أرجع عدد من المحللين والخبراء السياسيين، اهتمام مئات المصريين بنبأ وفاة الأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق آخر ملوك مصر، وحزنهم الواضح عليها وحنين البعض لأيام الحكم الملكى، إلى ما وصفوه بتفرد الحزب الوطنى بإدارة الحياة السياسية منذ تأسيسه فى نهاية السبعينات وإقصائه باقى القوى السياسية من الساحة.
وأوضح عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ والقيادى بالحزب الناصرى، أن سبب تألم الشعب المصرى بوفاة الأميرة فريال هو سخطهم، بحسب قوله، على سيطرة الحزب الوطنى على الحياة السياسة وانفراده بإدارة أمور الدولة، وفسر عاصم تجدد مطالبات فردية بالعودة إلى أيام الملكية رغم مساوئها بما اعتبره تطبيقاً من الحزب الوطنى لأسلوب الحكم الشامل الشبيه بالملكى تحت مسمى جمهورى.
من جانبه اعتبر منير فخرى عبد النور، سكرتير عام حزب الوفد، الحزن الشعبى على وفاة الأميرة فريال انعكاسا لتفضيلهم عهد الملكية على عهد الحزب الوطنى، وقال "برأيى لو قارنا بين مساوئ الملكية ومساوئ النظام الحالى سترجح كفة الثانية، وهو ما جعل الآلاف يحزنون على وفاة كبرى بنات آخر ملوك مصر".
فيما يرى د.عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن تعاطف المصريين مع العائلة المالكة يعد نوعاً من الهروب من الواقع إلى عهد زال بحلوه ومره ولم يعد من الممكن عودته إلا فى المسلسلات العربية، ويشير إلى أن تلك الحالة تمنح صانعيها مبرراً لمزيد من السلبية السياسية والفشل فى تحقيق أهدافهم والتغلب على عدم تحسن الأوضاع الاجتماعية والسياسية بحسب رأيه، مشبها تلك الحالة باهتمام المصريين بمباراة مصر والجزائر الأخيرة.
وأشار الشوبكى إلى أن المطالبات بعودة النظام الملكى هى مطالبات غير قائمة على أى منطق، مؤكدا أن النظام الجمهورى أفضل من الملكى ولكنه يحتاج إلى ما وصفه بـ"إعادة توجيه الديمقراطية" فى مسارها الصحيح حتى لا تتكرر مساوئ الحكم الملكى.
من جانبهم أنشأ عدد من الشباب "جروبات" على موقع "الفيس بوك" تنعى رحيل الأميرة فريال فيما خصَّص شباب "جروب" آخر يسرد السيرة الذاتية عن أبناء الملك فاروق بينما قام آخرون بإنشاء "جروب" يحمل اسم "دفتر للتعازى" فى رحيل الملكة فريال وصل أعضاؤه فى يوم واحد إلى 170 عضوا.
المصريون "حنوا" للحكم الملكى بوفاة "فريال"
الإثنين، 30 نوفمبر 2009 04:25 م