عملات الإسكندر فى الصعيد "ببلاش" والدولار الذهبى بـ5 ملايين جنيه

حين تم تجديد كنيسة الأم دولاجى بعد الفتنة الطائفية بمدينة إسنا فى قنا العام الماضى، وألقى العمال بقايا الهدم فى الشارع فوجئ تاجر بقالة بطفل يعطيه عملات رومانية ليشترى بها الحلوى أخذها البقال وأعطاه الحلوى ثم استمر البحث عن عملات أخرى ليفاجأ الأهالى بعملات رومانية فضية وليست ذهبية مثل التى كانت مع الطفل الصغير ليصابوا بخيبة أمل كبيرة لعدم وجود سعر لهذه العملات.

من هذه الواقعة المعروفة والمشاعة جداً فى الصعيد بدأ تسعير العملات الأثرية هناك، فمثلا العملة المصرية التى تحمل تاريخ عام 1272 ومكتوب عليها صكت فى مصر تباع بقيمة 10 آلاف جنيه، لتفردها وتعتبر أعلى سعرا من عملات الإسكندر المقدونى المرسوم عليها نسر رغم الاختلاف الكبير بين عصر الخديوى سعيد وعصر الإسكندر وعملته.

وأعلى عملة معروضة للبيع فى الصعيد حاليا هى عملة الدولار الذهبى، وهى عملة عيار 21 يبلغ وزنها 40 .33 جرام عليها 13 نجمة، وهى عدد ولايات أمريكا قبل الاستقلال، حين كانت خاضعة للتاج البريطانى وبها تاريخ صك العملة 1895م بجانب صورة الملكة فيكتوريا، وهى بحيازة شخص اشتراها من السودان فى الأربعينات من القرن الماضى، ويصل سعرها حاليا إلى 5 ملايين جنيه، وصاحبها رغم أنه يوزع صورها يرفض بيعها.

عبد البصير محمد أحد الذين يهوون جمع العملات فى الصعيد قال لليوم السابع وهو يفرش العملات التى يجمعها أمامه بخلاف العملات الذهبية التى لها سعر ليس لقيمتها التاريخية فقط، وإنما لقيمتها المادية تبدو أسعار العملات فى الصعيد بلا ثمن حتى لو كان هناك أعداد كبيرة من الحائزين للعملات القديمة.

والأغرب أن بعض العملات الورقية يكون سعرها عاليا، لارتباطها بخرافات يعتقد فيها الأهالى، مثل العملة الورقية المرسوم عليها الجمل وبعض عملات أخرى توضع بجانب الدماء خاصة دماء الأطفال لفتح مقبرة أثرية.

وعالم العملات يحوى الكثير من المفارقات الغريبة، فمثلا عملة الـ5 قروش، وصكت أيام الرئيس الراحل أنور السادات، عليها إقبال شديد لعدم مطابقة التاريخ الهجرى للتاريخ الميلادى فى العملة كذلك عملة الـ10 قروش، وبها اسمان وإمضاءين مختلفين عن بعضهما لمحافظ البنك المركزى هذا بجانب عملات بطلمية ورومانية وإسلامية من عصور متأخرة تباع بأقل الأثمان وهى مفروشة فى أسواق العملات.