د.حمزة زوبع

وزارة فى غيبوبة

السبت، 19 ديسمبر 2009 06:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى غير مرة تحدثت وغيرى عن غياب الدور السياسى المصرى إقليميا وعالميا، وأثبتت الأيام أن مصر لم تعد غائبة بل مغيبة، إلى هذا الحد كنت أتصور تدهور الحالة السياسية المصرية ولكن اليوم وبعد فضيحة الرد الذى قدمته وزارة الخارجية المصرية على سؤال برلمانى مر عليه أكثر من شهرين ونصف الشهر عن المواطن المصرى المعتقل فى السجون السعودية، واكتشاف النائب محسن راضى مقدم السؤال أن وزارة الخارجية (المغيبة) لا تعلم شيئا عن المواطن الذى عاد من السعودية، بينما تقرير الخارجية يقول بأن القنصلية على اتصال به فى السجون السعودية، وأنها تعمل ما فى وسعها للإفراج عنه ...!! يا نهار اسود!

المواطن عاد إلى مصر منذ أسبوعين والخارجية تصر على أن قنصليتها على اتصال به حتى تاريخه!!
ماذا يمكننا أن نقول على هذه الحالة؟
كذب!
جهل!
غياب!
ضحك على الذقون!
استخفاف بالعقول
تسديد خانة!

كل هذا ربما يكون جائزا وممكنا، ولكن الحقيقة هى أن الخارجية المصرية فى حالة غيبوبة تامة (Coma) وأنا على يقين أنها ستظل هكذا حتى يأتى أمر الله، وقل عسى أن يكون قريبا!!

المصريون فى الخارج لا ثمن لهم ولا قيمة !! القنصليات تقوم بدورها الإدارى، ولكنها لا تدرك أن لها دورا أكبر من هذا بكثير..

لكن بعض السفارات والقنصليات يقوم بأدوار أخرى لا علاقة لها بدعم وتعزيز ومساعدة ومساندة المصريين فى الخارج، ولكن بمتابعتهم ومراقبتهم والتجسس عليهم.

مصر بلد مصدر للبنى أدمين.. فلدينا قرابة خمسة ملايين من المصريين خارج حدود الوطن ولا توجد وكالة أو هيئة ترعى مصالحهم وتنظر فى قضاياهم.. بينما لبنان استطاعت أن تدير الأمر ببراعة بالتنسيق مع وزارة الخارجية.

ولو افترضنا الآن أن مجموعة من المصريين أرادت أن تقيم رابطة لها فسوف تجد السفارة أول من يتصدى لهم، فإما أن تكون مع السفارة أو تصبح عدوا للوطن!!

وحتى انتخابات الجاليات (النظرية) تتم بعقلية أمنية، وأحيانا يتم تلفيقها بطريقة سخيفة وهزلية أحيانا، ولا أدرى لماذا الخوف حتى من المصريين فى الخارج.. وإذا تفهمنا الخوف من الداخل، فما المبررات التى تحول بين إجراء روابط وجاليات وانتخابات ينخرط فيها أبناؤنا فى الخارج، ويختارون من يمثلهم وليس من يمثل عليهم!! كما هى الحال فى عدة دول خليجية!!
القوى البشرية المصرية هى أو من المفترض أن تكون أحد أدوات السياسة الخارجية الناجحة، وأن تصبح ورقة قوية لتعزيز الدور السياسى الخارجى عربيا وإقليميا، ولكن الخارجية المصرية التى دخلت غرفة الإنعاش لن تفهم ما نقول!

كيف يكون لمصر دور إقليمى كبير ومؤثر وليس لديها كوادر لها القدرة على الاتصال والتأثير فى القوى الإقليمية، كل ما نعرفه عن الخارجية المصرية هو السيد أبو الغيط وحسام زكى.. ولا وجوه جديدة ولا أسماء قوية.. ولا أدوار حقيقية.

الدولة القوية والمؤثرة تستعمل أصحاب القدرات والموهوبين فى كافة المجالات، ولا تستخدم الكسالى والمترددين والموظفين الروتينيين!!

أما وزيرنا والمتحدث باسم الوزارة، فإنه لا يتحرك إلا بتعليمات حتى فى أوقات الأزمات.. لا جديد ولا مبادرات.. ويمكنك مراجعة حالة الجزائر للتدليل على ذلك..
ثم كيف تأتى المبادرة من وزارة فى حالة غيبوبة..

آخر السطر:
ما أطول ليلنا..
إن كنا نحجب الشمس بأيدينا
وكيف يأتى النهار
ونحن نعصب أعيننا بأيدينا!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة