ألقت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية الضوء على الصراع داخل جماعة الإخوان، مشيرة إلى أن الجماعة تمر بعواصف داخلية عديدة، ولكن أسوأ ما فى الأمر هذه المرة هو أن تلك الخلافات باتت على مرأى ومسمع من الجميع، ذاهبة إلى أن يأس مهدى عاكف، الذى كان يحاول حتى الآن التوفيق بين المعسكرين المحافظ والإصلاحى، يؤكد على تنامى نفوذ المحافظين داخل الجماعة.
حيث تقول الصحيفة إن أسوأ ما فى الموقف المتأزم داخل الجماعة الإخوان هو أن هذه الأزمة قد باتت معروفة للجميع. على عكس عادة جماعة الإخوان المسلمين التى تلتزم دائما السرية فيما يتعلق بالعواصف الداخلية التى تمر بها. ففى تلك الأزمات، يقوم هذا التنظيم الإسلامى، الذى يتمتع بانضباط ذاتى أسطورى، بالنجاح فى توحيد صفوفه كى لا يثير داخله فتنة قد تضعفه.
وقالت الصحيفة إن الحرب الداخلية الدائرة بين الجيل القديم المحافظ والتيار الإصلاحى امتدت الآن إلى عناوين الصحف، التى كتبت منذ أيام عن استقالة المرشد العام للجماعة مهدى عاكف. وعلى الرغم من أنه قد تم إنكار هذه المعلومة فى البداية بشدة، فقد اعترف بها عاكف جزئيا فى اليوم التالى، قائلا إنه أراد التخفيف من أعبائه من خلال إسناد صلاحياته إلى نائبه محمد حبيب، الأكثر تحفظا منه بكثير. وأضاف عاكف فى تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: "الناس فى مصر ليسوا معتادين على أن يترك شخص بإرادته موقعا قياديا".
وتشير الصحيفة إلى أن الانقسامات بين الإخوان ليست جديدة، ولكنها ظهرت مع النجاح الذى حققته الجماعة فى الانتخابات التشريعية فى 2005، بقيادة الجناح الإصلاحى، وأصبحت من وقتها كتلة المعارضة الرئيسية داخل البرلمان. لكن منذ ذلك الحين، باتت هذه الحركة موضع قمع شرس، إذ يوجد حاليا داخل السجون المصرية أكثر من 400 من أعضائها. وقد حمل التيار المحافظ داخل الجماعة الإصلاحيين مسئولية ذلك، حيث يعتبرهم المعسكر المحافظ مهددين للنظام ومشكلى خطر على الجماعة، من خلال سعيهم للدخول بأى ثمن إلى اللعبة السياسية فى البلاد، بدلاً من التركيز على العقيدة.
وتضيف الصحيفة أن مشروع برنامجهم السياسى العام الماضى قد سبب بالفعل ذعراً بين الإصلاحيين. حيث كان النص المقترح، على غرار النموذج الإيرانى، يدعو إلى إنشاء لجنة عليا دينية، ويحظر على المرأة والأقباط الترشيح لرئاسة الجمهورية. وقد وصلت هذه الانقسامات بين المعسكرين إلى شبكة الإنترنت، حيث أنشأ الإصلاحيون الشبان موقعاً يحاكى الموقع الرسمى لجماعة الإخوان "إخوان أون لاين"، ولكنه يمثل منبراً للاحتجاج على أساليب قادة الجماعة التى عفا عليها الزمن.
وتخلص الصحيفة إلى أن يأس مهدى عاكف من المحاولة حتى الآن فى التوفيق بين المعسكرين قد يؤكد على تنامى نفوذ المحافظين داخل الجماعة.
للمزيد من الاطلاع.. اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
"ليبراسيون" الفرنسية تلقى الضوء على الصراع داخل جماعة الإخوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة