فى الوقت الذى تتجه فيه أعين العالم إلى قمة كوبنهاجن الدولية للتغير المناخى المنعقدة حاليا فى الدنمارك، والتى تستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجارى، يظل المصريون فى عالم آخر، فمعظمهم لا يعرف عن هذه القمة شيئا، بل لا يستطيعون النطق بكلمة (كوبنهاجن) معللين ذلك بأنهم منغمسين فى البحث عن لقمة عيشهم التى تعينهم على مصاعب الحياة فى مصر غير عابئين بتغير المناخ العالمى وتأثيره و.. "أهو ربنا يكفينا الشر" على حد قولهم.
ماذا تعرفى عن قمة كوبنهاجن؟ أجابت مروة محمود (25 عاما) والحاصلة على ليسانس ألسن وقالت: "مين؟.. لا أنا ما أعرفش حاجة عن القمة دى.. بس تقريبا كوبنهاجن دى حتة فى ألمانيا!".
أما دينا أحمد (25 عاما) والحاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، فلم تحاول معرفة الفرق بين الدول الصناعية الكبرى فى العالم، وهى سبب رئيسى من ضمن أسباب التغير المناخى وبين الدول النامية حيث قالت: "القمة دى بتعقد عشان الاحتباس الحرارى وإزاى الدول الكبيرة تقدر تساعد الدول إللى بتعانى من الاحتباس".
وتقول هاجر علاء (21 عاما) وحاصلة على ليسانس آداب: "هو فيه دلوقتى قمة فى كوبنهاجن فى ألمانيا!! بس أنا أعرف أن كل وزارات البيئة فى العالم عايزين يعملوا حاجة عشان الاحتباس الحرارى إللى بيخلى الجليد يسيح والأوزون يتسع".
محمود حجاب (22 عاما) والمحامى بمركز الأرض لحقوق الإنسان يقول: "قمة كوبنهاجن دى معمولة عشان التغير المناخى وأنا أعرف أنه فى مظاهرات عشان القمة دى وما اعرفشى معلومات كتير عنها".
أما رضا عثمان (30 عاما) والذى يعمل بإحدى شركات البترول فيقول: "أنا أعرف إن قمة كوبنهاجن دى قمة كويسة.. يعنى تلاقى شوية ناس بيعدوا مع بعض ياكلوا ويشربوا عصير ومايه معدنية ويقولولهم كلمتين وبعدين يروحوا.. والقمة دى فى الصين على فكرة.. وتغير المناخ دا إللى هو الاحتباس الحرارى إللى بيأثر على الجليد فى القطب الشمالى والجنوبى وهيؤدى إلى غرق المدن الساحلية والسمك هيطلع من البحر".
زكريا عبد السلام (35 عاما) مدرس لغة عربية، والذى يتشابه حاله مع حال معظم المصريين الذين يعتمدون فى تلقيهم للمعلومات على السمع وحتى لا يتذكروا من أى شخص قد سمعوا حيث يقول: "آه.. أنا عارف القمة دى بتاعت الحرارة.. وهما مجتمعين عشان يشوفوا ظاهرة الاحتباس الحرارى إللى ليها تأثير على الكون.. والنهاردة ادوا 7 مليار جنيه لتقليل الانبعاثات الناتجة من أفريقيا بصفة خاصة.. بس سمعت امبارح أنه فيه اختلاف ما بين الدول وبعضها على الموضوع دا".
أما الأجيال السابقة فتباينت معرفتها عن القمة حيث أجابت رحاب عبده (50 عاما) وهى ربة منزل عندما سألناها عن (ماذا تعرفين عن قمة التغير المناخى فى كوبنهاجن؟) فأجابت:
"أعرف أنها حلوة وبتسلم عليكى بس هيا اسمها إيه؟.. كوبن إيه؟".
أما المحامى محمد عبد الحفيظ (60 عاما) فقد قال: "قمة كوبنهاجن دى فى الدنمارك وهى بتناقش التغير المناخى والدول الكبيرة عايزة تشجع الدول الصغيرة على انها تحد من الانبعاثات إللى بتوسع ثقب الوزون.. والناس عايزة تتفق فى الأول والآخر يعنى".
وفى حين تظاهر نحو 192 طفلا لبنانيا منذ بدأ القمة لمطالبة زعماء العالم بالعمل لوقف الاحتباس الحرارى، نجد الأطفال المصريين فى واد آخر بعيدا كل البعد عن هذه القمة، حيث تقول سارة جمال الطالبة بالصف الثالث الإعدادى: "طيب أنا ممكن أسأل المستر بتاعى وبعدين أرد عليكى".
أما يحيى محمد (7 سنوات) والطالب بالصف الثانى الابتدائى، فلم يخف تأثره ببرنامج لعبة الحياة حيث قال: "لا أنا معرفش حاجة عن إللى أنتى بتقوليه ونو ديل".
"تقريبا كوبنهاجن دى حتة فى ألمانيا!" تعليق لأحد المواطنين فى الشارع -صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة