نظمت جمعية تنظيم الأسرة والتنمية أمس الخميس، ورشة عمل للإعلان عن نتائج أحدث دراسة "العلاقة بين الأمور الجنسية للسيدات وختان الإناث فى مصر" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وكشفت النتائج أن الختان مازال منتشرا وعميق الجذور فى عقليات المواطنين فى مواقع الدراسة (منشية ناصر وقريتيى شرق وغرب النيل فى محافظة المنيا) وأنه تم تطبيب العادة وليس منعها أى حل الطبيب محل الداية.
افتتحت ورشة العمل الدكتورة مواهب المويلحى الباحث الرئيسى فى الدراسة بتعريف الدراسة وأهدافها، مشيرة إلى أنها ركزت على توثيق التأويلات والخبرات المحلية للأمور الجنسية بين النساء المصريات وعلاقتها بالختان، وبحث العلاقات التى تربط بين الصلاحية للزواج، والأدوار المتعلقة بالنوع الاجتماعى والمتعة الجنسية وبين ختان الإناث ومدى أوجه إدراك المبحوثين لمعنى الجنس السليم والرغبة فيه.
وكشفت نتائج الدراسة أن السبب الرئيسى للختان كان حماية البنت من الانحراف، والحفاظ عليها ومع ذلك لا ترى المجتمعات المحلية أن ختان الإناث ضرورة مطلقة لصلاحية البنت للزواج، بل ويرونه نقطة إضافية فى صالح تقوية مركزها فى سوق الزواج.
من جانبها، أكدت الدكتورة أمل فهمى التى ساهمت بتوثيق الدراسات السابقة التى أجريت فى مصر والعالم حول قضية الختان، أن الدراسة أخذت شكل مقابلات متعمقة لسيدات ورجال ومقدمى الخدمات الطبية فى منطقة عشوائية فى منشية ناصر، وقريتين بشرق وغرب النيل فى المنيا ولم تذكر اسمهما نزولا على رغبة أهالى القريتين. ونجح البحث فى رصد تفضيل الرجال للنساء المختونات، والعلاقة بين المتعة الجنسية والختان.
وأشارت الدراسة إلى أن النساء المبحوثات يرون الختان وسيلة للحد من الرغبة الجنسية لدى الفتيات غير المتزوجات، وأنه عائقا لإشباعهن الجنسى والارتواء عندهن فى الزواج، فكثير من النساء وجدن أنه لا علاقة بين الختان والمتعة الجنسية، فهن يضعن المتعة فى سياق اجتماعى اقتصادى أوسع نطاقا، فالحب والعواطف والمعاملة الطيبة وغياب العنف المنزلى والوضع الاقتصادى الملائم، كلها أسباب أقوى للحصول على الإشباع الجنسى مع وجود البظر أو غيابه، كما رأت النساء أن بدء الممارسة الجنسية يجب أن يأتى من الزوج، وعلى الزوجة أن تستجيب لأى مبادرة من زوجها ومحرم أن تطلب هى ممارسة الجنس مباشرة.
كما رصدت الدراسة أن كثيرا من النساء المشاركات يشعرن بأنواع كثيرة من التعب أثناء الجماع لأسباب مختلفة ووجدن صعوبة فى رصد أسباب هذا التعب وربطها بالختان من عدمه.
وأظهرت الدراسة أن الأطباء حلو محل الدايات فى إجراء عمليات الختان فى المناطق الريفية "تطبيب الختان" رغم إقدام المشاركين على استشارة الأطباء فى الختان من عدمه، وأنه يرى بعض هؤلاء الأطباء أن بعض البنات فى حاجة إلى الختان، مع ارتفاع سن الفتاة إلى 12 و13 سنة عند إتمام عملية الختان.
وأكد الدكتور أحمد رجائى الذى اهتم بتحليل ورصد نظرة الرجال وثقافتهم فى التعامل مع قضية الختان، أنه بالرغم من رؤية الرجال المشاركين فى الدراسة، أن ختان الأنثى له قيمة فى الحفاظ على عفة بناتهم قبل الزواج، ووفاء زوجاتهم لهم أثناء الحياة الزوجية، إلا أنهم كانوا قلقين من الآثار السلبية للختان على حياتهم الجنسية بمعنى أنهم يرون المرأة المختنة ستكون أكثر شهوة للجنس وستطلبه كثيرا.
كما بينت الدراسة أن السعادة الجنسية للرجال جزء أساسى من سعادتهم الزوجية، بعكس النساء فالسعادة الجنسية ليست على أولوياتهم ومتعتهم جزء من فهم أوسع لأمور تتجاوز الفعل الجنسى نفسه.
وأكدت المويلحى أن هناك أربعة أنواع لختان الإناث الأول يشمل استئصالا كليا أو جزئيا للبظر، والثانى استئصالا كليا أو جزئبا للبظر مع الشفتين، وهذان النوعان منتشران فى مصر، أما النوع الثالث وهو استئصال كلى أو جزئى للبظر مع الشفتين الصغيرة والكبيرة والمهبل وهو منتشر فى السودان، أما النوع الرابع والأخير وهو الذى يشمل الثلاثة أنواع الأخرى إضافة إلى تشويه هذه المنطقة عند المرأة وهو موجود بشكل عام فى جنوب أفريقيا.
حضر ورشة العمل العديد من المنظمات والجمعيات الأهلية وأطباء النساء والتوليد وبعض أساتذة الدين والقانون مثل الجمعية النسائية الطبية، وائتلاف الجمعيات لمناهضة ختان الإناث وجمعية تنمية خدمات ألماظة، والمجلس القومى للأمومة والطفولة والقومى للسكان، وجمعية نهوض وتنمية المرأة، وجمعية الخشابة.
اليوم السابع ينشر نتائج أحدث دراسة عن الختان
الجمعة، 13 نوفمبر 2009 07:14 م
تم تطبيب عادة الختان وليس منعها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة