أم أحمد "تنظف" البيوت بالأمل و"تعيد" بعد كل الناس

الجمعة، 27 نوفمبر 2009 11:03 ص
أم أحمد "تنظف" البيوت بالأمل و"تعيد" بعد كل الناس أم أحمد قصة معاناة
كتبت رانيا فزاع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجوه عديدة تساعدنا فى حياتنا اليومية، ومن أهمهم "الخادمة" التى نلقى عليها عبئا كبيرا، خاصة مع قرب العيد، وتنظيف البيت وترتيبه.. اليوم السابع التقى بإحداهن التى لها حياتها الخاصة وبيتا لا تنظفه سوى يوم العيد ثم تبدأ بعده عيدها .

أم أحمد واحدة منهن، لا تملك سوى القليل من القوة تجمع بها قوت يومها، وثلاث أبناء هم كل ما تملك فى الحياة، وبيت صغير أشبه بكوخ وعيون ممتلئة فرحة باستقبال العيد. تسكن فى غرفة وصالة ومطبخ ودورة مياه، لا يوجد بها سوى سرير صغير وكرسى قديم متهالك من الصعب أن تجلس عليه، تقضى كل الأيام قبل العيد فى غسل السجاد ومسح السلالم ويعتبر العيد بالنسبة لها موسم للعمل، تحصل فيه على أجر جيد ولكنها لا تقوم بتنظيف بيتها سوى يوم العيد صباحا ثم تذهب لقضاء يوم العيد مع والدتها وأبيها.

صباح أحمد على، أو أم أحمد كما يطلق عليها البعض (33 عاما) تزوجت منذ 10 سنوات وأنجبت ثلاثة أبناء، هم أحمد ومحمد وهدى، زوجها كان رجلا بسيطا يعمل فى أحد المخابز حتى أصيب بمرض فى الكبد وانقطع عن العمل تماما وأصبحت هى المسئولة عن الأسرة، وعملت فى أحد المصانع عاملة نظافة مقابل 300 جنيه شهريا، المصنع لا يبعد عنها كثيرا لكنها تصرف مواصلات حوالى 30 جنيها شهريا.

لم يبق زوجها كثيرا واستمرت المشاكل بينهما، وأصبحت المسئولة عن مصروف البيت، يتشاجر معها يوميا، إلى أن جاءت ذات يوم من عملها ووجدته تركها وذهب، منذ خمس سنوات وهى تبحث عن زوجها ولكنها لم تجده فقررت فى النهاية أن تقوم بدور الأم والأب وأن تكرس وقتها للعمل ولأولادها.

بدأت أم أحمد تعمل فى مسح السلالم وغسل السجاد، مقابل حوالى 100 جنيه شهريا أو 150 كحد أقصى "أيام المواسم" عيد أو رمضان، أى إجمالى ما تتحصل عليه حوالى 500 جنيه شهريا تدفع منها، 100 جنيه إيجار و150 جنيها دروسا لأبنائها الطالبين فى الصف الرابع والسادس الابتدائى.

تقضى أم أحمد يومها كله فى العمل بعد أن تأتى من المصنع تذهب لمسح السلالم ولا ترى أبناءها سوى فى الثامنة مساء، وبسبب ضيق الحال فإنهم لا يشترون لحما سوى مرة واحدة فى الشهر مع كل مرتب تحصل عليه، وإذا طلب منها أبناؤها شراء فاكهة أو أى شىء آخر تحضر لهم كميات قليلة بما يتوافق مع ظروفها المادية، ومع اقتراب المدارس والأعياد تعتمد أم أحمد على ملابس قديمة يقدمها لها بعض فاعلى الخير وفى أغلب الأحيان تعتمد على إصلاح الأحذية والشنط.

هنا تسكت أم أحمد وتبكى عندما تتذكر كل ما مر بحياتها، وتقول "انا نفسى بس ربنا يكرمنى فى ولادى" ، "كفاية انهم اتحرموا من ابوهم ولما بيسألونى عليه بقولهم انه مسافر يشتغل برة حتى المدرسين بتوعهم مفكرين ان ابوهم ميت".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة