"لم يعد من الممكن الاستمرار فى فرض حجر صحى على حماس"، هذا ما قاله عضو مجلس الشيوخ الفرنسى فيليب مارينى فى إشارة إلى ضرورة فتح قنوات اتصال مع حركة حماس، حيث إنها لن تبقى إلى الأبد فى عزلتها، واستخدام هذه الورقة للضغط عليها لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن هذا الأمر لابد وأن يكون مصحوبا بتعميق العلاقات بين دمشق وباريس، وذلك فى تقريره الخاص حول سياسة فرنسا فى الشرق الأوسط، والذى قدمه للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى.
تقول صحيفة "لوفيجارو" على موقعها الإلكترونى اليوم، إنه على الرغم من أن فرنسا تحظر إجراء أى اتصالات رسمية مع هذه الحركة الراديكالية، التى يعتبرها الاتحاد الأوروبى منظمة إرهابية، إلا أنه، كما يقول فيليب مارين" أصبحت هناك اليوم حاجة إلى إجراء اتصالات مع هذا الجانب لمحاولة التوصل إلى فهم أفضل لهذه الحركة المعقدة التى تديرها رأس عسكرية، وذلك نظرا لأن حماس لن تبقى إلى الأبد فى عزلتها وتعد فرنسا إحدى القوى التى تبعث فى هذه الحركة الشعور بالثقة".
وتشير الصحيفة إلى أن فيليب مارينى قد اجتمع فى دمشق، خلال زيارته لمعظم دول المنطقة فى شهر فبراير الماضى، مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى سوريا، والذى سبق والتقى به فى يوليو 2008. ويُذكر أن الزيارة التى قام بها السفير المتقاعد إيف أوبين فى ربيع 2008 لمسئولين من حماس قد سلطت الضوء على "الجسور" التى كانت باريس على استعداد لبنائها مع الحركة الإسلامية.
ويقول مارينى أن لقاءه مع خالد مشعل جاء على هامش مقابلاته الرسمية فى المنطقة، وأنه لم يكن يحمل "أية رسالة له" ولكن من المرجح أن تكون هذه الزيارة التى قام بها مارينى بوصفه "صديق" لنيكولا ساركوزى ذات دلالة، لا سيما وأنها تعكس صدى أفكار الدبلوماسيين الخاصة بالعمل على إعادة تلاحم الصفوف الفلسطينية.
وفى هذا السياق يرى فيليب مارينى أنه يجب الاحتفاظ بورقة استعداد فرنسا للاتصال بحماس لاستخدامها فى الضغط عليها فى إنجاح المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، والتى يعتبرها مارينى "الشرط الأساسى لاستئناف عملية السلام".
ويشير مارينى إلى أن الأولوية الملحة أصبحت تتمثل الآن، بعد المأزق الذى تمر به مفاوضات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، فى "إعادة تعزيز العلاقات وإيجاد مفهوم آخر للتفاوض تشارك فيه فرنسا بصورة أكثر مباشرة مع مصر وتركيا"، مضيفا أن هذه الأمر لا بد وأن يكون مصحوبا بتوجه فرنسى آخر، ألا وهو تعميق العلاقة مع سوريا، التى يصل رئيسها بشار الأسد يوم الأربعاء إلى باريس.
كما يؤكد مارينى أن بإمكان فرنسا أيضا استخدام ورقة الاتصال بحماس فى قضايا أخرى مثل قضية حل مشكلة الجولان وتحقيق تقدم فى العلاقات الثنائية السورية الإسرائيلية، بحيث أنه "إذا حدث تحسن فى العلاقات بين سوريا وإسرائيل، فسيتحتم على حماس أن تتكيف مع سياق السلام".
عضو مجلس الشيوخ الفرنسى فيليب مارينى التقى مشعل فى شهر فبراير الماضى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة