفت إليها أحد لأنها ببساطة أحزاب ميتة لا تشغل أحدا، ولا تملك من أمرها شيئا، ولأنها كذلك لا تحظى بسطر واحد فى الصحف، ولا بكلمة فى قناة فضائية.
أراد الإخوان من التغطية الإعلامية لانتخاباتهم أن يقولوا للناس نحن هنا، ونجرى انتخابات ديمقراطية يتنافس فيها أسماء ورموز ويراقبها آخرون من خارج صفوفها، وبالتالى لدينا ما يستحق أن تجرى وراءه وسائل الإعلام وأهل البحث والفكر من ناحية دلالة النتائج، التى ستنعكس نتائجها على العمل السياسى فى مصر خلال السنوات المقبلة، بما يؤكد لرجل الشارع أن الواقع السياسى مازال وسيبقى محكوما بثنائية الحزب الوطنى والإخوان، طالما أن قواعد اللعبة السياسية التى يتحكم فيها الحزب الوطنى، تسد الطرق أمام العمل السياسى بشروطه الصحيحة.
تخرج جماعة الإخوان من الانتخابات فائزة إلا قليلا، والإعلام كان من ضمن أدوات هذا الفوز.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة