نساء تحكى قصصهن مع عنف الأزواج

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009 12:49 م
نساء تحكى قصصهن مع عنف الأزواج الكثير من النساء يتعرضن للعنف على يد أزواجهن
كتبت رانيا فزاع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آلاف من النساء يتعرضن للعنف من أزواجهن بصورة يومية، خاصة فى المناطق العشوائية، دون أن يدرى بهن أحد، ناهد على سليمان واحدة منهن، تعيش فى منطقة عزبة الهجانة منذ عشرة أعوام، وعمرها (42 سنة)، متزوجة منذ ما يزيد على 17 عاما، ومن بداية زواجها وهى تتعرض للعنف بسبب إدمان زوجها المخدرات، مما سبب لها أزمة نفسية. ولم يمتهن زوجها عملا يدر عليهم ربحا يعيشون منه مما اضطرها للعمل كوافيرة فى أحد المحلات لتحصل على حوالى 30 جنيها يوميا.

ظلت ناهد هكذا لا تفعل شيئًا سوى أن تعمل وتتعرض للعنف من زوجها حتى اختفى تماما وأكملت حياتها، بعيدا عن شقائه، وتمر عشر سنوات لتجده يظهر مرة أخرى ويطلب منها أن يعودا إلى عهدهما القديم ليستمر هو فى أفعاله وتستمر هى فى العمل والصرف على البيت.

وهنا لم تعرف ناهد ماذا تفعل وتقول: "بقى عندى حالة اكتئاب ومش عارفة اعمل إيه فرفعت قضية خلع عليه علشان أخلص منه وساعدتنى مؤسسة الشهاب الموجودة فى المنطقة".

تتوقف هنا وتقول: "أنا نفسى ولادى يبقوا كويسين أنا ربتهم لوحدى وواحد منهم دخل ثانوية عامة ونفسى يكمل ويخش الجامعة".
إذا كانت ناهد تعرضت لعنف أسرى من زوجها وحاربته، فعائشة أبو صمادة النقابية الشهيرة تعرضت لعنف آخر، من الممكن وصفه بأنه "مؤسسى"، بدأت قصة عائشة منذ عام 2004 عندما طالبت بالحقوق المالية المهدرة المتمثلة فى منح ثانوية وعلاوات اجتماعية ولهذا قامت إدارة الشركة بنقلها إلى كفر الدوار بعيدا عن سكنها 75 كيلو مترا، فلم تتقبل ذلك، ووقفت بصمود وقررت اللجوء للقضاء للحصول على حقوقها واستمرت قضيتها مدة زادت على أربعة أعوام.

وتقول عائشة: "لم أيأس للحظة وأصررت أن احصل على حقوقى مهما كلفنى هذا فكنت اذهب إلى عملى فى المكان الجديد يوميا مما كان يكلفنى أكثر من 150 جنيه شهريا وأجرى كله قيمته 450 جنيها". عائشة التى تبلغ (43 عامًا) لم تتزوج وتعيش مع والدتها وأخويها فى بيت صغير تعلمت فيه الحصول على حقوقها من صغرها.

استمرت عائشة حتى عام 2007 حيث قررت الإدارة التفاوض مع الوزارة ولكنهم لم يعطوا العمال حقوقهم كاملة فاستمرت على موقفها حتى تم إيقافها عن العمل، ثم فصلها تماما كل هذا وهى لم تتردد ولو ليوم واحد بل استمرت حتى إن 33 من زملائها تعرضوا لنفس المشكلة فقررت هى إن تقودهم للحصول على حقوقهم، حتى إن مدير الشركة نفسه طلب أن يتفاوض معها شخصيا، ونجحت فى ان تحصل على حقها وتعود للعمل مرة أخرى فى شهر نوفمبر الماضى هى والعاملات الأخريات.

تتوقف هنا عائشة وتتذكر ما تعلمته من هذه الأزمة، التى زادتها صلابة وعرفتها بالأحزاب السياسية والمراكز الحقوقية التى من الممكن أن تساعدها.

كان المشهد المختلف هو تراجع أحد الرجال عن العنف ضد زوجته. يقول علام محمد (36 سنة) "اتجوزت من 13 سنة وعايش أنا ومراتى وتلاتة عيالى فى أودة واحدة.. تخيلى بنام وناكل فى نفس المكان ومعندناش ميه ومراتى بتروح تملا من حتة بعيدة عننا كل دا كان بيخلينى متعصب على طول ومش طايق البيت والعيال".

علام يعيش فى عزبة الهجانة ويعمل بياض محارة ويتراوح أجره يوميا من 30 إلى 35 جنيها، يصف علام حياته الزوجية بأنها كانت صعبة بسبب الفقر والحاجة ولم يجد شيئا "يفشى" به غليله سوى زوجته، وكان يضربها ليل نهار، ويقوم بسبها بأبشع الألفاظ، بل كان يمتد عنفه لأبنائه، ويوضح علام "أعمل إيه مفيش بإيدى حيلة أنا تعبت" وبسبب هذا الجو الفاسد رسب ابنه وأعاد عامه الدراسى أكثر من مرة فهو لديه ثلاث أبناء فى المرحلة الابتدائية.

يؤكد علام أن هذه الطريقة التى يتعامل بها مع زوجته هى نفسها التى كان يتعامل بها والده، وقال إن زوجته لم تستطع فعل شىء سوى اللجوء لمؤسسة الشهاب الاجتماعية التى تقع فى منطقتهم السكنية وبالرغم من رفضه فى البداية لكنه وافق بعد ذلك، وبعدها قرر أن يلجا هو الآخر للجمعية، علها تجد له حلا، وأقنعوه بضرورة عدم اهانة زوجته ليعيش حياة كريمة.
وبالفعل بدأ يعيد حساباته ويفكر فى كيفية الحفاظ على بيته وزوجته، إن لم يكن بالمادة، فبخلق جو أسرى مناسب، وبالفعل بدأ يشعر بتغيير بحياته.

لم يختلف الوضع كثيرا للنساء الفلسطينيات اللاتى يتعرضن أيضا للعنف بصورة كبيرة، "ف أ م" فتاة عمرها 17 عام فقدت حياتها منذ 6 سنوات عندما اعتدى عليها أخواها الاثنان جنسيا مما ترتب عليه حملها بطفل، وحينما عرفت الأم لم تفكر أن تفعل شيئا سوى أن تترك أخويها وتقتلها هى، فقط لأنها أخطأت، دون أن تفكر أنها مجنى عليها وليست جانية وما كان من السلطة إلا أن اتخذت قرارا بحبسها ستة أشهر فقط، وتحبس أخويها لمدة خمس سنوات، الغريب أن الأم غير نادمة وفقا لما قدمه مركز الإرشاد النفسى والاجتماعى الفلسطينى فى شريط فيديو مصور معها.

يذكر أن هذه الحالات جاءت صمن الاحتفالية التى قامت بها مؤسسة النديم ومؤسسة المرأة الجديدة بالتعاون مع عدد من المنظمات المناهضة للعنف.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة