هل فكرت إدارة مهرجان القاهرة فى استغلال وجود المخرج الأمريكى العالمى مارتن سكورسيزى فى المهرجان، حيث سيحضر لعرض النسخة التى تم ترميمها لفيلم «المومياء» للمخرج شادى عبدالسلام فى إطار احتفاء المهرجان به وإهدائه لاسم المخرج الراحل، يأتى التساؤل لأن سكورسيزى يعد واحداً من أفضل المخرجين العالميين، وله اسمه وشهرته، فهل نكتفى بالوقوف أمامه والتصفيق له، والاستماع إلى تجربته مع مؤسسة سينما العالم التى يرأسها فى ترميم الفيلم، أم ننظم اجتماعات وسلسلة لقاءات مشتركة بينه وبين صناع السينما فى مصر للاستفادة من خبراته، خصوصا أن العديد من المتابعين والمهتمين بالسينما عابوا على المهرجان فى الدورات السابقة بأنه لا يتم استغلال وجود النجوم الأجانب ويكتفى منظموه بعمل جولات سياحية وترفيهية لهم، بل إن النجمة جوليا أرموند أكدت أثناء حضورها فعاليات الدورة السابقة أنها لم تشاهد أفلاما مصرية ولا تعرف شيئا عن مصر.
فرصة وجود مخرج بحجم سكورسيزى لا يجب أن نتركها تضيع فى التصفيق له، بل فى فتح سبل تعاون مشتركة بينه وبين صناع السينما، خصوصا أنه مهتم جدا بالأفلام من ثقافات مختلفة بل أسس مؤسسته «سينما العالم» عام 2007 من مهرجان «كان»؛ لحفظ وترميم الأفلام المهملة والحفاظ عليها من التلف والضياع، واختار فى بداية مشروعه إنتاجات من دول عربية مختلفة منها الفيلم المغربى Trances للمخرج المغربى أحمد المعنونى، وفيلم «المومياء» الذى سيعرض فى المهرجان بعد ترميمه.
وتأتى أهمية زيارة سكورسيزى لمهرجان القاهرة فى أنها فرصة لكى يعرف أكثر عن إنتاجاتنا وأهم أفلام السينما المصرية التى أنتجت فى القرن الماضى والتى تؤرخ لمرحلة بدايات السينما المصرية، خصوصا فى ظل تقاعس وزارة الثقافة عن أداء تلك المهمة، حيث سبق أن أعلن وزير الثقافة فاروق حسنى عن مشروع إنشاء دار لحفظ الأفلام «سينماتيك» لترميم العديد من الإبداعات المصرية لكن لم يتم تنفيذ شىء منها ولم نر نورا يخرج للمشروع أو منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة