حمدى الحسينى

عيدية..غير مقبولة !!

السبت، 28 نوفمبر 2009 06:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عيد مبارك أعاده الله على مصر والأمة العربية باستثناء الجزائر باليمن والخير والبركات".. كان هذا نص رسالة تهنئة تلقيتها ضمن مئات الرسائل التى تنوعت وتعددت نصوصها.. الرسالة بدلا من أن تبعث بداخلى الفرح والسرور كما يظن صاحبها تركت لدى إحساسا مزدوجا بالألم واليأس من الصدمة والدهشة.. فلم أتوقع أبدا أن يصل أمر ما جرى فى أعقاب مباراة مصر والجزائر بالخرطوم إلى هذه الدرجة من التردى والهوان..هذه الرسالة تدخل ضمن مزاد الغضب الشعبى الذى انطلق من أمام مقر السفارة الجزائرية بحى الزمالك، عقب مباراة الخرطوم مباشرة.. فى هذه المظاهرة طالب الشباب الغاضب بطرد السفير والطلاب الجزائريين من مصر، ثم توالت مظاهر الغضب بإعلان بعض الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية عن تعليق التعاون العلمى مع مثيلاتها الجزائرية.. ووصل المزاد إلى تلاميذ مدرسة "الجزائر" بمنطقة المطرية بالقاهرة حيث طالبوا بتغيير اسم مدرستهم، كما ظهرت بعض الأصوات التى نادت باستبدال شارع الجزائر بالمهندسين إلى حسن شحاتة، ناهيك عن تعليق بعض محال القاهرة لافتة مكتوب عليها "نرفض التعامل مع الجزائريين"، كما دخل المزاد مجموعة من الفنانين الذين زايدوا بدورهم على الموقف الرسمى من خلال إعادة جوائز سبق وحصلوا عليها من الجزائر، بالإضافة إلى الحملة التى تعرضت لها المطربة وردة، بعد أن نُقل عنها تشجيعها للمنتخب الجزائرى رغم أن اسمها وردة الجزائرية !!

الحقيقة أن رسالة التهنئة الغريبة والتصرفات الأكثر غرابة التى ذكرت نماذج منها كانت نتيجة طبيعية للمبالغة فى تعبئة الجمهور وشحنة إعلاميا قبل لقاء المنتخبين العربيين والمعالجة السياسية الخاطئة لما جرى من بعض مشجعى المنتخب الجزائرى فى السودان، كما أنها رد فعل متوقع لسلوكيات وتصرفات غير مسئولة ممن يحملون لقب معلقين رياضيين والذين استغلوا الفرصة أسوأ استغلال وغرروا بجمهور كرة القدم الغاضب حزنا على خسارة منتخبه الوطنى..هؤلاء ارتكبوا خطيئة كبرى عندما تعمدوا تضليل الرأى العام فى مصر، من خلال تصوير الأمر على أنه مؤامرة تستهدف النيل من كرامة مصر والمصريين جميعا، وحولوها إلى معركة ضارية مارسوا خلالها أبشع حملة للردح والسباب غير المبرر ضد شعب عربى شقيق.

الواقع أن حماقة هؤلاء المعلقين هى التى أصابت سمعة مصر فى مقتل، كما تسببوا فى إلحاق أضرار جسيمة ببلدهم لن تمحوها الأيام، لأن عار جريمتهم سيلاحق كل مصرى أينما ذهب لسنوات طويلة قادمة.. مأساة هؤلاء المعلقون بدأت عندما زايدوا بنفاقهم للمسئولين وأبنائهم عبر البكاء على الهواء مباشرة مثل النساء، معتقدين أنهم بتلك التصرفات الصبيانية يثبتون ولائهم ويبرهنون على وطنيتهم ..!!

إن الهياج الإعلامى الذى صاحب مباراة السودان صور الاعتداءات التى ارتكبتها فئة من مشجعى منتخب الجزائر المتعصبين على أنها تعكس كراهية كافة الشعب الجزائرى للمصريين وهو ما يخالف الحقيقة.

المدهش أن هناك مذيعات درجة ثالثة كن موقوفات عن العمل اتخذن من الحدث مناسبة لتحقيق مصالحهن الشخصية حتى ولو كان على حساب تاريخ بلدين عريقين مثل مصر والجزائر.

المؤسف أيضا أن الفنانين الذين تباكوا على خسارة المنتخب الوطنى أمام الجزائر خلف ستار الوطنية أغلبهم متهربين من أداء الخدمة العسكرية، بل أن بعضهم دخلوا السجن عقابا على هذه الجريمة.

كل الأطراف "حزب، حكومة وأفراد" تاجروا واستغلوا ووظفوا ما جرى من تجاوزات بعض المشجعين الجزائريين..وكأن الجميع كانوا ينتظرون مثل هذا الحدث ..الأهم أن الجميع لم يفكروا ولو للحظة فى مصالح مصر العليا ولا فى مكانتها كمهد لأقدم الحضارات الإنسانية وكدولة رائدة كبرى ذات تاريخ عربى عريق .

إننى هنا لا أدافع عن الجزائر فأنا أولا وأخيرا مصرى ولا أبغى من كتابة تلك السطور إلا الارتكان إلى الحق وإعلاء مكانة مصر المعهودة بعيدا عن الميل والأهواء الشخصية التى أحيانا تنزلق بنا إلى مطبات سياسية لن يغفرها لن التاريخ.

لو أن أهل السياسة والرياضة فى مصر مازال لديهم بقايا ضمير وحس وطنى عليهم أن يعودوا إلى صوابهم ويحتكموا للعقل والمنطق و يجلسوا مع أنفسهم يراجعوا أخطائهم فى حق أوطانهم أولا ثم فى حق الآخرين..بعدها يمكن الحديث مع العقلاء عن طريقة لمعالجة الموقف برمته ومحو آثاره من الذاكرة، حينها لا أنا ولا أنت سنتلقى مثل هذه الرسائل المسيئة على هواتفنا فى مناسبات دينية تجمعنا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة