تحذيرات من تحول انسحاب أمريكا من العراق إلى كارثة

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالاً للكاتب الأمريكى الشهير، فريد زكريا يتحدث من خلاله عن انتخابات العراق المصيرية فى مارس المقبل، ويقول فى مستهل مقاله، إن أفغانستان استحوذت على الاهتمام الأمريكى فى الفترة الأخيرة، بل وستلقى اهتمام العالم أجمع عند نشر القوات الإضافية التى تعهد بها الرئيس الأمريكى، باراك أوباما عام 2010، ولكن العام المقبل سيكون أكثر أهمية وتحديداً للمصير بالنسبة لمستقبل العراق السياسى.

ويحذر زكريا من عودة العنف مجدداً على أرض العراق، خاصة مع انشغال الأروقة السياسية بالمساومات البرلمانية التى ستترتب على هذه الانتخابات، كما أنه من المقرر سحب جميع القوات الأمريكية المقاتلة بحلول أغسطس المقبل، الأمر الذى سيضع قدرة العراق على تأمين نفسه محل اختبار كبير.

يرى زكريا أن كيفية سحب الحكومة الأمريكية للقوات من العراق، أمر فى غاية الأهمية، شأنه شأن زيادة القوات فى أفغانستان، فإذا أخطأت الولايات المتحدة الأمريكية فى معالجة هذا الأمر، سيتحول الانسحاب إلى كارثة محققة، أما إذا ما عولج بشكل صحيح، فقد ينتج عنه نجاح إستراتيجى مهم.

ويلفت الكاتب إلى أن زيادة أعداد القوات الأمريكية فى العراق كان أمراً ناجحاً من الناحية العسكرية، حيث استطاعت القوات إلحاق هزيمة بالمتمردين، وبالتالى تقليل العنف وإحلال الاستقرار فى البلاد. ومع ذلك كان الهدف من زيادة القوات إعطاء الزعماء العراقيين الفرصة لفض نزاعاتهم السياسية، خاصة الاحتقانات بين السنة والشيعة التى أشعلت نيران الحرب الأهلية فى المقام الأول، وإن لم يتم حلهم، قد تنشب الحرب من جديد، بل وتأخذ شكلاً جديداً ربما يسفر عن انهيار العراق وتقسيمه.

ومن ناحية أخرى، يشير زكريا إلى أهمية الدور الذى تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية على الساحة السياسية العراقية، مشيراً إلى أن الدبلوماسية الأمريكية لعبت دوراً لا يمكن لأحد إغفاله فى إقناع الأكراد بالموافقة على انتخابات مارس المقبلة، وأكد البعض أن الرئيس الأمريكى، باراك أوباما دعا الزعيم الكردى مسعود برزانى وضغط عليه لسحب اعتراضه على تشريع الانتخابات، مزيلاً بذلك آخر عقبة أمام هذه الانتخابات. ويرى زكريا أنه فى الوقت الذى تسحب فيه الولايات المتحدة قواتها من العراق، يجب أن تصبح الدبلوماسية الأمريكية أكثر إصراراً وصرامة.

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.