ليس لأنهم قالوا عن بلدنا "مصرائيل"، ولا لأنهم وصفونا باليهود، ولا لأن تجييش الناس فى الجزائر بهذا الشكل لم يحدث من قبل إلا عندما خرج الفرنسيون من الجزائر، ولكن لأن ما حدث هو بالفعل يمت بصلة قرابة للجزارين أولا، ولأن عداءهم للمصريين بلغ مبلغ الإسرائيليين أيضاً، وأنا لا أعرف ما إذا كان الإسرائيليون قد حرقوا العلم المصرى فى حرب أكتوبر أم لا، فلربما حدث، ولكننى أعرف جيداً والأجيال معى ما فعله الجزّارئيليون على مدار الأيام القليلة الفائتة.
فى صبيحة الأمس وفى نشرة المنتصف على قناة الجزيرة كانت طلة خديجة بن قنة مميزة، ولم يكن شيئاً بالطبع من قبيل المصادفة، بداية من اختيار"أو رغبة " المذيعة الجزائرية لكى تقدم نشرة المنتصف، وصولاً إلى التايوور الأخضر الذى لم يكن متناسباً قط مع المنتصف ولكن يبدو أنه كان من بقايا الاحتفال المسائى بالنصر على المصريين اليهود!
احتفلت خديجة ككل الجزّارئيليين ولم تأبه إلى كون النصر مشرفاً أم على أسنة الرماح والنصال التى تكسرت على النصال، وبمشجعين من خريجى السجون وأصحاب السوابق، احتفلت خديجة فى الجزيرة التى دقت طبول الحرب عندما أشيع أن الباص الذى يحمل منتخب بلادها قد كسره اليهود وأصابوا لاعبيه، بينما أذاعت خديجة التى لم تستطع أن تخفى فرحتها تحلياً بالموضوعية المهنية أن رئيس بلادها استقبل اللاعبين والجمهور الجزّارئييلين استقبال الفاتحين، وأن الفوز مستحق!
"حتى أنتى يا خديجة"، نطقت بها صديقتى التى كانت تشاهد معى نشرة المنتصف على قناة الجزيرة، فقد كانت المسكينة تحسن الظن كثيراً بزميلة المهنة التى قابلتها فى فيلتها بالدوحة حيث كانت تعمل وقتها صديقتى بالشرق القطرية، وسبحان مغير الأحوال!
وعلى الفضائية الجزائرية شاهدت بالفعل تسجيل الكاميرات مع اللاعبين الجزّارئيليين وهم يتحدثون بـ"الفرنسية" شاكرين بوتفليقة على المساندة، وعلى أنه أرسل لهم جمهوراً (مميزاً) من المشجعين، ثم صعدوا إلى باص خاص دورين، عليه صورة بوتفليقة وفى الأعلى اللاعبون الجزّارئيليون والجمهور المميز وغير المميز، ثم تصوير من أعلى بالطائرات لمشهد الجزّارئيليون حول الباص وهو يتحرك باللاعبين الجزّارئيليين وهم يلوحون للشعب، ثم ظهور أحد المشايخ للتهنئة ووصفه للمصريين بـ"الفجرة" وأنه لهذا نصرهم الله علينا!
هذا الشيخ الذى سكت دهراً ونطق بما لا يليق، سبقه الشيخ عباسى مدنى وعلق على الأمر وقت فوز المصريين فى القاهرة بأن الهوس الكروى دليل على أن المسلمين أمة "تعبانة" ولا تستحق أن تكون خير أمة أخرجت للناس، وأنها توشك أن يستبدل الله بها قوماً غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم.
فهل عرف الشيخ وغيره من الجزّارئيليون من هو الشعب " التعبان" الآن ، أسأل الله أن ينور بصيرته، وأن يهدى الجزّارئيليون سبيل الرشاد بدلاً من سبيل كأس الأمم التعبانة!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة