عرضت الجامعة الأمريكية فى تمام الساعة السابعة من مساء أمس، الاثنين، بقاعة إيوارت بالتحرير فيلمًا وثائقيًّا بعنوان (استغاثة من الظل) يدور حول تجارة الأعضاء البشرية، وآثارها على كل من المتبرع والمتبرع له، وقدم الفيلم عددا من ضحايا تجارة الأعضاء فى مصر، وأوضح كيف يستغل الأغنياء أوضاعهم الاقتصادية السيئة.
وأوضح الفيلم أن 94 % من المتبرعين يشعرون بالندم بعد إجراء العمليات، وأن أغلبهم غير متعلمين وفقراء، يستغل الأثرياء احتياجهم وينقلون أعضاءهم بعلمهم أو بدونه، ويشترونها بأبخس الأثمان عن طريق مافيا لنقل الأعضاء يتضمن فريقا طبيا يتم اختياره بعناية شديدة.
كما عرض الفيلم إعلانا مبوبا فى إحدى الصحف القومية يطلب متبرعا مقابل مبلغ مالى سيتم الاتفاق عليه لاحقا، أعقبه تصريح د. حمدى السيد نقيب الأطباء الذى قال "إن مصر تحتل المرتبة الثالثة عالميا فى تجارة الأعضاء".
كما تعرض الفيلم لعدد من حالات تجارة الأعضاء التى راح ضحيتها لاجئو دارفور فى مصر دون معرفتهم عند إجرائهم لفحص طبى أو كشف دورى أو عمليات جراحية الأمر الذى وصفوه بسرقة أعضائهم بطريقة منظمة.
واستعرض الفيلم نماذج لثلاث حالات من الأسر المصرية اضطرت إلى بيع أعضائها، أحدها نموذج لأسرة مصرية فقيرة باعت ملابسهم وغرفة طفلهم من أجل تغطية نفقات حياتهم اليومية، وعندما أغلقت الدنيا أبوابها أمامهم لم تجد الأم سوى التبرع بأحد أعضائها، تقول: "دخلت بالليل أوضة العمليات وطلعت الساعة 6 الصبح وعشان ينقلونى من سرير العمليات لسرير تانى رزعونى على السرير التانى دا وقاموا شدين مشمع تحتى مليان دم وكان لازق فيا فحسيت بوجع جامد مأثر فيا لحد دلوقتى".
وتكمل الأم التى لم يذكر الفيلم اسمها وهى تبكى قائلة: "ما عدش عندى صحة لو عندى شوية برد وكحيت باتعب تعب جامد وكأنى هاموت وعشان كدا أنا ندمانة على اللى عملته".
أما زوجها فيقول: "من ساعة ما عملت عملية النقل دى وأنا ما بمشى خالص من كتر الوجع وكأن فى سكينة فى جنبى وما بعرفش آكل وعايش على عصاير".
كما أظهر الفيلم نماذج أمريكية ولبنانية وسعودية تمنت بعد موتها الاستفادة من أعضائها البشرية لأحياء آخرين، ونظم قانون هذه البلاد الإجراءات اللازمة لذلك، مشيرا إلى لجنة الصحة بمجلس الشعب المصرى التى وافقت على قانون زرع الأعضاء الأمر الذى يفرض على مجلس الشعب وضع قانون لتنظيم ضوابط نقل الأعضاء.
إسلاميا ركز الفيلم على تصريحات الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى قال فيه "البيع هو مبادلة مال بمال بالتراضى، ولكن جسم الإنسان ليس بمال، إذا لا يجوز نقل الأعضاء، ويعتبر هذا الفعل حرام شرعا، فضلا عن أن جسم الإنسان ليس ملكا للإنسان، بينما هو ملك لخالقه، إنما فى حالة الموت فيجوز نقل الأعضاء من الميت إلى الشخص المحتاج، وذلك برضى أقارب الشخص المتوفى أيضا".
إلا أن الشيخ عاطف خميس (إمام مسجد ليبى) كان له رأى آخر وقال: "عندما تتم عملية التبرع دون ضرر بالشخص المتبرع وعن تراض وبدون أجر فهذا يجوز، ولذا لابد من قانون لتنظيم هذه العمليات".
أنتج الفيلم أعضاء منظمة الائتلاف من أجل حلول لنقل الأعضاء (كوفس)، وهى منظمة أمريكية عالمية غير حكومية، ولديها فروع فى عدد من دول العالم، من بينها مصر.
وقال الناطق باسم المنظمة فى مصر لليوم السابع: "قمنا بإنتاج هذا الفيلم احتفالا بالخدمات التى تقدمها كوفس فى مجال تنظيم نقل الأعضاء، وذلك عن طريق الوصول إلى الضحايا وإقناعهم بضرورة عرض تجاربهم أمام الجميع حتى يتعلم الناس من أخطائهم، ويتراجع من كان ينوى نقل عضوه بطريقة غير شرعية عن ذلك، حتى يضمن لنفسه الحياة الصحية الآمنة".
تجارة الأعضاء البشرية فى فيلم وثائقى بالجامعة الأمريكية
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009 08:11 م