يدافع عن الحضارة الفرعونية ويؤكد احترامها للمرأة وأن التاريخ المغلوط صورها كحضارة ذكور رغم ما تشير إليه دراساته من الدور المهم الذى لعبته المرأة والذى أخفته أقلام الباحثين الأجانب.. بسام الشماع الباحث التاريخى وشيخ المرشدين السياحيين تحدث إلى "اليوم السابع" مفجرا العديد من المفاجآت..
حدثنا عن دور المرأة فى الحضارة الفرعونية؟
كان للمرأة شأن عظيم بداية من دورها كحبيبة وكزوجة وكأم وكحاكمة وهناك الكثير من الأمثلة التى توضح أن المرأة كانت متعلمة مثقفة ووصلت إلى مراكز ريادية تفردت بها الحضارة الفرعونية التى ظهرت فيها أول وزيرة للصحة فى التاريخ وهى "سيشيت" الطبيبة الملكية المشرفة على الأطباء فى البلاط الملكى 2500 ق.م، وأول فرقة نسائية غنت فيها المرأة وعزفت على الناى والكثير من الإجراءات التى كان يتخذها الفراعنة والتى تدل على شدة احترامهم للمرأة.
مثل ماذا؟
مثل احترامهم للزواج والذي كان يعد علاقة مقدسة تربط بين الرجل وزوجته فكان الفراعنة يتزوجون مبكرا البنت فى سن 13 أو 14 سنة والولد فى سن من 18 إلى 20 سنة، وذلك لأن متوسط أعمارهم كانت فى حدود 45 سنة وقد وجدت العديد من الكتابات الفرعونية التى توضح وجود عقد زواج بين الرجل والمرأة يشبه ما نقوم به حاليا.
ولماذا لم يعطها ذهب رغم ما أن مقابره كانت تمتلئ به؟
نحن نتفق على أن الشئ النادر هو الأغلى وكانت الفضة فى ذلك الوقت نادرة فكان من يملك 10 قطع مثلا منه يعد من الأغنياء أما مناجم الذهب فكانت تمتلئ بها أرض النوبة العظيمة وكان سهل لأى شخص أن يملكه.
وكيف كان يتم الزواج؟
كان فى إمكان الفتاة فى مصر القديمة أن تطلب يد الولد ففى إحدى البرديات التى كتبتها فتاة وقعت فى الحب من طرف واحد من 5000 سنة تقول "لا تقفز يا قلبى ولا تفضحنى فلو أمى علمت عن شعورى تجاه ميهى لذهبت تجاه أمه فى البيت المقابل وتطلب الزواج"، كانت الفتاة خجولة لديها حياء وكانت علاقة الجيران قوية بينهم حب وألفة.
وماذا عن علاقة الزوج بزوجته؟
كان الحب والشعر والرومانسية أبرز ما يميز الزواج فى مصر القديمة وكان الزواج يعنى انتظام، ولأن المصرى القديم كان يعتقد فى البعث فكان ما يرسمه أو ينحته يعبر عما كان يريده فى حياته الأخرى ومعنى أننا وجدنا تماثيل المرأة إلى جانب الرجل فهذا دليل على أنه يريد أن يكون مع زوجته فى علاقة أبدية.
تصور الرسومات والتماثيل المرأة الفرعونية جميلة رشيقة .. فكيف كانت تهتم بجمالها؟
كانت النساء فى مصر القديمة مثل أى نساء تخبز وتطبخ وترعى أطفالها لكنها كانت شديدة النظافة، فبصفة عامة كان المصرى القديم يستحم 4 مرات فى اليوم، كانت المرأة لا تضع مكياجها الكامل إلا فى المناسبات الرسمية والاحتفالات أما فى يومها العادى كانت تضع الكحل الأسود أو الأخضر وكان يعطيها اتساع للعين التى كانت تمثل رمز "الرؤية" وكانت تمارس الرياضة وتتناول غداء صحيا مثل البصل والفول والعيش واللبن والعسل والثوم. أما مأكولات الحب فكان الجزر والخس، المرأة كانت ذكية تحافظ على رائحتها جميلة طوال اليوم لم تكن تضع العطر على جسمها حتى لا يختلط برائحة العرق ويكون رائحة منفرة بل كانت تلبس قبعة مخرمة على رأسها وبداخلها العطور، لون الجمال عند المرأة الفرعونية كان التركواز أو لون السماء، كانت تتزين بالقرط على شكل ثعبان الكوبرا رمز الحماية أو طائر المنجل رمز الحكمة.
إذا سألت أى شخص عن "كليوباترا الجميلة" سيأتى إلى ذهنه حبها لأنطونيو وانتحارها بالسم .. وأنت تقول غير ذلك؟
تعرضت كليوباترا لظلم كبير فى التاريخ، فأثار كاتب يهودى أنها استغلت جمالها ودخلت فى علاقات مع الرجال لكى تصل إلى الحكم وهذا كلام غير صحيح بالمرة، كليوباترا التى حكمت مصر هى كليوباترا السابعة التى لم تكن جميلة بالمرة وهذا ما اكتشفناه من صورتها على إحدى العملات المعدنية الموجودة فى المتحف البريطانى لكنها أبهرت الرجال عن طريق ثقافتها فماذا تفعل أمام امرأة تحفظ شعر"الإلياذة والأوديسة" المكون من 27 ألف بيت، ماذا تفعل أمام عالمة كيميائية محنكة أستاذة فى علم السموم الذى يساوى حاليا عالم نووى.
إذن فما تفسيرك لموتها؟
أعتقد أن مستشارين أوكتافيوس الإمبراطور الرومانى وقتها هم الذين قاموا بقتلها خوفا من أن تستطيع التأثير عليه كما أثرت على يوليوس قيصر الذى تزوجها على زوجاته الأربع وأنطونيوس.
بالصور.. بسام الشماع يتحدث عن المرأة عند الفراعنة
الأحد، 22 نوفمبر 2009 11:14 ص
بسام الشماع : تصحيحا للتاريخ الحضارة الفرعونية ليست حضارة ذكورية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة