د.سحر طلعت أستاذ قسم البثولوجى بكلية طب القصر العينى ومدير التدريب التكنولوجى بكلية طب قصر العينى، إنسانة مختلفة أرادت أن تغير واقعا رأته، وتخفف ألما يصيب العديد من الفتيات دون أن يجدن من يساعدهن أو يقف بجانبهن، فكرت أن تساعد الفتيات اللاتى تعرضن للاغتصاب والتحرش بإنشاء ناد لهن عبر شبكة الإنترنت يكون به مجموعة من الأساتذة والمتخصصين النفسيين لمساعدتهن، خاصة أنهن لا يجدن من يستمع لمشاكلهن. اليوم السابع التقى صاحبة الفكرة لتتحدث عن المشاكل النفسية والاجتماعية التى تواجه هؤلاء الفتيات.
بداية.. اشرحى لنا طبيعة النادى ولماذا فكرت فى تكوينه؟
هو ناد عبر الإنترنت للفتيات المغتصبات واللاتى تعرض للتحرش، وترسل الفتيات رسائل عن المشاكل التى تعرضت لها وعما ستفعل فى الفترة القادمة، وكل هذا يكون من خلال الإنترنت وبسرية تامة، حيث يدخل أغلب الفتيات بأسماء مستعارة ويشرحن مشاكلهن كاملة.
ما الحالة التى تكون مسيطرة على أغلب هؤلاء الفتيات؟
أغلبهن لديهن مشاكل نفسية ويحتجن فقط لمن يتكلمن معه عن مشاكلهن، فهن يكتمن ما حدث لهن بداخلهن ولا يصرحن به حتى لأقرب الناس لهن، ولهذا يقوم الأساتذة فى البداية بالتعرف على المشكلة ثم يحاولون إعداد تدريب للفتيات فى كيفية مواجهتها ومحاولة الخروج من الأزمة تماما، وكل هذا من خلال الإنترنت، لأن أغلب الفتيات يخفن مقابلة المتخصصين وجها لوجه، خوفا من "الفضيحة" وأن يعرفهن المجتمع، كما أن أغلبهن يكون لديه إحساس بالتقصير، لأنهن لم يقاومن ما حدث لهن، بل إن البعض يشعر أنه السبب فيما حدث له.
وهل المجتمع هو السبب فى هذا الإحساس بالتقصير؟
نعم، فالمجتمع دائما يلوم على طرف واحد وهو الفتاة ولا يحاول أن يلوم الطرفين الولد والبنت، فكلاهما ارتكب خطأ وعليه أن يتحمله، حتى أن بعض أولياء الأمور للفتيات يعنفهن إذا حدث لهن حوادث مماثلة، وأتذكر موقفا حدث لصديقة لى وهى بنت على خلق وتعرضت لحادث تحرش من سائق التاكسى ولم يقم أخوها ووالدها سوى بتعنيفها، وهذا ما يفسر رفض أغلبهن البوح بما حدث لهن، فالمجتمع يربى الفتيات على الخوف.
وهل المجتمع حتى الآن لا يعرف المفهوم الصحيح للتحرش؟
نعم، فالفتيات اللاتى يتعرضن للتحرش تكون بنسبة 100% يوميًّا بكل أنواعه، سواء من خلال التحرش اللفظى أو الجسدى، ولكنهن لا يعرفن المفهوم الصحيح له، ولا يعرفن كيف يتصرفن أو يحمين أنفسهن.
وهل تدربوهن على كيفية حماية أنفسهن؟
نعم.. نعلمهن كيف يواجهن مواقف التحرش المختلفة، وكيف يدافعن عن أنفسهن وكيف يفهمن أن هذا الشخص يريد أن يتحرش بهن سواء من خلال كلامه أو حركاته، وننصح الفتيات بألا يثقن بأى أحد مهما كان قريبا منهن وأن يكون لديهن طول الوقت وسيلة للدفاع عن أنفسهن، وإذا شعرن بخطر من أى أحد يبتعدن فورا.
ما أصعب الحالات التى مررت عليها أثناء عملك؟
أصعب الحالات كانت لطفلة تعرضت للتحرش من خالها لمدة سنوات ثم بعد فترة حاول أن يتحرش بأختها فرفضت، وهذا ولد بداخلها إحساس بالذنب، وأنها هى السبب، وفتاة أخرى تعرضت للاغتصاب من خالها، وبعد أن صرحت لوالدتها لم تفعل أى شىء أو تحاول حتى أن تعاقب خالها فكانت كلما رأته تتذكر ما حدث لها.
هل معنى ذلك أن المجتمع يعتبر البنت التى تعرضت للاغتصاب "فضيحة وعار"؟
نعم، المجتمع حتى الآن يرى البنت التى تتعرض للاغتصاب والتحرش، عارا ويخفى كل المعلومات عنها تماما، وكأنها المذنبة الوحيدة وحتى الأهل أنفسهم يقومون بهذا، وتتحول الحالة النفسية للبنت هنا للأسوأ وتشعر أن الجميع بعيد عنها حتى الأولاد الذين يتعرضون للتحرش يرفض آباؤهم الإفصاح عما حدث لهم.
وكيف نحاول أن نغير هذه الصورة؟
يتم هذا من خلال إعادة تثقيف المجتمع وتوعيته، بالإضافة إلى محاولة بث المفاهيم الجنسية الصحيحة والمفيدة داخل أبنائنا وبناتنا من خلال التعرف على النقاط الصحيحة وليس فقط المقتصرة على اللقطات الساخنة التى تقدم فى أفلامنا التى تبحث عن الإثارة فقط وتركز على المشكلة دون محاولة التركيز على علاجها.
وهل تغير مفهوم العذرية فى المجتمع الآن ولم يصبح مقتصرا على غشاء البكارة؟
لم يتغير مفهومة العذرية، بالرغم من وجود أكثر من طريقة للتأكد من أخلاقيات الفتاة غير وجود الغشاء، ولكن أى شاب ممكن أن يتزوج فتاة ليست عذراء إذا تأكد أنها تعرضت لحالة اغتصاب وأنها لم تفعل هذا بإرادتها والدليل على هذا حالة الزواج التى حدثت فى البوسنة من الفتيات المغتصبات.
ماذا تنتظرين من مشروعك ومبادرتك؟
أتمنى أن تستمر برامج الوقاية والدعم ويتغير وجهة النظر للفتاة التى تتعرض للاغتصاب.
هل تتمنين أن يتحول المشروع إلى جمعيات على أرض الواقع وليست مجرد مواقع على الإنترنت؟
أنا بدأت بمبادرة مبدئية، ولكن إذا وجدت التمويل الكبير والاهتمام بالمشروع، فلماذا لا نقوم بإنشاء جمعيات لمساعدة الفتيات التى تتعرضن للاغتصاب والتحرش، ولكن لا يكون هذا هو الهدف الوحيد من الجمعية، ولكن يكون جزءا من كل حتى لا تبتعد عنها الفتيات خوفا من أن يعرف المجتمع ما حدث لهم.
صاحبة نادى المغتصبات: المجتمع لا يعترف بالمغتصبة
الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009 10:31 ص