غياب عدد من الشباب فى مصر عن الحياة الحزبية، بالإضافة إلى التحولات المفاجئة لبعض الأعضاء من حزب لآخر، مثل ما حدث مع أعضاء حزب الغد فى البحر الأحمر بتحول عضويتهم جميعا إلى الحزب الوطنى، النقيض هو ما حدث فى النوبة حينما هدد عدد كبير من أعضاء الحزب الوطنى هناك بالتحول"جملةً" إلى حزب الغد نكايةً فى ما وصفوه "بتعدى أحد قيادات الحزب عليهم، وجميعها أمور تدفعنا لطرح سؤال حول المعايير التى من خلالها ينضم الأفراد لأحزاب أو ينتقلون بينها.
دانا فاروق- طالبه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية- أكدت أن الأسباب الهامة التى تجعلها تغير انتماءها الحزبى ليس فى حالة فشل الحزب فى تحقيق حلمها كعضو داخل الحزب، ولكن فى تحقيق أحلامها كمواطنه مثل باقى الشعب، بالإضافة إلى أن يفشل الحزب فى تحقيق برامجه الخاصة بإيجاد مستقبل أفضل لمصر، والتى ستكون سببا فى فقد الثقة بالحزب كاملة، موضحة أن تلك الأسباب لن تكون سببا فقط فى ترك عضويتها بالحزب ولكن لترك الحياة السياسية.
أما شادى طه– موظف- فيقول "سيف المعز وذهبه" موضحا أن السلطة ممكن تعطى منحا تجعلنى أغير حزبى فى الوقت الذى أصبح حزبى غير كاف لتلبية احتياجاتى السياسية، والنطق لتعبير ما أشعر به فى هذا الحال سأغير انتمائى الحزبى.
شيماء يوسف- محاسبة بأحد البنوك الخاصة- تقول عندما يكون الكلام أكثر من الفعل وهو حال العديد من الأحزاب السياسية فى مصر الآن، التى تحتاج المزيد من الديمقراطية ليمكنها الوصول إلى الشارع المصرى، مؤكدة أنها سوف تنسحب من حزبها وعدم الانضمام إلى أى حزب آخر، إذا استمر الأمر فى إطلاق الشعارات المطاطة التى لا تغنى ولا تسمن من جوع على حسبها قولها.
محمد كامل– انتمائى لحزب الغد جاء إثر إيمانى وقناعتى بأفكار أيمن نور وبكلماته الثورية ضد قوى الظلم فى مصر، ولكن بعدما حدث ما حدث فى الفترة الأخيرة من اعتقاله بدأت أشعر أنه آن الأوانى لتغيير انتمائى وأفكارى بالانضمام إلى حزب أقوى أستطيع من خلاله التأثير فى المجتمع خاصة فى ظل الغياب الدائم لكثير من أحزاب المعارضة لدينا فى جنوب مصر إلا القليل من الأحزاب مثل الوفد.
فيما أكد عبد الغفار شكر القيادى بحزب التجمع أن اليأس من قيام الحزب بأهداف العضو، وفقد تأثيره فى الشارع، وعدم القدرة على تحقيق الهدف من قيامه، أسباب تجعل الفرد ينقل عضويته من حزب إلى حزب آخر.
وأضاف شكر أن قيام الحزب بعمل مواقف ضد مواقف العضو تكون سببا هاما فى تغير عضويته، والتى يتبعها ترك الحياة السياسية والأحزاب خاصة فى حالة اكتشاف عدم وجود فارق بين الأحزاب فى مضمونها.
وكشف شكر أن الأجواء العامة الآن سبب أساسى فى قيام الشباب والناس عن العزوف عن الحياة السياسية بترك عضويتهم بالأحزاب، والاتجاه إلى تشجيع الرياضة كما حدث فى مباراة "مصر والجزائر".
لم يختلف د. عمرو هاشم ربيع الخبير بشئون الأحزاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عما قاله عبد الغفار، مضيفا أن فقد الثقة واستمرار الصراعات الداخلية للحزب بين النخبة، وفشل الحزب فى وجود مقاعد برلمانية تعبر عنه، وصعوبة تحقيق برنامجه على أرض الواقع، وعدم القدرة على تمويل الأنشطة، بالإضافة إلى الضغوط المستمرة فى وجود قانون الطوارئ والضغوط الأمنية، وعدم وجود تداول للسلطة داخل الحزب، تضم إلى قائمة الأسباب التى تجعل المواطن ينتقل من حزب إلى آخر.
وأكد ربيع أن تلك الأسباب نفسها يمكن أن تكون سببا فى العزوف نهائيا عن الانضمام إلى أى حزب، أو المشاركة فى الحياة السياسية بشكل عام.
سؤال طرحه اليوم السابع.. ما الذى يجعلك تغير انتماءك الحزبى؟ ج: عدم تحقيق الأهداف المرجوة واستمرار الصراعات الداخلية والفشل فى الوصول لمقاعد البرلمان
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009 07:17 م