قال الشاعر شعبان يوسف، إن الأعمال الأدبية التى شهدتها الفترة الأخيرة مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية، وهذا لا يليق بمكانة الأدب الذى من المفترض أنه يخاطب النخبة وعقول المثقفين.
وأضاف خلال الندوة التى عقدت مساء أمس، الاثنين، بورشة الزيتون لم ناقشة رواية "الليل وأخفى" للروائية أسماء شهاب الدين، أن مسألة الأخطاء اللغوية تلك لا يمكن أن نلقى بها على عاتق الكاتب وحده، بل على دور النشر أيضا التى وافقت على نشر هذا العمل بدون مراجعة، وأشار إلى أن هناك بعض الكتاب بعيداً تماماً عن تلك الدائرة مثل الروائية منصورة عز الدين التى لم يلحظ يوماً أى خطأ نحوى أو لغوى فى كتاباتها على العكس تماماً من بعض الروائيات اللاتى لم يجد بها "يوسف" "جملة صحيحة" على حد قوله.
واتفق معه الشاعر شريف رزق، مشيراً لبعض تلك الأخطاء فى عمل أسماء الأخير من بينها جملة التفانى فى الأمومة والأفضل منها الإخلاص وكذلك هللت الفتيات والأفضل صاحت وهكذا.
وأضاف: "بشكل عام نجحت أسماء أن تقدم نصاً حكائياً محكماً، ووفقت فى اختيار العنوان الذى يعكس المزج بين حالة الليل الداخلى والخارجى، بالإضافة للغلاف الذى جاء أيضا معبراً عن بعض الأشياء داخل المتن، كما تتعزز لنا الدلالة عبر مجموعة من الأشياء فى البنية السردية، فنجد أن الشخصيات جميعها فى حالات ليلية داخلية تمر بضغوط عديدة مثل شخصية كارم محمود المريض النفسى، وشخصية محمد الكومى والحلم الذى يراوده بأنه امرأة وغيرهم.
وتابع "الرواية تقوم على شكل المتواليات السردية وهذا يرجع فى الأساس لكون أسماء كاتبة قصة قصيرة، فنجد هذا فى طريقة كتابة الرواية التى تناولت عدداً كبيراً من الشخصيات والحكايات داخل المتن والتى تصلح أن تكون كل واحدة منها قصة قصيرة قائمة بذاتها مثل ثريا وقصة غريب الصاوى".
واستكمل قائلاً: "إن تقديم الكاتبة لمجموعة من الشخصيات المتشابكة يدل على وعيها باستخدام البناء السردى، كما نجحت أن تعكس الواقع الذى نحيا فيه وإن كانت أظهرته بطريقة غرائبية كما قالت فى مقدمة العمل، بالإضافة لاستخدامها الوصف من أول صفحة فى الرواية بغرض إظهار موقف نقدى".
وعاب الناقد يسرى عبد الله، الكاتبة أسماء على نفس الأخطاء التى تخللت المتن المقدم، وأضاف "فى عملها الأخير نتوقف أمام مادة حقيقية تجيد تطويعها بين يديها لتعكس حكايات تمثل مادة خام تستحيل من بين يديها إلى قص حكائى مميز، ولديها زخم سردى يتمثل فى شخصيات متنوعة ومختلفة، ورغم ذلك لم تصب القارئ بالملل أو التداخل".